تلقت روسيا ضربة كبيرة جراء تفجير جسر القرم المعبر الأساسي بين شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو والبر الروسي وهو يستخدم لنقل تجهيزات عسكرية للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.

حصل هذا في وقت نقلت شبكة “سي أن أن” العربية عن إبراهيم قالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله ان “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد الحصول على صفقة كبيرة جديدة مع الغرب تتعلق جزئيا بأوكرانيا، بلا شك لكن القضية الأكبر هي حقا إبرام صفقة جديدة بين روسيا والعالم الغربي”.

تظهر صور جسر كيرتش المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أن جزء من طريق السيارة وجسر السكك الحديدية قد سقط في المياه تحته. وشوهدت ألسنة اللهب مشتعلة من عربات السكك الحديدية في الأعلى

تفجير جسر القرم

انفجرت سيارة مفخخة على جسر القرم متسببة بحريق كبير على هذا المعبر الأساسي  وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب. وقالت في بيان أمس “انفجرت سيارة مفخخة على قسم الطرقات من جسر القرم ما أدى إلى اندلاع الحريق في سبع قاطرات صهاريج على السكك الحديد كانت متوجهة إلى القرم”.

شبكة “سي إن إن” الإخبارية وصفت الحادث يعتبر “ضربة كبيرة لروسيا” بينما صحيفة “الغارديان” أوضحت إن الأضرار التي لحقت بخط السكة الحديد على وجه الخصوص تترك القوات الروسية في الجنوب مع خط إمداد واحد للسكك الحديدية بين كراسنودار وميليتوبول في نطاق هجمات أوكرانيا.

اتهام أوكرانيا بالتفجير

المتحدث باسم الكرملين قال لوكالة “ريا نوفوستي” إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بتشكيل لجنة حكومية لكشف الوقائع. واتهم فلاديمير كونستانتينوف، رئيس مجلس القرم – البرلمان المحلي الذي نصبته روسيا – “مخربين أوكرانيين” بالوقوف خلف التفجير.

لم تتبنّ أوكرانيا رسميا أي هجوم استهدف شبه جزيرة القرم، لكن مسؤولين أدلوا بتعليقات في أكثر من مناسبة تدفع إلى الظنّ أن القوّات الأوكرانية قد تكون منخرطة في هذه الهجمات. وحين افتتح الجسر في عام 2018، كتب مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، على تطبيق تلغرام “هذا الجسر عبارة عن بنية غير قانونية ولم تسمح أوكرانيا ببنائه. إنه يضر ببيئة شبه الجزيرة وبالتالي يجب تفكيكه. لا يهم كيف: عمدا أم لا”.

وتظهر صور جسر كيرتش المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أن جزء من طريق السيارة وجسر السكك الحديدية قد سقط في المياه تحته. وشوهدت ألسنة اللهب مشتعلة من عربات السكك الحديدية في الأعلى.

حافظت تركيا على الرغم من انتقادها للغزو الروسي والتحرك الأخير لبوتين لضم الأراضي في أوكرانيا، على علاقات جيدة مع الكرملين وتوسطت في اتفاق هذا الصيف للسماح بشحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية

ما هو جسر القرم؟

جسر القرم الذي يطلق عليه أيضا أسم “كيرتش” نسبة إلى المضيق الذي يفصل أراضي شبه جزيرة القرم الأوكرانية مع الأراضي الروسية، افتتح عام 2018 بعد احتلال هذه المنطقة عام 2014.

في أيار من العام 2018، كان افتتح بوتين الجسر الضخم الذي يربط القرم بروسيا قائدا بنفسه شاحنة برتقالية اللون. وبعد أن كان مخصصا لعبور السيارات، أصبح لاحقا يضم مسارا مخصصا للقطارات. ويُعد الجسر الممتد على طول 19 كيلومترا، مشروعا ضخما ومكلفا استغرق بناؤه عامين لربط روسيا بشبه جزيرة القرم ويرمي إلى الحد من عزلة شبه الجزيرة بعد أربع سنوات على ضمها، في عملية تصفها أوكرانيا بأنها “غير قانونية”.

تركيا تنسب لروسيا السعي لصفقة مع الغرب

وقال قالين المتحدث باسم الرئيس التركي اردوغان لشبكة “سي ان أن” أن “موسكو تشعر أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في نهاية الحرب الباردة، في عهد الرئيسين ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسين، لم تعد تعبر عن روسيا اليوم”. وتابع: “هناك روسيا جديدة، وعالم جديد، وواقع جديد، وهم يريدون الحصول على صفقة جديدة مع الغرب، ونتيجة لذلك، يواجه النظام الليبرالي العالمي اختباراً جديداً”.

إقرأ أيضاً: روسيا تخسر ليمان وإلمانيا تتدخل بالأسلحة المتقدّمة..

أول من أمس تحدث أردوغان مع بوتين حول “آخر التطورات” في الحرب في أوكرانيا، بحسب بيان صادر عن الحكومة التركية.

حافظت تركيا على الرغم من انتقادها للغزو الروسي والتحرك الأخير لبوتين لضم الأراضي في أوكرانيا، على علاقات جيدة مع الكرملين وتوسطت في اتفاق هذا الصيف للسماح بشحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية.