الإفراج عن “إيميلات” وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كليتنون هو إطلاق عيون الأميركيين والعالم على خفايا السياسة الأميركية في العالم، بما فيه منطقة الشرق الأوسط. وهو إطلاق لسراح أرشيف مهم يسرد وقائع ولحظات سياسية مفصلية حصلت أثناء تولّيها منصبها، ومنها ما يتّصل بالرّبيع العربي، ليس أقلّه ملابسات قتل مؤسس تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وصولاً إلى أحداث أخرى شهدها الشرق الاوسط والعالم.

“أساس” ينشر اليوم الحلقة الثانية من هذه الرسائل، ضمن سلسلة حلقات متتابعة، تتحدث عن موقف الرئيس ميشال عون من سوريا واتهامه لها باغتيال الحريري، وحديثه العدائي عن حزب الله أمام الأميركيين.

ضمن رسائل البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأميركية السّابقة هيلاري كلينتون، وبتاريخ 23 أيلول 2011 عند الساعة 11 صباحًا، حوّلت نائبة رئيس الموظفين في الوزارة “هوما  عابدين” بريدًا إلكترونيًا من السّفير الأميركي السابق لدى لبنان جيفري فيلتمان، كان قد وصله بالإضافة إلى المستشار الخاص لوزير الخارجية لعملية الانتقال في سوريا السفير فريدريك هوف، والسفير السابق لدى سوريا روبرت فورد، والسفيرة السابقة لدى لبنان مورا كونيلي.

إقرأ أيضاً: إيميلات هيلاري (1): أوباما غطّى التزوير في انتخابات أحمدي نجاد

كان البريد يضمّ عددًا من المقالات والمواضيع التي تتناول الشّأن اللبناني، ومن ضمنها وثيقة من “ويكيليكس” توثّق لقاءً جمع الرئيس ميشال عون بالسيناتور الأميركي كريستوفر دود بتاريخ 20  نيسان 2006، أي بعد  شهرين  من توقيع “وثيقة مار مخايل” مع حزب الله.

في الوثيقة المُتداولة ضمن بريد هيلاري كلينتون، فإنّ السيناتور دود نقل عن الرئيس ميشال عون قوله إنّه “يعتقد أنّ هناك 1000 سببٍ لتحميل النظام السّوري مسؤولية اغتيال الرئيس رفيق الحريري”. وفي الوثيقة عينها التي كان يتمّ تداولها بين الدبلوماسيين الأميركيين ووزيرة الخارجية، فإنّ عون والذي كان يترأس التيار الوطني الحرّ يومها، قال إنّ توقيع التفاهم مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مار مخايل، قد “حشر حزب الله بفعالية في الزاوية”.

على الرغمَ من أنّ الوثيقة منشورة سابقًا في موقع “ويكيليكس”، إلا أنّ تداولها في بريد وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة الرئاسية هيلاري كليتنون، والدبلوماسيين الأميركيين الضالعين بالملفّ اللبناني وملفات الشّرق الأوسط، يعطي أهمية خاصة لها

ينقل السيناتور الديمقراطي عن عون قوله إنّ “حزب الله عدّل خطابه من المناداة بتحرير كلّ الأراضي المحتلة (فلسطين والجولان) والإفراج عن كلّ  الأسرى الفلسطنيين، إلا أنّه الآن خفّض السقف للمطالبة بتحرير مزارع شبعا فقط، وإطلاق سراح 2 أو 3 لبنانيين معتقلين في السجون الإسرائيلية”. وتشير وثيقة “ويكيليكس” الواردة في بريد هيلاري كلينتون أنّ السيناتور دود “نصح” عون بـ”إبقاء عينه” على حزب الله، فأجابه بأنّه سيكون “حذرًا أكثر”، ويبقي “العينين” مفتوحتين.

في الوثيقة أيضًا، أنّ دود سأل مضيفه الرئيس عون عن العلاقة بين حزب الله وحركة “حماس”، فنقل السيناتور الأميركي عن عون قوله: “من الواضح أنّ المنظمتين الإرهابيتين تدعمان بعضهما سياسيًا”، وشكّك بالتعاون العسكري بينهما.

وعلى الرغمَ من أنّ الوثيقة منشورة سابقًا في موقع “ويكيليكس”، إلا أنّ تداولها في بريد وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة الرئاسية هيلاري كليتنون، والدبلوماسيين الأميركيين  الضالعين بالملفّ اللبناني وملفات الشّرق الأوسط، يعطي أهمية خاصة لها، بالإضافة إلى أنّ  أيّ نفي لما ورد في الوثيقة لم يصدر عن أيّ جهة معنية.

مُرفَق بالمقال نسخة من الرسالة الإلكترونية من بريد هيلاري كلينتون وأخرى من موقع ويكيليكس.

[PHOTO]