7 سيناريوهات لمعالجة الأزمة اللبنانية: أيها الأقرب للواقع؟

2021-02-01

7 سيناريوهات لمعالجة الأزمة اللبنانية: أيها الأقرب للواقع؟

مدة القراءة 5 د.

يجري تداول عدد من الإقتراحات والأفكار والطروحات والسيناريوهات المتوقعة لمعالجة الأزمة اللبنانية بين الأوساط السياسية والدبلوماسية ومراكز الأبحاث والدراسات، فما هي هذه السيناريوهات؟ وأيّها الأقرب إلى الواقع في المرحلة المقبلة؟

السيناريوهات المطروحة او المتوقعة هي:

أوّلاً: إستقالة الرئيس العماد ميشال عون والذهاب الى انتخاب رئيس جديد أو اختيار رئيس لمرحلة إنتقالية. ومن الأسماء المطروحة قائد الجيش العماد جوزيف عون مع تشكيل حكومة إنتقالية تتولى إدارة البلاد خلال سنتين ويتم خلالها وضع قانون جديد للإنتخابات وإجراء إصلاحات سياسية ومالية وإقتصادية. ومن ثم إجراء انتخابات نيابية جديدة، وهذا السيناريو يتطلب موافقة الأطراف الداخلية والخارجية وأمامه عقبات عديدة سياسية ودستورية وعملانية.

ثانياً: إجراء انتخابات نيابية مبكرة، إما على أساس القانون الحالي أو بعد وضع قانون إنتخابات جديد، وهذا يتطلب تقصير ولاية المجلس النيابي الحالي والإتفاق على إجراء الانتخابات سواء وفقا للقانون الحالي او بعد الإتفاق على قانون جديد، ومن ثم انتخاب رئيس جديد واختيار رئيس حكومة جديدة. أو أن يتم الإتفاق على تشكيل حكومة إنتقالية تتولى الإشراف على الإنتخابات لأنّ الحكومة الحالية مستقيلة وغير قادرة على إجراء الانتخابات. وهناك احتمال ضعيف بأن يقوم عدد من النواب بالاستقالة استكمالاً للاستقالات السابقة، ما يضعف من ميثاقية المجلس. خصوصاً إذا استقال كل من نواب اللقاء الديمقراطي وغالبية النواب السنة ونواب القوات. وهذه الاحتمالات لها وجوه عدّة وغير متفق عليها بين كل الأطراف سواء كانت موالية او معارضة، إضافة إلى عدم توفر الظروف العملانية لحصول الإنتخابات بسبب انتشار فيروس كورونا والأوضاع المالية الصعبة.

إستقالة الرئيس العماد ميشال عون والذهاب الى انتخاب رئيس جديد أو اختيار رئيس لمرحلة إنتقالية. ومن الأسماء المطروحة قائد الجيش العماد جوزيف عون مع تشكيل حكومة إنتقالية تتولى إدارة البلاد خلال سنتين ويتم خلالها وضع قانون جديد للإنتخابات

ثالثاً: صدور قرار دولي عن مجلس الأمن لفرض وصاية دولية على لبنان وفقاً للبند السابع. وقد يكون شبيهاً بالقرار 1559 ويتضمّن طلب إجراء انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة وتطبيق القرارات الدولية وإرسال قوات دولية للإشراف على تطبيق القرار وفرض الإشراف على سلاح حزب الله ونشر قوات دولية على الحدود اللبنانية – السورية. وهذا يتطلب موافقة كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن وعدم حصول فيتو من إحدى الدول الخمس: روسيا أو الصين. لكن إضافة إلى عدم توفر القدرة العملية لتطبيق هذا القرار وإرسال القوات الدولية دون حصول مواجهات عسكرية في لبنان. فإنّ هذا السيناريو أمامه عقبات عديدة دولية وميدانية ولوجيستية.

رابعاً: حصول عدوان عسكري إسرائيلي على لبنان بدعم دولي – عربي يؤدي الى نزع سلاح حزب الله، ويكون هذا العدوان أقسى بكثير من عدوان تموز 2006 ويؤدي لتدمير لبنان. وعلى ضوء ذلك يتم تغيير الوضع السياسي الداخلي بما يشبه ما جرى بعد عدوان حزيران من العام 1982، مع اختلاف الظروف السياسية والعسكرية والشعبية بين الحالتين. وهذا السيناريو صعب جداً أيضاً بسبب عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على حسم المعركة وعدم توفر أوضاع داخلية وإقليمية ودولية اليوم لحصوله. وخصوصاً مع بداية عهد الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن والحديث عن عودة المفاوضات الأميركية – الإيرانية.

خامساً: بدء المفاوضات الأميركية – الإيرانية والوصول الى اتفاق حول الملف النووي الإيراني والملفات الأخرى المتعلقة بالدور الإيراني في المنطقة ومنها دور حزب الله في لبنان. ما قد يساعد في الوصول إلى تسويات سياسية في لبنان ودول أخرى في المنطقة. هذا السيناريو قابل للحصول لكنّه يحتاج إلى وقت طويل ومن غير الواضح إذا كانت النتائج إيجابية وإمكانية الوصول إلى حلول سريعة .

هذا السيناريو صعب جداً أيضاً بسبب عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على حسم المعركة وعدم توفر أوضاع داخلية وإقليمية ودولية اليوم لحصوله

سادساً: عودة تحريك المبادرة الفرنسية بدعم عربي ودولي وفاتيكاني تحديداً، والتفاهم على تشكيل حكومة جديدة ترضي المجتمع الدولي والشعب اللبناني وتتولّى تنفيذ جزئي لبنود المبادرة الفرنسية الإصلاحية وخصوصا في المجالات المالية والإقتصادية، مع تأجيل البحث في ملف الإنتخابات النيابية او إستقالة رئيس الجمهورية  أو عقد مؤتمر وطني أو مؤتمر تأسيسي جديد. وهذا السيناريو هو الحلّ الأفضل والأسرع، لكن هناك عقبات داخلية وخارجية ويحتاج لمزيد من الجهود والاتصالات.

إقرأ أيضاً: 6 ملفات سيبحثها الحزب والتيار لإعادة تقييم “التفاهم”

سابعاً: إستمرار الوضع على ما هو عليه مع ازدياد الضغوط الداخلية والخارجية، وعدم التوصل الى حلول سريعة، ما قد يؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع وفوضى إقتصادية ومالية ومعيشية وإجتماعية وأمنية، ويدفع البلاد نحو تقسيم واقعي. بحيث تعجز الأجهزة العسكرية والأمنية عن معالجة الأوضاع وتنهار مؤسسات الدولة، ويتولّى كلّ فريق سياسي أو حزبي إدارة المناطق التي يشرف عليها. وهذا هو السيناريو هو الأخطر، لأنه سيعرض البلاد لمخاطر كبيرة وقد تنتقل الفوضى إلى دول أخرى وتتحرك خلايا إرهابية، ولا أحد يستطيع تصوّر كيفية معالجة الوضع.

هذه بعض السيناريوهات التي يتم تداولها اليوم في الأروقة السياسية والدبلوماسية والأمنية وبعض مراكز الدراسات والأبحاث، فأيّ منها هو الأقرب إلى الواقع؟

أسئلة برسم الأسابيع المقبلة.

 

إقرأ أيضاً

هل تُدوّل قضيّة هنيبعل القذافي؟

لم تنفع كلّ محاولات فريق الدفاع عن هنيبعل القذافي حتى الآن في “تحرير” السجين الليبي من الاعتقال. آخر المحاولات إعلان أحد محامي الدفاع عن نجل…

الكويت.. ارتباك مرحلة الخيارات المفتوحة

تسيطر على الكويت حالة من الضباب مع غيوم كثيفة، في ظلّ الانسداد السياسي والتوقّعات لصعوبة التعايش بين الحكومة ومجلس الأمّة “الجديدَين”، بعد الانتخابات المُبكرة التي…

حبّة “المورفين” الأوروبيّة توحّد الغضب على ميقاتي

قامت القيامة على المليار دولار التي قدّمها الاتّحاد الأوروبي ولم تقعد بعد. يرفض رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تصنيفها “رشوة” لأنّها مُخصّصة، وفق تأكيداته،…

الورقة الفرنسية: سياسة العصا والجزرة

 لحظة تسلّم رئيس مجلس النواب نبيه بري الورقة الفرنسية فضّل الاطّلاع عليها منفرداً في منزله. في اليوم الثاني أسرّ لمحيطيه بمضمونها السلبي. مجرد تسريب خبر…