الشركة اليونانيّة علّقت رحلاتها: نريد مطاراً “محايداً”

2022-01-15

الشركة اليونانيّة علّقت رحلاتها: نريد مطاراً “محايداً”

مدة القراءة 4 د.

بتعليق رحلاتها إلى لبنان حتّى آذار المقبل، ردّت الشركة اليونانية “AEGEAN” على وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني، بعدما “اعتقد” في حديث لقناة “الجديد” أمس أنّ “الثقب تحت قمرة القيادة ربّما جاء مع الطائرة من اليونان”.

تعليق الرحلات إلى آذار، بعد إلغاء أكثر من 5 رحلات منذ اليوم الأوّل في 2022 (بحسب إدارة المطار)، يوضح أنّ الشركة ما عادت تشعر بالأمان للهبوط والإقلاع من بيروت.

وقد فتح النقاش حول أمن المطار تقرير الزميل عماد الشدياق في موقع “أساس” أمس الأوّل، الذي ضجّت به وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، لأنّه كشف احتمال تعرّض طائرات لإطلاق نار في، أو فوق، مطار رفيق الحريري الدولي.

وزير الأشغال بدأ نهاره أمس على تويتر صباحاً. فاعترف بما نشره “أساس” عن اكتشاف ثقب في هيكل طائرة، بل كشف أنّها “شركة طيران يونانية”، وأنّ الاكتشاف تمّ “قبل إقلاع الطائرة من بيروت”. لكن عاد وأكّد أنّه “حتّى الآن لا يوجد أيّ تقرير رسمي من الشركة يوثّق السبب”. وتابع: “الخبر الآخر شائع في المطارات، وهو لا يتعدّى دوس إطار طائرة للخطوط القطرية على قطعة معدنية على ساحة الطائرات، دون وقوع أيّ ضرر في الطائرة”.

تبرير لا يرقى إلى أن يكون صادراً عن وزير الوصاية على المطار. فثقب في هيكل طائرة يعني احتمال انفجارها في الجوّ، في كارثة ستكون شبيهة بطائرة كوتونو التي سقطت في البحر وأكل السمك ركّابها بعد تمزيق جثثهم. وليس خبراً عادياً وعابراً.

إنّ هذا المطار ليس مطار لبنان، ولا مطار بيروت، بل هو مطار واقع تحت سلطة احتلال عسكري. وهو مطار شبه حزبي. ولا سبيل إلى إنقاذ لبنان من كارثة شبيهة بكارثة تفجير مرفأ بيروت، إلا بإنشاء مطار “محايد”، لكلّ اللبنانيين

أمّا “دهس قطعة معدنية” فهو يكاد يكون تبريراً “شَبَبْلكيّاً”، لا علاقة له لا بتحقيق جدّيّ، ولا بأدلّة دامغة، أو بمعطيات صلبة، عن سبب اكتشاف ثقب في إطار طائرة، كان يمكن أن يمنعها من الهبوط بسلام وأمان، ويعرّض حياة ركّابها لخطر الموت.
فهل يقول لنا الوزير إنّ الطائرة “دعست على خمسمية حجر” مثلاً؟

ثمّ يسترسل الوزير، فيقول مُعاتباً على تويتر: “ليس هكذا يحدث التكامل المطلوب لتفعيل المرافق العامة، وليس هكذا يتم التصويب على واجهة  لبنان على العالم بمجرد حصول أمور ننتظر التقارير الرسمية بشأنها من الجهات المعنيّة”.

في الجانب المهني، لو قرأ الوزير المقال بدقّة المسؤول، لكان انتبه إلى أنّ الزميل الشدياق ناقش إدارة المطار في كلّ ما ورد من معلومات في مقاله.

مطار الضاحية؟

عزيزي الوزير، مطار رفيق الحريري الدولي هو مطار يقع في قلب ضاحية بيروت الجنوبية. يسيطر على الطرق المؤدية إليه، كلّها، حزب واحد فقط لا غير. تقريباً لا سلطة لأحد آخر على المطار. ولنتذكّر أنّ هذا الحزب نفّذ اجتياح 7 أيّار لبيروت والجبل في عام 2008 بسبب قرار صدر عن الحكومة حينها بتغيير قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير. وبقي شقير في مكانه.

وبالتالي فإنّ هذا المطار ليس مطار لبنان، ولا مطار بيروت، بل هو مطار واقع تحت سلطة احتلال عسكري. وهو مطار شبه حزبي. ولا سبيل إلى إنقاذ لبنان من كارثة شبيهة بكارثة تفجير مرفأ بيروت، إلا بإنشاء مطار “محايد”، لكلّ اللبنانيين، في منطقة محايدة، لا سلطة أمنية أو عسكرية لأحد عليها.

وإذا كان هناك فرضية جدّيّة بأن يكون مرفأ بيروت قد تمّ تفجيره في سياق حرب عدوانية على المعابر اللبنانية، ضمن معركة إقليمية، فإنّ مصير المطار قد لا يكون أفضل حالاً ومستقبلاً. وهذا يجعلنا أمام احتمال أن نصير بلداً بلا مرفأ ولا مطار. وبالطبع لا معابر لدينا إلا مع “سوريا – الأسد”، أو مع إسرائيل. ولبنان في حالة حرب، وتحت عدوان مستمرّ من الاحتلال الإسرائيلي، وفي حالة خصام معلن مع “سوريا – الأسد”.

إقرأ أيضاً: المطار على أبواب الكارثة: رصاصٌ ودولاراتٌ وتسيُّب

لذا فإنّ ضرب المطار يعني عزل لبنان عن العالم بشكل كامل.

ولهذا: نريد مطاراً محايداً. وفوراً.

إقرأ أيضاً

العراق: “السلطان” التركي.. بمواجهة “الفقيه” الشيعي؟

قد لا يكون من السهل تجاوز الكلام الصادر عن خميس الخنجر، الذي يُعتبر أحد أبرز قيادات المكوّن السُنّي. وهو زعيم “تحالف عزم”. وصاحب “المشروع العربي”….

نتنياهو: واشنطن تعتبره “ابن زانية”.. منذ 1994

في عام 1994 كان جورج بوش الأب رئيساً للولايات المتحدة. وكان جيمس بيكر وزيراً للخارجية. وفي إسرائيل كان بنيامين نتنياهو نائباً لوزير الخارجية. في ذلك…

“الحركة” خسرت… وإسرائيل لم تربح

خسرت “حماس” حرب غزّة، لكنّ إسرائيل لم تربح هذه الحرب ولا يمكن أن تربحها. خسرت “حماس” لأنّها تسبّبت في تدمير قطاع غزّة على رؤوس الغزّيّين،…

التصعيد ضدّ أذرع إيران… تقابله مرونة لإنقاذ رفح؟

تسابق الضغوط من أجل إحياء مفاوضات الهدنة في غزة قرار الحكومة الإسرائيلية اقتحام رفح. يترافق ذلك مع رصد جدّية الليونة التي أبدتها قيادة “حماس” الداخل…