الأمين العامّ للحزب: 3 نقاط لبنانية… تنتظرُ الرابعة..

2022-08-24

الأمين العامّ للحزب: 3 نقاط لبنانية… تنتظرُ الرابعة..

مدة القراءة 4 د.

يفترض أنّ الأمين العامّ للحزب بدأ رحلة “اللبننة” في خطابه الأخير. الخوف أن يكون مناورة جديدة من مناورات “التقيّة”.

3 نقاط، بعضها جديد، وبعضها سبق أن مرّ عليه، وتنقصها نقطة رابعة، أغفلها الأمين العامّ، يأتي ذكرها في الخاتمة:

1- كرّس اعترافه بأنّ حزبه ليس الوحيد الذي شارك في تحرير العام 2000، بأن أفرد مساحة كبيرة من خطابه في ذكرى “الأربعين ربيعاً” على تأسيس الحزب، لتعداد من قاوموا إسرائيل قبله ومعه. والأكثر وضوحاً قوله التالي: “نحن دائماً نقول “المساهمة”. لا ندخل في النسب المئويّة. لا شكّ أنّ مساهمة الحزب كانت مساهمة ‏أساسيّة في التحرير، لكن لا نقول نحن بمفردنا الذين صنعنا التحرير، كلّ القوى التي قاومت والتي ‏شاركت صنعت هذا التحرير ولذلك أنا أستخدم عبارة “المساهمة”.

هذان التكريس والاعتراف يعيدان التأكيد أنّ كثيرين كان لهم الفضل في تحرير لبنان، من تحرير بيروت في 1982، إلى تحرير أجزاء من الجنوب في 1985، وصولاً إلى تحرير الجزء الأخير في 2000.

تقدّم الأمين العامّ في 3 خطوات نحو بقيّة اللبنانيّين، على أبواب مرحلة التسويات في المنطقة. لكن تبقى خطوة واحدة لا تستقيم من دونها إمكانية التفاهم مع بقيّة اللبنانيّين، وهي “العودة إلى لبنان” و”الخروج من الساحات العربيّة”

2- بعد أسابيع من الصراعات بين جيشه الإلكتروني وجيش حركة أمل الإلكتروني، كرّس للمرّة المئة دور حركة أمل في تحرير العام 2000، شدّد على الشراكة معها في قيادة المكوّن الشيعي اللبناني. وممّا قاله في الحركة: “مصلحة المقاومة ومصلحة لبنان ومصلحة شعب لبنان وليس ‏فقط مصلحة الشيعة في لبنان، أن تكون العلاقة القائمة بين الحزب ‏والحركة دائماً هي علاقة تكامل وتعاون وتوحّد، خصوصاً في ‏الملفّات الكبرى والأساسيّة”.

وهذا يعيد الاعتبار إلى “التواضع” لدى جيش الحزب الإلكتروني، أمام “شراكة” في القيادة السياسية، تبدو قيادة الحزب كأنّها ضاقت ذرعاً بها وبالرئيس نبيه برّي، الذي عجزت كلّ المحاولات عن محاصرة دوره منذ اتفاق الطائف إلى اليوم. دور لا يتوقّف عن النموّ مرحلةً بعد أخرى.

3- أعاد تكرار ما سبق أن قاله قبل الانتخابات النيابية من استعداد الحزب للاتّفاق على استراتيجية دفاعيّة وطنيّة. قال بالحرف: “نحن أيضاً في المرحلة اللاحقة، كما في المرحلة السابقة، دائماً نعلن استعدادنا الدائم لمناقشة أيّ ‏استراتيجية دفاعيّة وطنيّة والاتّفاق عليها. أبداً، ولا يوم هربنا من هذا الاستحقاق. نحن جاهزين.‏ في المرحلة المقبلة، من مسؤوليّاتنا جميعاً تثبيت معادلات الردع لحماية لبنان شعباً، ‏أرضاً، سيادةً، كرامةً، ومواردَ وثروات”.‏

وهذا اعتراف، ولو متأخّر، بأنّ إمساك مجموعة مذهبية بالسلاح، وامتلاكها القدرة على العمل العسكري في المجال السياسي، أي استعمال السلاح في صناعة السياسة المحليّة، لهو أمرٌ غير “طبيعيّ” ولا يمكن أن يستمرّ.

قدّم الأمين العامّ “إعلان نيّات”، ويدلّ على تقدّم “الجناح اللبناني” في صياغة خطابه الأخير. لكن يبقى أنّ لبنان هذا يحتاج إلى المصالحة مع العرب، من أجل دخول مرحلة الازدهار

تقدّم الأمين العامّ في 3 خطوات نحو بقيّة اللبنانيّين، على أبواب مرحلة التسويات في المنطقة. لكن تبقى خطوة واحدة لا تستقيم من دونها إمكانية التفاهم مع بقيّة اللبنانيّين، وهي “العودة إلى لبنان” و”الخروج من الساحات العربيّة”.

1- الخروج من الصراع اليمنيّ، وترك اليمن لأهله، يتفاهم بعضهم مع البعض الآخر.

2- العودة من سوريا، واقتصار الوجود العسكري على الحدود اللبنانية، من ضمن الاستراتيجية الدفاعيّة الوطنيّة.

3- الخروج من الملفّ العراقي وتركه لأهله، ووقف كلّ محاولة لإجراء اختراق، كما سبق أن كُشِف سابقاً، من الكويت إلى الإمارات ومصر وغيرها…

إقرأ أيضاً: هادي مطر وحسن شعبان: مَن البطل.. ومَن العميل؟

قدّم الأمين العامّ “إعلان نيّات”، ويدلّ على تقدّم “الجناح اللبناني” في صياغة خطابه الأخير. لكن يبقى أنّ لبنان هذا يحتاج إلى المصالحة مع العرب، من أجل دخول مرحلة الازدهار والخروج من نفق الجوع والعزلة.

لكن جاء كلام المواطن السعودي علي هاشم بالأمس، من الضاحية الجنوبية لبيروت وتهديده السفارة السعودية في بيروت، ليجعل من كل الكلام السابق احتمالاً صعب الحصول، إن لم نقل مستحيلاً.

إقرأ أيضاً

العراق: “السلطان” التركي.. بمواجهة “الفقيه” الشيعي؟

قد لا يكون من السهل تجاوز الكلام الصادر عن خميس الخنجر، الذي يُعتبر أحد أبرز قيادات المكوّن السُنّي. وهو زعيم “تحالف عزم”. وصاحب “المشروع العربي”….

نتنياهو: واشنطن تعتبره “ابن زانية”.. منذ 1994

في عام 1994 كان جورج بوش الأب رئيساً للولايات المتحدة. وكان جيمس بيكر وزيراً للخارجية. وفي إسرائيل كان بنيامين نتنياهو نائباً لوزير الخارجية. في ذلك…

“الحركة” خسرت… وإسرائيل لم تربح

خسرت “حماس” حرب غزّة، لكنّ إسرائيل لم تربح هذه الحرب ولا يمكن أن تربحها. خسرت “حماس” لأنّها تسبّبت في تدمير قطاع غزّة على رؤوس الغزّيّين،…

التصعيد ضدّ أذرع إيران… تقابله مرونة لإنقاذ رفح؟

تسابق الضغوط من أجل إحياء مفاوضات الهدنة في غزة قرار الحكومة الإسرائيلية اقتحام رفح. يترافق ذلك مع رصد جدّية الليونة التي أبدتها قيادة “حماس” الداخل…