محكمة العدل الدولية تحاكم إسرائيل: القرار خلال أشهر

مدة القراءة 5 د

أنهت محكمة العدل الدولية يوم الإثنين الاستماع للمرافعات الشفهية. وقد قدّمتها في قصر السلام في لاهاي نحو 52 دولة وثلاث منظّمات دولية. وذلك بشأن شرعية الاحتلال الإسرائيلي المستمرّ منذ عقود للأراضي الفلسطينية، تمهيداً لإصدار الرأي الاستشاري. وستصدره المحكمة خلال أشهر بناءً على طلب الجمعية العامّة للأمم المتحدة.

زادت الجلسات التي عقدتها محكمة العدل الدولية لمحاكمة إسرائيل من الضغط الدولي عليها. ستّة أيام متتالية شغلت العالم. غابت الدولة المعنية. رفضت في مذكّرة مكتوبة الأسئلة التي أثارتها الإجراءات العدلية. واعتبرتها متحيّزة.

هي المرّة الأولى التي يُطلب فيها من محكمة العدل الدولية إصدار رأي استشاري بشأن قانونية الاحتلال. ومن المرجّح أن تستغرق المحكمة أشهراً قبل إصدار رأيها القانوني. لأنّه سيعتمد على المرافعات والوقائع التي قدّمها المشاركون.

أجمعت الدول المشاركة تقريباً على أنّ إسرائيل تنتهك حقوق الفلسطينيين، من دون عقاب رادع. وأكّدت ضرورة تعاون كلّ الدول لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية. ولفتت إلى أنّ ما حصل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) لا يعطي الشرعية لإسرائيل لاستخدام القوّة المفرطة في غزة.

أميركا وفيجي… فقط مع إسرائيل

لكنّ مداخلات نادرة اتّخذت موقف الدفاع عن إسرائيل. وكان من أبرزها الولايات المتحدة الأميركية في مرافعات اليوم الثالث. إذ اعترضت على اتّخاذ محكمة العدل الدولية رأياً استشارياً يطالب إسرائيل بإنهاء احتلالها بشكل فوري. واعتبرت أنّ ذلك “يضرّ بالمفاوضات ولا يأخذ بالاعتبار التهديدات الأمنيّة بالنسبة لإسرائيل”.

بالإضافة إلى مرافعة دولة فيجي في جلسات اليوم السادس والأخير. إذ قدّم ممثّلها دفاعاً طويلاً عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي. وطالب بالسلام لدولة فلسطينية وسلاماً يضمن الأمن لإسرائيل في دولتها.

محكمة العدل الدولية

أبرز مرافعات اليوم السادس

من أبرز مرافعات الجلسة الختامية في لاهاي أمس الأوّل نذكر المواقف التالية:

– سفيرة المالديف في ألمانيا شان شكري: أكّدت أنّ ما يحصل في غزة يقول إنّنا أمام لحظة تاريخية لتأخذ المحكمة دورها في ما يتعلّق بالقانون الدولي. وشدّدت على أنّ إنهاء الصراع يكون عبر قيام الدولة الفلسطينية بحدود 67 وجعل القدس الشرقية عاصمتها.

أنهت محكمة العدل الدولية يوم الإثنين الاستماع للمرافعات الشفهية. وقد قدّمتها في قصر السلام في لاهاي نحو 52 دولة وثلاث منظّمات دولية

نائبة رئيس الدولة في إسبانيا أندريا لوبيز: ركّزت في مرافعتها على دور محكمة العدل الدولية في مساءلة إسرائيل عن التزاماتها في القانون الدولي ودور الدول بحسب القانون الدولي. وتابع الممثّل القانوني إيميليو بين أنّ إسرائيل تستمرّ في انتهاك القانون. وذكر عدداً من الأمثلة المتعلّقة بقانون حماية الأطفال، وقضية التعامل مع الأراضي التي يتمّ احتلالها.

– المستشارة القانونية البروفيسورة هاجر جولديش، التي تحدّثت باسم منظمة الاتحاد الإفريقي: دعت إلى إنهاء الاحتلال ووقف اللاعدالة لفلسطين. وقالت: “لا شيء يبرّر المعاناة غير الموصوفة في غزة، وهذا هو ما يعيشه الفلسطينيون منذ قرن”.

المدير العامّ لمنظمة التعاون الإسلامي إبراهيم حسين طه: أكّد أنّ الاحتلال “غير شرعي ويقوم بالعديد من الانتهاكات للقانون الدولي”. ودعا إلى وقف العنف وإقرار العدالة للشعب الفلسطيني. وأضاف: “نتطلّع إلى أن تدين محكمة العدل الدولية الاستعمارَ في القدس والإجراءات التي تتّخذها إسرائيل ضدّ الأماكن المقدّسة الإسلامية في القدس”.

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: دعا إلى إنهاء الاحتلال المستمرّ. وشدّد على أنّ “الإصرار على تحييد إسرائيل من القانون الدولي والتعامل وفق ازدواجية المعايير، يهدّد السلام في الشرق الأوسط”.

نائب وزير الخارجية التركي أحمد يلدز: شدّد على أنّه كان يمكن للقضية الفلسطينية أن تحلّ اليوم لو تمّ تطبيق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. وأكّد أنّ الشعب الفلسطيني يستحقّ الكرامة والحرّية والاستقلال.

لحظات تاريخيّة في انتظار القرار

كانت محكمة العدل الدولية قد استمعت:

– في اليوم الأول من الجلسات العلنية لمرافعة دولة فلسطين. وقد قدّمها وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، والفريق القانوني لدولة فلسطين.

– وفي اليوم الثاني استمعت إلى جنوب إفريقيا، والجزائر، والمملكة العربية السعودية، وهولندا، وبنغلاديش، وبيليز، وبوليفيا، والبرازيل، وتشيلي.

 مداخلات نادرة اتّخذت موقف الدفاع عن إسرائيل. وكان من أبرزها الولايات المتحدة الأميركية في مرافعات اليوم الثالث

– وفي اليوم الثالث استمعت المحكمة إلى كولومبيا، وكوبا، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، وفرنسا، وغامبيا، وغويانا، وهنغاريا.

– في اليوم الرابع استمعت إلى الصين، وإيران، والعراق، وإيرلندا، واليابان، والمملكة الأردنية الهاشمية، والكويت، ولبنان، وليبيا، ولوكسمبورغ، وماليزيا، وموريشيوس.

– وفي اليوم الخامس استمعت المحكمة إلى ناميبيا، والنرويج، وعُمان، وباكستان، وإندونيسيا، وقطر، والمملكة المتحدة، وسلوفينيا، والسودان، وسويسرا، وسوريا، وتونس.

إقرأ أيضاً: العين على لاهاي: هل ينتصر القضاء الدوليّ لأطفال غزّة؟

تشكّل هذه الجلسات جزءاً من جهد دولي منسّق لإعادة النظر بشرعية سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين. وهي ضمّت متحدّثين من أكثر من 50 دولة على مدى ستّة أيام متتالية. وتشكّل أيضاً لحظات تاريخية في إطار الدفاع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان. وذلك في انتظار الرأي الاستشاري الذي يتوقّع أن تصدره محكمة العدل الدولية خلال أشهر. فهل يحمل معه العدالة للفلسطينيين بعد 75 عاماً من الاحتلال؟!

 

لمتابعة الكاتب على X:

@nahla_nasredine

 

مواضيع ذات صلة

سرّ اجتماع غازي عنتاب الذي “أسقط” الأسد

حملت الساعات الأخيرة التي سبقت سقوط النّظام السّوريّ السّابق ورئيسه بشّار الأسد اجتماعات علنيّة وسرّيّة لمناقشة مرحلة ما بعد الأسد. أبرزها اجتماع شهدته مدينة غازي…

اسقاط بشّار… ماذا عن “الحزب”؟

ما وَصَفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ “الخطير جدّاً” حيال ما يحدث في سوريا، وبأنّه “مؤامرة متورّطة فيها قوى كبرى”، تعاطت معه معظم القوى…

نصيحة “جمهوريّة” لعين التّينة: رئيس بـ86 صوتاً… أو التّأجيل

لا تختلف الإدارتان، الديمقراطية والجمهورية، في مقاربتهما لمسار الحلّ في المنطقة. الفارق الوحيد بينهما هو الأسلوب. فبينما اعتمد الرئيس جو بايدن سياسة الجزرة ثمّ العصا…

البركان السّوريّ يُربِك الحكومة وتخوُّف من دورٍ لـ”الحزب”

مع عقد الاجتماع الرسمي التقنيّ الأوّل يوم الثلاثاء للجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار يدخل جنوب الليطاني، ومعه شمال الليطاني وصولاً إلى الحدود الشرقية…