مارادونا الذي لعب الكرة بعواطفه ويديه.. قبل قدميه

2020-11-26

مارادونا الذي لعب الكرة بعواطفه ويديه.. قبل قدميه

مدة القراءة 4 د.


يكفي أن تذكر اسم مارادونا حتى تخطر على بالك أرقى سيمفونيات كرة القدم التي عزفها النجم الأسطوري بأقدامه الذهبية طوال مسيرته الصاخبة والحافلة.

للأسف أمست كرة القدم العالمية وجمهورها العريض أمس على أسوأ خبر يمكن تلقّيه: رحيل فتى الأرجنتين الذهبي، بعدما دخل التاريخ من أوسع أبوابه، حين قاد بلاده إلى قمة كرة القدم العالمية بموهبته الفذّة.

رحل مارادونا بعدما ملأ الدنيا وشغل الناس بسحر موهبته ومواقفه الجريئة داخل الملعب وخارجه، وبعد أن خاض مئات المعارك والتحدّيات، أبرزها حين قاد فريق الجنوب الإيطالي الفقير نابولي إلى قمة كرة القدم الأوروبية.

ميّزه عن غيره من اللاعبين الكبار خصال كثيرة. ففضلاً عن موهبته ومهاراته، كان مارادونا قائداً حقيقياً لفريق نابولي ولمنتخب الأرجنتين. كان شرساً في أوقات التحدّي، وصلباً في زمن الانكسارات.. يجيد تحفيز زملائه في أرض الملعب، ولا يعرف إلى اليأس طريقاً. واعتبره البعض اللاعب الأكثر إثارة للجدل في تاريخ كرة القدم.

رحل مارادونا بعدما ملأ الدنيا وشغل الناس بسحر موهبته ومواقفه الجريئة داخل الملعب وخارجه، وبعد أن خاض مئات المعارك والتحدّيات، أبرزها حين قاد فريق الجنوب الإيطالي الفقير نابولي إلى قمة كرة القدم الأوروبية

عشق ركوب الخطر: ومن لا يذكر ذلك اليوم التاريخي خريف عام 1984 حين لم يصدق سكان نابولي الرجل الأرجنتيني القصير وهو يخرج من أحد القوارب ليلتحق بنادٍ مغمور لم يحصل منذ أكثر من 53 عاماً على بطولة واحدة. فريق شعبي من الجنوب يبحث عن مكان له بين عمالقة الكرة الإيطالية الأغنياء مثل ميلان والأنتر وجوفنتوس، وهي نوادي رفض مارادونا عروضها الخيالية مفضّلاً اللعب مع الفقراء، شأنه عندما داعب الكرة مع رفاقه في الحي خلال بدايته بمدينة لانوس في بوينوس أيرس عاصمة الأرجنتين.

الصورة الأخيرة لمارادونا

وفي حقبة الثمانينيات التي كانت تعجّ بنجوم الكرة العالمية الذين التحقوا بالأندية الإيطالية مثل بلاتيني (جوفنتوس) ورومينيغه (الأنتر) وزيكو (أودينيزي) وماركو فان باستن (ميلان).. قَبِل مارادونا التحدّي. ولم يكتفِ بقيادة نابولي إلى قمة الكرة الإيطالية في بلد المافيات، بل صنع منه فريقاً مرعباً على الساحة القارية أيضاً حين أحرز معه لقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 1989.

معاصريه لا ينسون ذلك الهدف الرائع الذي سجّله الفتي القصير في مرمى بيتر شيلتون حارس إنكلترا متخطّياً كلّ من واجهه من مدافعي الأسود الثلاثة في لوحة كروية خلّدها التاريخ، ووسط أجواء متوترة سببتها “حرب الفوكلاند” بين إنكلترا والأرجنتين

ومارادونا لم يلعب الكرة بقدميه فقط، بل بأحاسيسه وشغفه وفرحه، وبيديه، وبالدموع في بعض المرات، وأشهرها عندما بكى بكاء مرّاً بعدما انتزع الألمان لقب كأس العالم منه في نهائي كأس العالم في إيطاليا عام 1990.

أما قصة مارادونا مع منتخب بلاده فهي لا تخلو من الإثارة خصوصاً في العام 1986 حين خاضت أقوى المنتخبات الأوروبية والأميركية غمار مونديال مكسيكو الذي عرف فيما بعد بـ “مونديال مارادونا”.

في المكسيك، قاد مارادونا بلاد التانغو إلى لقب كأس العالم الثمين بعد عروض ساحرة ما تزال حاضرة في الأذهان وبقوة رغم مرور 34 عاماً على الحدث.

معاصريه لا ينسون ذلك الهدف الرائع الذي سجّله الفتي القصير في مرمى بيتر شيلتون حارس إنكلترا متخطّياً كلّ من واجهه من مدافعي الأسود الثلاثة في لوحة كروية خلّدها التاريخ، ووسط أجواء متوترة سببتها “حرب الفوكلاند” بين إنكلترا والأرجنتين.

إقرأ أيضاً: عبد شبارو: آخر “حرّاس مرمى بيروت” أمام كرة الكورونا

بعض النقّاد اعتبره اللاعب الأفضل في التاريخ، والبعض الآخر فضّل البرازيلي بيليه عليه. وفي كلّ الأحوال، لن ينسى التاريخ ما قدّمه هذا النجم الأسطوري لشعبه وللعالم من فرح ومتعة وأمجاد دفعت الملايين حول العالم للتعلّق به وتحويله رمزاً لكرة القدم ومثالاً أعلى رغم كلّ ما حفلت به مسيرته من شوائب في بعض المراحل، وأبرزها تعاطيه السمّ القاتل أي المخدرات، فضلاً عن مغامراته النسائية وعلاقاته المتعدّدة التي نتج عنها فضيحة عندما أعلنت السيدة الإيطالية كريستينا سينافرا أبوّته لولدها في إحدى أبرز فضائحه، وذلك في “زمن مارادونا” حين تحوّل هدفا ثميناً لوسائل الإعلام. فأُثيرت حوله مئات الشائعات والأخبار والتقارير. علما أنّ المخرج الإيطالي الشهير ماركو ريسي قدّم للجماهير العاشقة لنجم الكرة العالمية فيلماً يحكي في بعض فتراته عن تورّطه مع مجموعات المافيا التي ساهمت في تفاقم إدمانه للكوكايين. هذا الفيلم حمل عنوان “يد الله” في إشارة إلى هدف مارادونا أمام إنكلترا بيده، الذي أسماه بنفسه بهذا الاسم حين سأله أحد الصحافيين عما إذا تعمد تسجيله باليد!

إقرأ أيضاً

استطلاع: انتفاضة الجامعات الأميركيّة لا تضرّ بايدن

انتفاضة طلاب الجامعات الأميركية الرائدة احتجاجاً على المذبحة في قطاع غزة، الجارية حتى اللحظة بتمويل أميركي وسلاح أميركي، لم يشارك فيها سوى نسبة ضئيلة من…

لبنان و”اليوم التالي”: سلّة متكاملة للحدود والرئاسة والحكومة؟

بعدما وضع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مهلة تسعة أسابيع للانتهاء من مهمّته العسكرية في رفح، بدأت الكواليس الدبلوماسية تتحدّث عن أنّ اليوم التالي أصبح…

انقلاب داخل التّيّار؟

فَتَح باسيل “المَشكَل” على مصراعيه مع النواب الصقور داخل حزبه في توقيت مريب يُجمِع كثيرون على أنّه مرتبط برغبة باسيل بإزاحة المشاكسين، أصحاب الحيثية المناطقية…

حين يتمرّد أبناء الموت: أهل غزّة يحبّون الحياة.. وكرة القدم

في الأسبوع الماضي، غزت شبكات التواصل الاجتماعي صور تظهر احتشاد الجماهير في قطاع غزة لمتابعة مباراة الذهاب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بين ريال…