كرة قدم النساء تزدهر: لبنانيات إلى آسيا

مدة القراءة 4 د

تُعرف كرة القدم بأنّها “لعبة خشنة” يمارسها الرجال ويتنافسون على بطولاتها. وربّما لم يخطر في بال أحد في يوم من الأيام أن تحترفها النساء ويتألّقن في ميادينها حيث يحاولن باستمرار نزع الطابع الذكوري عن هذه اللعبة، التي سحرت ملايين البشر.

قبل سنوات التحق لبنان بركب “كرة القدم النسائية”. لكنّ مسابقات النسوة لم تحظَ بعد بما يجب أن تناله من اهتمام على مستوى المسؤولين ومن وسائل الإعلام. غير أنّ العتب مرفوع، لأنّ الغبن يلحق بكرة الرجال بشكل مماثل أيضاً.

وهو ما تعتبره الشغوفات بهذه اللعبة تقليلاً من شأنهنّ وتهميشاً لجدارتهنّ، خصوصاً بعد تشكيل منتخبات وطنية نسائية للمشاركة في الاستحقاقات الخارجية. وهذه المنتخبات تنظّم صفوفها بشكل مطّرد، وتشارك في المسابقات العربية والقارية، حيث حقّقت اللاعبات اللبنانيات نجاحاً لافتاً في أكثر من مناسبة.

رئيس اللجنة الفنية في “الاتحاد اللبناني لكرة القدم” باسم محمد اعتبر في حديث لـ”أساس” أنّ “النظرة إلى كرة القدم النسائية في لبنان تغيّرت على صعيد العادات والتقاليد، وذلك في ظلّ تزايد عدد الأندية واللاعبات. واللافت هو التحاق عدد كبير من اللاعبات المحجّبات بأندية الكرة الناعمة”.

قبل سنوات التحق لبنان بركب “كرة القدم النسائية”. لكنّ مسابقات النسوة لم تحظَ بعد بما يجب أن تناله من اهتمام على مستوى المسؤولين ومن وسائل الإعلام. غير أنّ العتب مرفوع، لأنّ الغبن يلحق بكرة الرجال بشكل مماثل أيضاً

ولفت إلى “نموّ هذه اللعبة في منطقتين محافظتين تقليدياً في لبنان، وهما الشمال والجنوب. فبعدما كانت اللاعبات من تيْنِك المنطقتين يقصدن بيروت للالتحاق بنواديها وممارسة اللعبة، لم يعُدن بحاجة إلى ذلك بعد تأسيس نادييْن في طرابلس (منتدى الشمال ويونايتد)، وآخريْن في الجنوب (نجوم الجنوب وسوبر غيرلز)”.

 

أسباب الازدهار

ولفت محمد إلى أنّ “معدّل الأعمار المنخفض للّاعبات اللبنانيات، عموماً، يشير إلى إقبال أجيال واعدة على الكرة النسائية”. وقال إنّ “النتائج القارية اللافتة للّاعبات اللبنانيات تدعو إلى الفخر، خصوصاً بعد فوزهنّ بلقبيْ بطولة آسيا تحت 17 و20 عاماً”.

واعتبر محمد أنّ بين الأمور اللافتة أيضاً ازدحام روزنامة بطولات الفتيات بما يوازي، لا بل يتفوّق على عدد بطولات الرجال، إذ ينظّم الاتّحاد 7 مسابقات للكرة الناعمة (بطولة السيدات والشابات والناشئات والفتيات وكأس لبنان وسباعيات السيدات وكأس السوبر).

بعدما كانت اللاعبات من تيْنِك المنطقتين يقصدن بيروت للالتحاق بنواديها وممارسة اللعبة، لم يعُدن بحاجة إلى ذلك بعد تأسيس نادييْن في طرابلس (منتدى الشمال ويونايتد)، وآخريْن في الجنوب (نجوم الجنوب وسوبر غيرلز)

وأكّد محمد أنّ “الاتّحاد لا يقصّر في دعم الكرة النسائية، وقد قدّم مساهمة مالية إلى الأندية الـ14 المشاركة في البطولة. وتحمّل عنها تكاليف وأجور الحكام والملاعب، إضافة إلى تخصيصه جوائز مالية للفرق الفائزة، وحرصه على المشاركة في جميع الاستحقاقات العربية والقارية والعالمية”.

لكن على الرغم من توسُّعها وانتشارها لا تزال اللعبة تعاني تهميشاً إعلامياً، إذ لا تكاد وسائل الإعلام المحلية تذيع أخبار نشاطات كرة القدم النسائية، بما يتناقض مع دول العالم الراقية حيث تحظى كرة السيدات باهتمام إعلامي مع دخول اللاعبات عصر الاحتراف واهتمام الاتحاد الدولي (الفيفا) المتزايد بنشر اللعبة ودعمها.

إقرأ أيضاً: رياضة لبنان: “كورونا” أضعف اللاعبين.. وجعل المنشآت الرياضية “مخازن”

وعلى الرغم من نقد البعض ولامبالاة البعض الآخر، تستمرّ كرة السيدات في لبنان في شقّ طريقها، وقد حملت لها الأشهر الأخيرة خبراً ساراً، مع إعلان انطلاق دوري أبطال آسيا عام 2023. وهو أمر سيتيح للكثيرات من اللاعبات اللبنانيات فرص الاحتراف والتطوّر.

تُنظَّم كأس آسيا لمنتخبات السيدات مرّةً كل أربع سنوات، ويأمل الاتحاد الآسيوي أن تحقّق هذه البطولة الجديدة نهضة للكرة النسائية في القارة الصفراء على غرار التقدم الحاصل في أوروبا. وهذا يرتِّب على المشاركات استيفاء معايير معينة وأن تكون البطولات منظّمة تنظيماً جيّداً. وسيساعد هذا الأمر بالطبع على تطوير المسابقات الوطنية ويسمح للّاعبات بالظهور.

تمتلك آسيا بعض المنتخبات المرموقة على صعيد السيدات، على غرار الصين واليابان، لكنّ مستوى اللعبة لا يزال بعيداً جداً عن المستوى في الولايات المتحدة وأوروبا. وفي كأس العالم الأخيرة عام 2019، لم يتمكّن أيّ منتخب آسيوي من تخطّي ربع النهائي، للمرة الأولى منذ إطلاق البطولة عام 1991.

مواضيع ذات صلة

برّي وافق على عرض هوكستين.. ماذا عن نتنياهو؟

قبيل ساعات من وصول الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، حكم كُثرٌ على الزيارة بالفشل الحتميّ. كان يكفي التعمّق قليلاً بالرسائل المشفّرة التي تضمّنتها تصريحات…

في جلسة اللّجان: الرّئيس بعد الحرب!

شهرٌ كاملٌ مرّ على العدوان الإسرائيلي الجوّي ضدّ لبنان. لم يتمّ التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، لم تعلن حالة الطوارئ، لم يتمّ انتخاب رئيس للجمهورية…

إسرائيل تجنّد العملاء عبر السّوشيل ميديا

“لأصدقائنا في لبنان: اتركا علينا ونحنا منهتم بمستقبلك ومستقبل عيلتك…”، هذا ليس إعلاناً لشركة تأمين، أو لجمعية غير حكومية تحاول توفير تأشيرات سفر لبعض العائلات…

هوكستين في رحلته الأخيرة: لقد قلت لكم.. ولم تصدّقوا

روايتان في بيروت. واحدة “من الداخل”، تقول إنّ الشروط الإسرائيلية التي جاء بها الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين باتت أصعب من الـ1701 بلاس. وأخرى تقول…