النجمة (2/2): الأنصار “العقدة” والحريري الأب “المنقذ” و”العهد” المخيف

مدة القراءة 6 د


“رهيف علامة لم يحاربنا فقط، بل استهدف كلّ فريق كان من الممكن أن يشكّل خطراً على فريقه المفضّل الأنصار”… يقول الرئيس التاريخي لنادي النجمة عمر غندور لـ”أساس”.

“ظُلمنا، والشواهد كثيرة، وظُلم غيرنا أيضاً. لكننا كنا نصرّ على المحافظة على شعرة معاوية، فلم نقطع الصلة به. بل كان لنا عضو في اللجنة العليا في اتحاد كرة القدم، هو الراحل فؤاد الزبير. كثير من النتائج كانت معلّبة في الفترات التي سيطر خلالها الأنصار على كرة القدم بالتسعينات، والحكام كانت تدار بالريموت كونترول.. أما همنا الأكبر، فكان لجم الجمهور وتهدئة روعه منعاً لحدوث الإشكالات. وللحقيقة، فانّ هذا الجمهور تحمّل الكبير من الظلم والقهر والإهانة”.

 إقرأ أيضاً: النجمة (1/2): مظلوم الأربعينات، بطل السبعينات، وأيقونة بيروت

هكذا يروي غندور “حكاية الظلم” المقتنع بها، عن “سيطرة” فريق الأنصار على كرة القدم خلال عقد كامل، حقّق خلاله ذلك الفريق “الدوبليه” معظم السنوات، ففاز ببطولة كأس لبنان وببطولة الدوري.

ويضيف غندور لـ”أساس”: “ما أودّ التركيز عليه هو أنّ الخلاف مع علامة لم يكن شخصيا إطلاقاُ، بل كان بسبب تفضيله للأنصار على غيره من الأندية وإدارته للعبة. واليوم تربطني به علاقة ودية”.

لم يتمكّن النجمة من وضع حدّ لاحتكار الأنصار للألقاب والبطولات إلا في أواخر التسعينات وتحديدا عام 2000، وذلك على الرغم من استقدامه نخبةً من النجوم المصريين، حمادة عبد اللطيف، وطارق يحيى، وأشرف قاسم، وعملاق التضامن صور وائل نزهة. في 2000 استعاد “النجمة” لقب بطولة لبنان بعد أن تعاظمت الحملة ضد رهيف علامة، ودخلت على الخط شخصيات مرموقة مثل علي أحمد (التضامن صور) وأنطوان الشويري (الحكمة)، وغيرهم ممن جمعتهم مصيبة محاباة رهيف للأنصار، وتفضيله على غيره من الأندية، بحسب غندور.

لم يتمكّن النجمة من وضع حدّ لاحتكار الأنصار للألقاب والبطولات إلا في أواخر التسعينات

وسهّلت حملة هؤلاء الكثير من الأمور على النجمة الذي ضمّ أكثر من لاعب مرموق بعد أن كان محرّماً عليه ذلك. فضمّ ترو كيهيان، الجناح الأرمني السريع، بالتزامن مع تألق أكثر من لاعب تمّ ترفيعهم من فريق الشباب، مثل محمود كرنيب، وبلال فليفل، وحسين ضاهر، وغيرهم.

ومع أفول نجم الأنصار واعتزال معظم لاعبيه المميّزين، بدأ النجمة يحصد جنى ما زرعه، قبل فترة قليلة من ظهور شبح جديد هو فريق “العهد” التابع لحزب الله، والذي بدأ يحصد الألقاب حصداً.

فدوّن “النبيذي” في سجلات البطولة مجدّداً ثلاثة ألقاب في أعوام 2002 و2004 و2005. وذلك قبل دخول المدرّب التاريخي إميل رستم “القلعة النبيذية” على رأس مجموهة هائلة من اللاعبين فيها محمد غدار، وعباس عطوي، وعلي حمام، وبلال نجارين، وأكرم مغربي، وغيرهم. وكان من الطبيعي ألا يجد النجمة منافساً له، فخرج من هذه البطولة مرفوع الراس متوّجاً بلقبه السابع في تاريخ الدوري اللبناني.

 تسلم وتسليم بين غندور وآل الحريري

عام 2003 وبعد سنوات من من المسؤولية والجهد في رئاسة النادي رأى غندور أنه أصبح عليه واجباً تسليم الراية إلى جيل جديد. وفي الوقت عينه، كان النجمة يرزح تحت ثقل دين ناهز الـ200 ألف دولار.

قصد غندور قريطم طالباً من الرئيس الراحل رفيق الحريري معالجة العجز في ميزانية النادي، وفي الوقت عينه البحث في مرشح من قبله ليتسلّم رئاسة النادي. وبالفعل كان الحريري متجاوباً جداً، فوافق فوراً على إغلاق ملف الديون من دون شروط. أما البحث في رئاسة النادي، فكان بحثاً له صلة. إذ حاول الحريري في البداية إقناع غندور بالبقاء في منصبه والاستمرار في تحمّل مسؤولياته. لكنّ الأخير شرح له موقفه الشخصي، وقال له بأنّه تعب من هذه المسؤولية، وحان وقت استراحته  منها، طالباً من الحريري تسمية أحد ولديه بهاء أو سعد لتسلّم الرئاسة، وضخّ دم الشباب في عروق النادي. وبالفعل، اتصل الحريري الأب وطلب من بهاء تولي هذه المسؤولية، فوافق وبدأت جلسات مع اللجنة الإدارية للتنسيق في عملية التسلّم والتسليم. وبعد عدة اجتماعات، ارتأى بهاء أن يتولّى الرئاسة الفخرية على أن يكون محمد فنج رئيساً للنادي.. وهكذا كان.

لم تعرف فترة رعاية آل الحريري الاستقرار في النادي خصوصاً في ظلّ انقسام الشارع مذهبياً والخضّات الأمنية التي شهدها لبنان، وأبرزها استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحرب تموز وأحداث 7 أيار وغيرها من الكوارث التي نال النجمة نصيبه منها بشكل مباشر خلال الانفجار الذي أودى بحياة النائب وليد عيدو عام 2007، وذهب ضحيته لاعبي الفريق حسين دقماق، وحسين نعيم.

لم تعرف فترة رعاية آل الحريري الاستقرار في النادي خصوصاً في ظلّ انقسام الشارع مذهبياً والخضّات الأمنية

تغيير مرتقب

تعاقب ثلاثة رؤساء على رئاسة نادي النجمة في ظلّ رعاية آل الحريري، وهم محمد فنج ومحمد أمين الداعوق، وأسعد الصقال. والقاسم المشترك بين هؤلاء هو معاناتهم من الهمّ المالي الذي كان لا يفارق خزينة النجمة.

ولا تبدو الأمور أفضل اليوم، فمصير النادي على المحكّ في ظلّ أزمة مزدوجة مالية ـــ صحية بسبب الوباء والأعباء المالية.

وما علمه “أساس” من مصدر موثوق أن استقالة الرئيس الحالي الصقال باتت على الطاولة، واستمراريته باتت على المحكّ، بسبب انشغاله عن النادي في المسائل الادارية، وخصوصا إخفاقه في إبرام تعاقدات مع اللاعبين.

وتجري في بيت الوسط هذه الأيام مشاورات كثيرة لتشكيل لجنة جديدة تمنع النادي من الانزلاق نحو الانهيار في ظلّ دعاوى رفعها أكثر من لاعب محلي وأجنبي على الصقال. وهذه الشكاوى تشقّ طريقها نحو فوز اللاعبين، لأحقيتهم فيها، وبينها قضية نادر مطر، والمدرب طارق جرايا، وذلك بعد أن خسر النجمة قضية اللاعب سيدريل لويس. وفي حال خسر النجمة قضاياه مع هؤلاء، فإنه سيتكلّف أعباءً مالية باهظة تؤثر كثيراً على استعداداته للموسم الجديد.

وبعد استبعاده للديناميكيين صلاح عسيران، وسعد عيتاني عن اللجنة الإدارية، تخبّط الصقال في ملف تعاقداته مع المدربين، إذ أقالهم بالعشرات في أقلّ من سنتين. والقائمة هنا تطول: جمال الحاج، وثيو بوكير، وبونياك، وموسى حجيج، وبلال فليفل، والمصري محمد عبد العظيم الملقب بـ”عظيمة”.

يضاف إلى ذلك تفريط الصقال بأبرز لاعبي الفريق مثل حسن معتوق، ونادر مطر، وعلي الحاج، وفايز شمسين.

إذاً، رياح التغيير تشقّ طريقها نحو المنارة، وبحسب معلومات “أساس” أيضاً، فإنّ الإدارة الجديدة ستضمّ وجوهاً قديمة ــــ جديدة ميزتها الخبرة والدراية بشؤون نادي النجمة، مالىء الدنيا وشاغل الناس بجمهوره وهمومه ومشاكله.

مواضيع ذات صلة

برّي وافق على عرض هوكستين.. ماذا عن نتنياهو؟

قبيل ساعات من وصول الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، حكم كُثرٌ على الزيارة بالفشل الحتميّ. كان يكفي التعمّق قليلاً بالرسائل المشفّرة التي تضمّنتها تصريحات…

في جلسة اللّجان: الرّئيس بعد الحرب!

شهرٌ كاملٌ مرّ على العدوان الإسرائيلي الجوّي ضدّ لبنان. لم يتمّ التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، لم تعلن حالة الطوارئ، لم يتمّ انتخاب رئيس للجمهورية…

إسرائيل تجنّد العملاء عبر السّوشيل ميديا

“لأصدقائنا في لبنان: اتركا علينا ونحنا منهتم بمستقبلك ومستقبل عيلتك…”، هذا ليس إعلاناً لشركة تأمين، أو لجمعية غير حكومية تحاول توفير تأشيرات سفر لبعض العائلات…

هوكستين في رحلته الأخيرة: لقد قلت لكم.. ولم تصدّقوا

روايتان في بيروت. واحدة “من الداخل”، تقول إنّ الشروط الإسرائيلية التي جاء بها الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين باتت أصعب من الـ1701 بلاس. وأخرى تقول…