على سعد الحريري أن ينتفض لكرامة تكليفه..

مدة القراءة 3 د

ماذا ينتظر سعد الحريري؟ ميشال عون وصفه بالكاذب والمخادع واللامبالي، وقد صار كلامه المهين والموثّق بالصوت والصورة في متناول الجميع وعلى مائدة الرأي العام.

إلى الآن اكتفى الرجل بتغريدة مقتبسة من الإنجيل، وهو ردّ لا يرقى إلى حجم الاعتداء السياسي والشخصي الموصوف الذي مارسه رئيس الجمهورية بحقّه، تمامًا كما لو أنّه غير معني بهذه الإهانة على الإطلاق.

ماذا ينتظر سعد الحريري؟ لماذا لم يبادر حتىّ الآن نحو تسمية الأشياء بأسمائها ونحو مصارحة اللبنانيين بكلّ شيء؟ بدءًا منذ لحظة التكليف، مرورًا بمخاض التأليف، وصولاً إلى تسليم التشكيلة الحكومية.

ما الذي ينتظره سعد الحريري بعد؟ وليد جنبلاط قال في إطلالته الأخيرة إنّ جبران باسيل يُعطّل عملية التأليف بهدف الحصول على الثلث المعطل في أي حكومة جديدة، وذلك تحسبًا لوفاة ميشال عون، أو لانتهاء ولايته، وبالتالي يستطيع الإمساك بقرار السلطة التنفيذية عبر ثلث أعضائها.

رئيس الجمهورية نفسه أشار عبر سلسلة تغريدات إلى أنّ الرئيس المكلف سلمه تشكيلة حكومية كاملة، فقام على الفور بتسليمه تشكيلة مضادة، في واحدة من أعجب الارهاصات السياسية، ومن أفظع الاعتداءات السافرة على الدستور وعلى المواقع والصلاحيات.

ماذا ينتظر سعد الحريري؟ لماذا لم يبادر حتىّ الآن نحو تسمية الأشياء بأسمائها ونحو مصارحة اللبنانيين بكلّ شيء؟ بدءًا منذ لحظة التكليف، مرورًا بمخاض التأليف، وصولاً إلى تسليم التشكيلة الحكومية

قبله أطل جبران باسيل ليؤكد بالفم الملآن، وليقول بشكل مباشر أو موارب إنه يقف خلف تعطيل تشكيل الحكومة نتيجة انعدام المعايير الموحدة، وغياب الرؤية الواضحة، وانعدام التوازن السياسي، وعبثية توزيع الحقائب على نحو لا يستوي وطبيعة حكومة الخبراء والاختصاصيين.

كلهم قالوا الكلام الذي لا يقوله سعد الحريري. هو يكتفي فقط بالانتظار، بينما يهرول البلد برمته نحو جحيم لا يهدأ، ونحو انهيار شامل وغير مسبوق، وإذا كانت المسؤولية الوطنية تُحتم عليه الخروج فورًا من سباته العميق، فإنّ الكرامة باتت تقتضي الضرب بلا هوادة، بعيدًا عن سمفونيات الردح التي طالما شكّلت المدماك الأوّل للاستسلام.

إقرأ أيضاً: “تسريب” قصر بعبدا: ابحثوا عن إميل لحود

الردّ الوحيد يا دولة الرئيس يكمن في وضع التشكيلة الحكومية بتصرّف الإعلام والرأي العام، ثم في الضغط المكثّف على ميشال عون ليمارس حقّه الدستوري في قبولها أو رفضها، هذا طبعًا إن كانت تشكيلة مُشرّفة ترقى أساسًا إلى رغبة اللبنانيين وتطلعاتهم. أما أدبيات الأنيق داوود الصايغ، وبحثه المستفيض في روحية الكتاب المقدس وفي سياسات المدن الفاضلة، فهي لا تستوي قطعًا مع العونية السياسية المريضة، ومع هذا النسق الرهيب من السخافة والبذاءة والوضاعة.

الناس تلفظ آخر أنفاسها يا دولة الرئيس، وجميعكم في الإثم سواء.

مواضيع ذات صلة

بعد التحوّل السّوريّ: مفاجأة تركيّة – مصريّة في ليبيا؟

كان السؤال المطروح قبل أشهر يتعلّق بفرص صمود التقارب التركي- المصري. السؤال البديل الذي ينتظر الإجابة اليوم هو: هل من الممكن لأنقرة والقاهرة التأسيس لسيناريو…

ما الذي بقي من بغداد لتكون لي؟

“الرقم الذي تتّصل به لم يعد متاحاً”. لم أعد في حاجة إلى رؤية لافتة سوداء وقراءة الاسم الذي يتوسّطها. هم ميتون وأنتم ميتون ونحن ميتون….

مشروع ترامب للشّرق الأوسط: ألغاز ملغومة..

عندما استولِدت إسرائيل عام 1948، كانت الولايات المتحدة أوّل من اعترف بها دولة. ولكنّ العلاقات الأميركية – الإسرائيلية لم تكن سمناً وعسلاً. كانت لإسرائيل اليد…

لبنان وسورية: ليكن الرزق والاستقرار جامعنا

غدٌ بظهر الغيب واليوم لي     وكم يخيب الظّنّ بالمقبل ولست بالغافل حتّى أرى        جمال دنياي ولا أجتلي                               (رباعيات الخيام) إنّ مسألة الحدود الوطنية بين…