يمكن وصف بيان الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، الصادر أمس ردّاً على مقال الزميلة غوى حلال في موقع “أساس”، بأنّه “نفيٌ في معرض التأكيد”.

فالبيان الذي اعتبر أنّ ما نشرته الزميلة غوى هو “تحريف لموقف القوات من الانتخابات الرئاسية”، لأنّها كتبت عن اتجاه إلى التخلي عن ترشيح النائب ميشال معوّض، وإذ قال البيان إنّ ترشيح معوّض مستمرّ “بلا سقوف زمنية”… وكأنّه “ترشيح إلى الأبد”، ختمته الدائرة الإعلامية القواتية بالتالي: “في حال تبيّن خلال جلسات الانتخابات الرئاسية أنّ هناك مرشّحاً يتمتّع بمواصفات النائب معوض نفسها، ولكن يستطيع أن يجمع أصواتًا أكثر، فعندها ستتداول “القوات اللبنانية” بالدرجة الأولى مع معوض وبالدرجة الثانية مع المعارضة لتحدِّد ما يجب فعله، وهذا موقف معوض بالذات الذي عبّر عنه مرارًا وتكرارًا، لأنّ الهدف النهائي إنهاء الشغور وانتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بصفتي السيادة والإصلاح”.

وجدير بالذكر أنّ التقرير الإخباري استند إلى حوار مع أحد نواب كتلة ميشال معوّض، ومع أحد نواب القوات اللبنانية. بل أكثر من ذلك، نصيف اليوم بأنّ رئيس القوات سمير جعجع التقى بنائب سنيّ مؤخّراً، وطلب منه أن يقدّم النواب السنّة بالتشاور معه مرشّحاً “كي تسير القوات به لنخرج من دوامة التعطيل”.

تشير معلومات “أساس” إلى أنّ معوّض يجري حالياً مروحة واسعة من الاتصالات وسيعقد موفدون منه عما قريب اجتماعات تمهيدية تشمل حلفاء الأمس على سبيل جسّ النبض حول مستقبل ترشيحه

كما أنّ التقرير لم يخرج عن نطاق ما يعلنه الطرفان وما يقولانه في مجالسهما الخاصة. والمفاجئ أنّ الرد وما ورد فيه إنّما حمل تأكيداً على ما أعلن عنه نائب القوات ملحم رياشي، عن “وجود خطة باء” تعتزم القوات الإعلان عنها نهاية الشهر. وكان الهدف من التقرير الإخباري تظهير معلومة موجودة في المصادر المفتوحة، لكن بتفاصيل أدقّ.

ولأنّ المصداقية “أساس” و”الدقّة” أساس، فإنّ ما كُتب لا ينتقص من سيادته ولا من المواصفات التي ترشّح النائب معوّض لرئاسة الجمهورية. مع الأخذ في الاعتبار أنّ ترشيح معوّض شارف على نهايته، وهي مسألة إيجاد بديل فقط.

وجعجع نفسه قال صراحة في حديثه لـ”mtv”، إنّه “حين يتمكن مرشّح من المعارضة من تأمين أصوات أكثر من النائب ميشال معوض، سنصوّت له نحن ومعوض معاً”. أي أنّ ترشيح معوض ليس “بلا سقوف زمنية” كما ادّعى بيان القوات.

هذا فضلاً عن اعتراف صريح صدر عن معوض أمام أحد زواره مؤخراً مفاده أنّ ترشيحه بلغ سقفه ولم يعد بالإمكان نيل عدد أكبر من الأصوات.

وتشير معلومات “أساس” إلى أنّ معوّض يجري حالياً مروحة واسعة من الاتصالات وسيعقد موفدون منه عما قريب اجتماعات تمهيدية تشمل حلفاء الأمس على سبيل جسّ النبض حول مستقبل ترشيحه.

وختاماً، فيما يتعلّق بـ”السيادة” و”المواصفات السيادية” في بيان القوات، وهو لا يخلو من مزايدة في غير زمانها ولا مكانها الطبيعيين، فالسيادة كلٌّ لا يتجزّأ وثبات على موقف، وليس أن تعلن القوات مرّة أنّها ستتداول مع معوض بشأن البديل وأخرى بأنّها ستتشاور مع المعارضة بشأن البديل ثم يخرج البيان إلى أنّه “مرشّح بلا سقوف زمنية” ناهيك عما قاله جعجع من أن “ليس كل اسم يطرحه باسيل مرفوض بمجرد أنه آتٍ منه”… وهنا قد يكون لبّ “السيادة” وأصلها.

إقرأ أيضاً: أزمة ثقة بين معوّض والقوّات.. نفي في معرض التأكيد؟