لينا بوبس.. “أم الثورة”

2020-03-03

لينا بوبس.. “أم الثورة”

مدة القراءة 2 د.


يارا بصيبص

كان الهدف بسيطاً: أرادت الأم أخذ ابنها من الشارع، فقط. حدث ذلك في 18 تشرين الأول الماضي. لكن، بدلاً من إعادته إلى المنزل، بقيت الأم في الشارع، معه ومع الثوار، منذ 4 أشهر وحتى اليوم.

لينا بوبس، الملقبة بـ”أم الثورة”، تُعدّ من أبرز وجوه الثورة، هي الداعة لأحلام ولديها كريم وياسيمنا. معروف عنها أنّها ميسورة مالياً، وبالتالي فإنّ دوافعها للمشاركة في الثورة غير مرتبطة بوضعها الإقتصادي، وإنما للمطالبة بالعدالة الإجتماعية التي نفتقدها في لبنان.

تقول لينا: “١٨ تشرين الأول هو اليوم الأول اللي  قرّرت فيه إنو إنزل عالشارع والخضوع له، دفاعاً عن حقوق أولادي وأولاد المجتمع اللبناني أجمعه، ما سألت ولا يوم وما اهتميت لكل مين حاول إنو يوقف بوجهي وبوجه هيدي الثورة”.

يعرف الثوار قصة لينا مع المتظاهر كريم، الذي يحمل اسم ابنها. تتذكر قائلة: “من بين كل الشباب والصبايا اللي وقعوا بين أيادي الأمن، ما تمسّكت إلا بكريم، الشاب الغريب يلي بيحمل اسم ابني، صار جزء مني”.

إقرأ أيضاً: “محسوبك زياد” وشجرة “حركة أمل”

لم تكن لينا بكامل وعيها في تلك اللحظة، لكنّها تكمل الحديث قائلة: “صارت القصة بنهار عيد الإستقلال. كان نهار كله أحاسيس، ويومها حسّيت إنّي بنتمي لوطن اسمه لبنان، بينما قبل كنت إستحي قول إنّي لبنانية. تخيّلي أدّيه صرت فخورة ببلدي”.

أسألها عن أحلامها وأحلام ولديها. تجيب: “نحن خلص، عشنا، هلأ دوركن إنتو. نحن عشنا حرب أهليّة، إنتو ممنوع تعيشوها”. تخبرني أنّها تنتظر اللحظة التي تتعامل معنا الدولة على أنّنا “بشر”، وتمنحنا أبسط  حقوق العيش الكريم.

“أم الثورة”، المؤمنة بالحبّ وتأثيره على حياة الإنسان اليومية، كرّست أيامها للثورة في كل الساحات.”أنا بنحني أمامكن وبفتخر فيكن كتير. مين كان يسترجي يسبّ زعيم؟ والمرأة صارعندها كلمة كمان! كيف قبلنا بهالذل نحن ما بعرف؟!”،  تسأل، ثم تقول: “متل ما دايمن بقول لإبني كريم وبنتي ياسمينا… ما بحياتكن تستسلمو… إنتو المستقبل.”

[PHOTO]

إقرأ أيضاً

17 تشرين: خروج الشباب على الولاء للزعماء

تحلّ الذكرى السنويّة الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجودية متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في هذه المناسبة أعدّ “أساس” ملفّاً متنوّعاً…

سوريّة – كرديّة: 17 تشرين جعلتني “لبنانية”

تحلّ الذكرى السنويّة الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجودية متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في هذه المناسبة أعدّ “أساس” ملفّاً متنوّعاً…

بوجه من انتفضوا: المناهبة”(*) الخماسيّة؟ (2)

تحلّ الذكرى السنوية الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجوديّة متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في الحلقة السادسة ينشر “أساس” مقتطفات من فصل…

في انتظار تجدّد “يوفوريا” 17 تشرين

تحلّ الذكرى السنويّة الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجودية متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في هذه المناسبة أعدّ “أساس” ملفّاً متنوّعاً…