إميل لحّود: رجل الأسد “بنصّ كمّ”

إميل لحّود هو رجل سوريا الأسد، الأب والابن من بعده. وقد سجّل عهده أحداثاً مهمّة ومفصليّة في تاريخ لبنان الحديث:

– انسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية، باستثناء مزارع شبعا، في 25 أيار 2000.

– صدور القرار الأممي 1559 الذي يطالب بانسحاب القوات السورية، وسحب سلاح الميليشيات، بالتزامن مع التمديد القسريّ له ثلاث سنوات.

– الزلزال الكبير المتمثّل في اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005.

– وما أعقبه من تظاهرة 14 آذار التاريخية.

– ثمّ انسحاب الجيش السوري من لبنان في نيسان بعد 29 سنة من الوصاية.

– وكذلك اغتيال ومحاولة اغتيال عدد من أبرز قادة الفكر والرأي اللبنانيين، ووُجِّهت أصابع الاتهام إلى حليفه السوري، آل الأسد ونظامهم، وحليفه اللبناني حزب الله والأجهزة الأمنية الرسمية التابعة له.

– انتهى عهده بالشغور الرئاسيّ الأوّل بعد الطائف، إيذاناً بدخولنا عصر حزب الله الذي فرض الشغور عرفاً يمنع به وصول مَن لا يرضى عنه إلى سدّة الرئاسة.

لم يكن الرئيس لحّود طائفيّاً، لكنّه شديد النرجسيّة. كان يحلم بتطويب نفسه الحاكم الأوحد للبلاد مثل زين العابدين بن علي في تونس الذي أبدى إعجابه الكبير به. وراح يعتبر نفسه نِدّاً لكبار الرؤساء في العالم.

من هو إميل لحّود؟

هو سليل عائلة سياسية. والده كان ضابطاً في الجيش ثمّ نائباً في البرلمان. ولد في بعبدات عام 1936. تلقّى علومه الابتدائية في مدرسة الحكمة ببيروت، والثانوية في مدرسة برمّانا العالية. التحق بالمدرسة الحربية تلميذاً ضابطاً، وتخرّج مهندساً بحريّاً برتبة ملازم سنة 1959.

عُيّن في 28 تشرين الثاني 1989 قائداً للجيش بعدما طردت الطائرات والدبّابات السورية ميشال عون من القصر الجمهوري. ومُدّد له ثلاث سنوات في قيادة الجيش عام 1995 بعد التمديد للرئيس الياس الهراوي في بعبدا.

انتُخب في 15 تشرين الأوّل 1998 رئيساً للجمهورية بلا منافس بـ 118 صوتاً من أصل 128، فجاء انتخابه بمنزلة “تعيين” فرضه حافظ الأسد على رفيق الحريري، ثمّ مدّد له الأسد الابن في 2004 متحدّياً إرادة الحريري ووليد جنبلاط والمسيحيين والمجتمعَيْن العربي والدولي.

أخو بشّار غير الشقيق

عمِل النظام السوري على تجهيز إميل لحّود للرئاسة منذ الأيّام الأولى لجمهورية الطائف. وهو كان يردّد دائماً بأنّ حافظ الأسد يعتبره مثل بشّار: واحداً من أولاده. كانت أولى الإشارات إلى أنّه رجل الأسد حينما رشّحه في عام 1984 وليد جنبلاط، شبه المقيم في دمشق حينها، لقيادة الجيش التي آلت إلى ميشال عون بدعم أميركي. اختلف مع قائده العماد عون عشيّة إعلانه حرب التحرير، وترك اليرزة معتكفاً في مجمّع الفنار.

انتقل في 22 تشرين الثاني 1989 إلى المنطقة الغربية إثر تبلّغه تعيينه قائداً للجيش. لكنّ اغتيال الرئيس رينيه معوّض في اليوم نفسه أخّر صدور القرار بضعة أيّام، فصدر بتوقيع الرئيس الياس الهراوي، علماً أنّ معوّض والهراوي لم يعرفاه قبل التعيين. عاد إلى اليرزة بعد إنهاء تمرّد سلفه في 13 تشرين الأول 1990.

بعد استسلام عون، اتّصل به نائب رئيس أركان العمليّات العميد جان فرح يرجوه، باعتباره قائداً شرعياً للجيش، وطلب منه الحضور إلى مبنى الوزارة لحماية “ثلثَيْ تاريخ لبنان والجيش” الكامن في الطوابق السفلية، غداة تبلّغه من الاستخبارات نصّاً يتضمّن أمراً سورياً باقتحام وزارة الدفاع وقصر بعبدا. فحضر… لكنْ بعد أربعة أيّام.

بالتعاون مع قادة الاستخبارات السورية في لبنان وتحت إمرتهم، وحَّد العماد لحّود الجيش اللبناني المنقسم والمشتّت. وفي ظلّ قيادته بلغ التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري مرحلة لم يبلغها لا قبله ولا بعده. يكشف لحّود سرّ الثقة السوريّة به، فيقول إنّ الرئيس السوري حافظ الأسد روى له في أوّل اجتماع علنيّ معه قائداً للجيش عام 1993، أنّه قرأ كتاباً فيه إشادة كبيرة بأبيه الضابط جميل لحّود وبدفاعه عن سوريا والعرب. وقال له: “نحن لا ننسى والدك، وعندما دخلت الجيش راقبنا حركتك ومواقفك لنكتشف إذا كنت وطنيّاً على صورة أبيك، وتبيّن لنا بما لا يقبل الشكّ أنّك ابن أبيك”.

انتهى عهده بالشغور الرئاسيّ الأوّل بعد الطائف، إيذاناً بدخولنا عصر حزب الله الذي فرض الشغور عرفاً يمنع به وصول مَن لا يرضى عنه إلى سدّة الرئاسة

كراهيته للحريري

كان العماد لحّود يكنّ كرهاً عميقاً للرئيس رفيق الحريري سابقاً لدخوله عالم السياسة. فقد رفض تسلّم المساعدة الشهرية التي كان الحريري يرسلها إلى الجيش. وجعل المؤسّسة العسكرية في حال صدام مستمرّ معه، بلغت أوجها عندما اقتحمت قوّة عسكرية وزارة المال عام 1997 بذريعة المطالبة بحقوق الجيش، واعتقلت مديرة مكتب وزير الدولة للشؤون المالية فؤاد السنيورة، فيما كان الحريري نفسه يحمل حقيبة المالية.

تمهيداً لانتخابه رئيساً، نظّم له السوريّون تسويقاً إعلاميّاً هائلاً كان عماده جميل السيّد نائب مدير المخابرات، وبلغ مديات واسعة وصلت حدّ تأليف الأغاني والأهازيج. وقامت بعض الصحف المحليّة البارزة بنشر استطلاعات للرأي تشير إلى أنّ الغالبية الساحقة من اللبنانيّين تؤيّد وصوله للرئاسة. وهذا ما تذرّع به حافظ الأسد في اجتماعه مع الرئيس الهراوي، في تشرين الأول 1998، لتأكيد ضرورة احترام الإرادة الشعبية، وتعديل الدستور كُرمى لعيون لحّود.

حاول الحريري استيعاب الرئيس المنتخَب، فعقد معه اجتماعات عديدة في الحمّام العسكري قبيْل تسلّمه منصبه رسمياً. لكنّ لحّود كان قادماً لتنفيذ خطّة سوريّة أعدّها الفريق الجديد المكلّف “ملفّ لبنان” في النظام الأسديّ، وتقضي بالتخلّص من بعض رموز السلطة السياسية، وعلى رأسهم الحريري، وإفساح المجال أمام نشوء دولة بوليسية كما هي الحال في دمشق.

سليم الحصّ شريكاً

ظهر ذلك سريعاً في الاستشارات النيابية لاختيار رئيس جديد للحكومة، إذ ابتدع بعض النوّاب، بكلمة سرّ سوريّة، بدعة تسمية رئيس الجمهورية من يشاء بصفته مفوضاً من عدد كبير من النواب لاختيار رئيس الحكومة. فقام لحّود بتوزيع أصوات النوّاب على الحريري كأسهم سوليدير “أ” و”ب”. ردّ الحريري بأن سمع اعتذاره من الإذاعة الرسمية وهو في طريقه إلى بعبدا لمقابلة الرئيس لإبلاغه بالإعتذار عن التكليف، وصرّح بأنّ الرئيس بدأ عهده بخرق الدستور، حامياً بذلك مقام رئاسة الحكومة ممّا كان سيُمسي “عرفاً”، وتمّ تكليف الرئيس سليم الحصّ بدلاً منه.

بعدئذٍ بدأ الفصل الثاني في الاغتيال السياسي للحريري: حملة رهيبة ضدّه استخدم فيها لحّود مؤسّسات الدولة وأجهزتها وحتّى إعلامها، إضافة إلى أوسع تطهير إداري في تاريخ البلاد شمل كلّ مَن تعاون مع الحريري، وسجْن أبرز رجاله في الإدارة العامّة. وقد نُفِي مستشاره البارز نهاد المشنوق خارج البلاد لأسباب عديدة، أهمّها كسره المحرّمات إثر إجرائه مفاوضات مع ممثّلي القوّات “المحظورة”، والمطران الياس عودة، لتشكيل ائتلاف مع الحريري في الانتخابات البلدية الأولى بعد الحرب الأهليّة عام 1998. وتمّ تركيب ملفّ “عمالة لإسرائيل” بحقّ المشنوق، الذي ترك بيروت متنقّلاً بين باريس والقاهرة، قبل أن يعود نائباً عن بيروت في انتخابات 2009، بعد 7 أيّار 2008، ثمّ وزيراً للداخلية في المبنى، حيث كان آخر مكتب له قبل نفيه إلى فرنسا.

كان العماد لحّود يكنّ كرهاً عميقاً للرئيس رفيق الحريري سابقاً لدخوله عالم السياسة. فقد رفض تسلّم المساعدة الشهرية التي كان الحريري يرسلها إلى الجيش. وجعل المؤسّسة العسكرية في حال صدام مستمرّ معه

عصبة الدولة البوليسيّة

لم يكن الرئيس لحّود طائفيّاً، لكنّه شديد النرجسيّة. كان يحلم بتطويب نفسه الحاكم الأوحد للبلاد مثل زين العابدين بن علي في تونس الذي أبدى إعجابه الكبير به. وراح يعتبر نفسه نِدّاً لكبار الرؤساء في العالم. سخر من الديمقراطية الأميركية في القمّة العربية عام 2004 بتونس، وقال مزهوّاً بنفسه: “نحن نعلّمهم الديمقراطية”.

عيّن ثنائيّه وعرّابه في الولاء للأسد، اللواء جميل السيّد، مديراً مطلق الصلاحيّات للأمن العامّ، ومصطفى حمدان السنّيّ قائداً للحرس الجمهوري، وكان كلا  الموقعين للمسيحيّين. وسّع عديد وصلاحيّات الحرس الجمهوري، وجعله أشبه بمثيله في الأنظمة القمعية، بميزانية ضخمة كان يحصل عليها من الصندوق الأسود لكازينو لبنان، وبعض مصادر التمويل الأخرى “غير المرئية”. كان الضلع الثالث في فريقه مدّعي عام التمييز الشهير عدنان عضّوم (السنّي)، الذي دعمه بتعيين شقيقه نصري رئيساً لمجلس القضاء الأعلى في عام 2002.

وبذلك اكتملت حلقة الدولة البوليسية التي كتمت أنفاس اللبنانيّين وارتكبت الفظائع:

– التنكيل بالشبّان المسيحيين القوّاتيّين والعونيّين في 7 آب 2001.

– إطلاق صاروخين على تلفزيون المستقبل في حزيران 2002.

– إقفال قناة “MTV” في أيلول 2002 لأنّها أوجعت في معارضتها.

وغير ذلك الكثير… لكنّ أدقّ ما قيل في وصف عهده كان على لسان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي دعاه عام 2001 إلى الخروج من دائرة الأمن الصغير والتنصّت، واصفاً النظام الأمني بـ”التافه”، متسائلاً: “هل يستطيع لحّود أنْ يخلع البزّة العسكرية ويرتدي واحدة مدنية؟”. أمّا أشدّ العبارات سخريةً لاذعةً من إميل لحود فأطلقها العميد ريمون إدّه، المنفيّ نفياً إرادياً في باريس، حين قال في وصف لحّود إنّه رجل “بنصّ كمّ (كناية عن تشميره الدائم كمَّيْ قميصه عن ذراعيه عندما كان قائداً للجيش) ونصّ عقل ونصّ لسان”.

شكّلت أحداث 7 آب وإقفال “MTV” القطيعة النهائية بين العهد والمسيحيّين، فكان لا بدّ من حلّ من خارج الصندوق. حينئذٍ بدأ الإعداد لإبرام صفقة بين لحّود وميشال عون برعاية حزب الله ونظام الأسد، بهدف خلق قوّة شعبية مسيحية تدعم عهده المترنّح.

اغتيال الحريري

قرار بشّار الأسد التمديد للحّود ثلاث سنوات كان السبب الرئيس في صدور القرار الأمميّ 1559، الذي تلاه إيفاد واشنطن مساعد وزير الخارجية وليام برنز إلى دمشق لإبلاغها بأنّ اللعبة انتهت، ولا مفرّ لسوريا من تغيير سياستها في لبنان. ويذكر الرئيس الحريري أنّ التقارير الأمنيّة لعبت دوراً كبيراً في تعنّت نظام الأسد، ومنها واحد يشير إلى أنّه يعدّ عبر الانتخابات النيابية للانقلاب على سوريا.

غداة التمديد، اعتذر الحريري عن عدم تأليف حكومة، وطلب من لحّود عدم العودة إلى الممارسات التي استهدفته ورجاله في بداية العهد، فتعهّد أمامه بذلك. لكنْ ما إنْ بدأت حكومة الرئيس عمر كرامي عملها حتّى تجدّدت حملة إقالات رجال الحريري، مرفقةً بأقذع حملات الشتائم ضدّه من قِبَل بعض الوزراء. وجرى تحذير المسيحيّين من مغبّة التحالف معه، وصولاً إلى اعتقال بعض العاملين معه، وتوجيه اتّهام “عضّوميّ” مباشر له بتوزيع الرِشى الانتخابية: صفائح زيت الزيتون التي اعتاد تقديمها للأسر المتعفّفة من زكاة أمواله.

عقب زلزال اغتيال الحريري بأربعة أيّام، قال لحّود بلغته البليغة إنّ اغتياله “ضرب رذالة”، ومِن صنع إسرائيل أو المتشدّدين الإسلاميّين أو الاثنين معاً. وحينما سأله مندوب محطة “LCI” الفرنسية في صيف 2005 عمّن قتل الحريري، أجاب لحّود بثقة: “إسرائيل والأصولية الإسلاميّة”. استغرب السائل الجمْع بينهما، فردّ لحوّد بأنّ مصدر التمويل واحد. حسم الجنرال الخبير ارتباط الإسلاميّين بإسرائيل وقيامهما باغتيال الحريري من دون أيّ دليل! ومثل ذلك اتّهامه الدائم لرفيق الحريري ووليد جنبلاط بالسعي إلى توطين الفلسطينيّين لمواجهة الشيعة بهم. (وثيقة، مكالمة مسجّلة).

إقرأ أيضاً: الياس الهراوي: عهد وصاية “الروح القدس” الأسديّة

الجنرال في عزلته

غداة النقمة الشعبية الهائلة عليه، أرسل البطريرك صفير إليه رسولاً يحمل كتاباً يطلب منه فيه أنْ يحكّم ضميره، ففعل وقرّر البقاء إلى آخر دقيقة من عهده، بل بقي 5 دقائق إضافية من باب النكاية!

سعى في الأشهر الأخيرة من ولايته الممدّدة إلى تأليف حكومة انتقالية، لأنّه لم يكنْ يعترف بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة بعد استقالة الوزراء الشيعة منها. لكنّ حلفاءه، وعلى رأسهم الجنرال عون، خذلوه فأُسقط في يده. حتّى الوزيران المحسوبان عليه رفضا السير معه في الانقلاب على الحكومة، وأحدهما صهره السابق الياس المر الذي كاد يدفع حياته ثمناً لذلك.

بيد أنّ ذلك لم يمنع المعتدّ باستقلاليّته من طرح فكرة حكومة انتقالية مدنية برئاسة قائد الجيش أمام السفراء والدبلوماسيّين القلائل الذين كانوا يخفّفون من عزلته، فما وجد مساندة من أيّ دولة. وفي اليوم الأخير من ولايته أعلن حالة الطوارئ في البلاد، وكلّف الجيش حفظ الأمن، لكنّ أحداً لم يهتمّ بقراره وبقي حبراً على ورق.

المصادر:

– كتاب “صدمة وصمود”، كريم بقرادوني.

– كتاب “لعنة القصر”، الحوار مع رفيق الحريري، غسّان شربل.

– كتاب “أجمل التاريخ كان غداً”، إيلي الفرزلي.

– كتاب “ميشال عون حلم أم وهم”، سركيس نعّوم.

– “جميل السيّد الإشاعة التي كانت تخيف اللبنانيّين”، حسن صبرا، مجلّة الشراع، العدد 9 أيار 2005.

إقرأ أيضاً

عهد ميشال عون: جنرال الانقلابات الدائمة

مع نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، طوى لبنان صفحة سوداء من تاريخه المعاصر لعهد كانت سنواته الستّ انقلاباً مستمرّاً على الدولة والدستور والطائف. بيد أنّ…

ميشال سليمان: جامع مجد المعادلتين.. “الخشبيّة” و”الذهبيّة”

لعلّ ميشال سليمان هو الرئيس الأقلّ إشكاليّة منذ اتفاق الطائف. فهو أوّل رئيس جاء بتوافق وإجماع لبنانيَّين، معطوف على إجماع عربي ودولي، بعد خروج القوات…

الياس الهراوي: عهد وصاية “الروح القدس” الأسديّة

في التقاليد اللبنانية (العشائرية)، لا يُفَكَّر بالخلف قبل دفن السلف. لكنّ مهلة الخجل، أي وقت الحداد، حسب تيودور هانف، لم تُحترَم بعد اغتيال الرئيس رينيه…

رينيه معوّض: الشهابيّ العتيق.. وشهيد الطائف الأوّل

عندما ذهب النواب اللبنانيون بطائرة رفيق الحريري إلى مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية خريف 1989، واستُقبلوا كالأمراء مع شعار سعوديّ واضح “ممنوع الفشل”، كان…