سطو مسلّح على الرئيس برّي

صبيحة الثلاثاء 11 تشرين الأوّل الجاري، تعرّض رئيس مجلس النواب نبيه برّي لسطو مسلّح، مباشرة على الهواء، قادته الماكينة الإعلامية لرئيس الجمهورية ميشال عون، والفريق الإعلامي المرافق للنائب جبران باسيل.

السطو المسلّح استخدم فيه الإعلام العوني وملحقاته في وسائل الإعلام اللبنانية تصريحات وتسريبات وبيانات صادرة عن رئاسة الجمهورية وعن نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، تنسب إنجاز “تحرير النفط والغاز” إلى عضلات ميشال عون ومن ورائه باسيل وبوصعب.

ولمن لا يعرف فإنّ الرئيس برّي أعلن “اتفاق الإطار” قبل عامين بالتمام والكمال، في تشرين الأوّل 2020، بعد 10 أعوام من تفاوض قاده مع الوسيط الأميركي. وساطة حافظ خلالها على تمسّكه بالخطّ 23، صاعداً بالحقوق اللبنانية من الخطّ 1 الذي بدأ منه الإسرائيليون مطالباتهم، إلى “خطّ هوف” الذي يقع بين الخطّين 1 و23، وصولاً إلى الخطّ 23 الذي حصّله لبنان.

هي المرّة الأولى التي يكون الرئيس نبيه برّي في موقع المجني عليه

في تشرين الأوّل 2020 بدأ “التفاوض غير المباشر” بين لبنان وإسرائيل في الناقورة، برعاية الأمم المتحدة، وباستمرار الوساطة الأميركية، عبر وفد تقني – عسكري لبناني، مرجعيته الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية، المخوّل بحسب الدستور التوقيع على المعاهدات الخارجية. وحين تمّ الترسيم، الذي كان الرئيس برّي يتابعه لحظة بلحظة مع الرئيسين عون ونجيب ميقاتي وباقي المعنيين في الداخل والخارج، حاول العونيون الإيحاء بأنّه إنجاز مصدره عون فقط.

من جهة أخرى سيتّجه حزب الله إلى محاولة الاستئثار بتجيير “النصر النفطي والغازي” لمسيّراته الثلاث التي حلّقت فوق البحر وأسقطتها دفاعات الجيش الإسرائيلي. وكانت هذه مساهتمه الوحيدة منذ 2010 إلى اليوم. وطبعاً سيوجّه مسؤولو حزب الله شكرهم للرئيس برّي على طريقة “رفع العتب”.

بناءً عليه، هي دعوة إلى قيادة حركة أمل، سبق أن أرسلها كاتب هذه السطور إلى المراجع المعنية بشكل مباشر، بأن يكون ملفّ “التحرير الثاني” أو “التحرير النفطي”، أولوية إعلامية في الآتي من الأيام والأسابيع والأشهر.

هي المرّة الأولى التي يكون الرئيس نبيه برّي في موقع المجني عليه. فلطالما كانت حركة أمل تنظيماً عسكرياً مسلّحاً، نادراً ما تعرّض للهجوم أو الإيذاء أو الاعتداء، منذ اتفاق الطائف إلى اليوم. بل على العكس، اشتهر شبّان “الحركة” بأنّهم يبادرون إلى ابتداء “المشكل”. وجرى على ألسنة اللبنانيين تشبيه “شباب الحركة” في الحديث عن الشبّان “المشكلجية”.

إقرأ أيضاً: برّي: أسوأ حكومة أفضل من بقاء عون في قصر بعبدا

هي المرّة الأولى التي يكون فيها الرئيس برّي ضحية السطو المسلّح.

إقرأ أيضاً

وريقة صغيرة من نتنياهو إلى بايدن: إلزاميّ واختياريّان!

لم يتصرّف نتنياهو حيال الردّ الإيراني الصاروخي، كما لو أنّ ما حصل مجرّد تمثيلية، مثلما عمّم وروّج خصوم طهران. ولم يقتنع بأنّ حصيلة ليل السبت…

بعد غزة.. هل يبقى اعتدال؟

المذبحة المروّعة التي تُدار فصولها في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث التواطؤ الغربي شبه الكامل على منح إسرائيل كلّ التسهيلات…

لبنان ما زال في بوسطة عين الرمّانة!

مرّت ذكرى 13 نيسان. لا يزال شبح بوسطة عين الرمّانة مخيّماً على الحياة السياسيّة اللبنانيّة. ولا يزال اللبنانيون في خصام مع المنطق. لا يزال اللبنانيون…

لبنان بعد الردّ الإسرائيلي على إيران؟

لا يمكن الاستسهال في التعاطي مع الردّ الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق. بمجرّد اتّخاذ قرار الردّ وتوجيه الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل، فإنّ ذلك يعني…