وزراء الخارجية العرب في بيروت: الموقف من لبنان لم يتغيّر..

لم يتغيّر الموقف العربيّ من لبنان. هذا ما ينبغي أن يُقال قبل كتابة هذه السّطور عن انعقاد المؤتمر التشاوريّ لوزراء الخارجيّة العرب في بيروت اليوم السّبت.

لم يكن اختيار لبنان إلّا لأنّ دوره قد حان لاستضافة المؤتمر الذي سيُناقش بشكلٍ رئيسيّ القمّة العربيّة المُقبلة التي ستُعقد في الجزائر في تشرين الأوّل المُقبل.

حطّت الوفود العربيّة في بيروت، لكنّ أغلبها بلا وزراء، بل على مستوى تمثيليّ أقلّ، وهذا ما يؤكّد أنّ الموقفَ العربيّ ما يزال هو نفسه ما دام عهد ميشال عون لم ينتهِ بعد، وحزبَ الله لم يغيِّر سياسة كسر التّوازنات السّياسيّة التي يعتمدها منذ سنة 2011.

تتمثّل المملكة العربيّة السّعوديّة بمندوبها الدّائم لدى جامعة الدّول العربيّة السّفير عبد الرّحمن بن سعيد الجمعة. وكذلك سائر الدّول الخليجيّة التي لن تُشارك على مستوى وزاريّ ما عدا دولتَيْ الكويت وقطر.

يذكر مصدر عربيّ دبلوماسيّ لـ”أساس” أنّ المساهمة القطريّة جاءَت بالتنسيق مع دول مجلس التّعاون الخليجيّ التي ستتناوَب ضمن خطّة خليجيّة على دعم الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة والشّعب اللبنانيّ

أمّا جمهوريّة مصر العربيّة فستُمثَّل بنائب وزير الخارجيّة السّفير حمدي لوزا. وفي خفض التمثيل هذا رسالة مصريّة واضحة إلى لبنان تأتي عقب البيان الشديد اللهجة تجاه إيران الذي صدر بعد القمّة التي جمعت الرّئيس المصريّ عبد الفتّاح السّيسي وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والذي جاءَ فيه: “اتّفق الجانبان على دعم الجهود العربية لحثّ إيران على الالتزام بالمبادئ الدولية بعدم التدخّل في شؤون الدول العربية، والمحافظة على مبادئ حسن الجوار، وتجنيب المنطقة جميع الأنشطة المزعزعة للاستقرار، بما فيها دعم الميليشيات المسلّحة، وتهديد الملاحة البحرية وخطوط التجارة الدولية. وأكّدا على دعم الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي”.

طبعاً لبنان هو مقرّ درّة التّاج الإيرانيّة، حزب الله، رأس الحربة في التّدخّل الإيرانيّ في شؤون الدّول العربيّة، والممسك بزمام السّلطة في لبنان.

 

العراق أيضاً…

كان لافتاً إحجام العراق عن المشاركة على المستوى الوزاريّ، إذ يغيب الوزير فؤاد حسين معصوم “لارتباطه بموعد مسبق مع مسؤولين أكراد في العراق”. ويغيب أيضاً وزيرا موريتانيا وجيبوتي.

أمّا المشاركون على مستوى وزراء الخارجيّة فهم: دولة قطر، دولة الكويت، الأردن، اليمن، الجزائر، تونس، فلسطين، السّودان، الصّومال، وجزر القمر.

قطر، التي تمثّلت بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيّة الشّيخ محمّد بن عبد الرّحمن آل ثاني، كانت لافتة بخطوتها التي أعلنها الوزير القطريّ، والمتمثّلة في مساعدة بقيمة 60 مليون دولار للجيش اللبنانيّ.

في هذا الإطار، يذكر مصدر عربيّ دبلوماسيّ لـ”أساس” أنّ المساهمة القطريّة جاءَت بالتنسيق مع دول مجلس التّعاون الخليجيّ التي ستتناوَب ضمن خطّة خليجيّة على دعم الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة والشّعب اللبنانيّ دون المرور بالمؤسّسات الحكوميّة.

في السياق نفسه يأتي تفعيل الصّندوق السّعوديّ – الفرنسيّ لدعم الشّعب اللبنانيّ الذي أعلن عنه عقب عودة السفير السعودي وليد بخاري إلى بيروت قبل أسابيع.

الوفود في فندق الحبتور تجتمع من غير جدول أعمال لأنّ اجتماعها “تشاوريّ”، ويستطيع كلّ وفدٍ أن يطرح أولويّات بلاده في الاجتماع. في هذا الصدد يسأل مصدر دبلوماسيّ عربيّ: “هل يتكلّم لبنان باسم النّظام السّوريّ كعادته؟”. ويشير إلى أنّ “الموقف العربيّ من النّظام السّوريّ لم يتغيّر حتّى الساعة ما دام نظام دمشق يتيح لإيران التغلغل في خاصرة الخريطة العربيّة”.

من المتوقّع أن تطرح بعض الوفود العربيّة موضوع التدخّلات الإيرانيّة في الدّول العربيّة، خصوصاً وفود السّعوديّة والإمارات والبحريْن. وسيكون لبنان الرّسميّ أمام اختبارٍ عربيّ جديد لفحص مدى التزامه بالإجماع العربيّ.

إقرأ أيضاً: مفاوضات الدوحة تبدأ عرجاء: تطمين… أو توقيع؟

هو امتحانٌ جديد للبنان، فيما يؤكّد مستوى المشاركة أنّ موقف العرب عموماً، والخليج خصوصاً، من لبنان لم يتغيّر إن لم يتغيّر الأداء المُعادي للعرب، فهل يرسب كعادته؟ أم يخرق العادة نحو النّجاح؟

هذا مُستبعد…

إقرأ أيضاً

هل تمرّ رئاسة الجمهوريّة من “خُرم” البلديّات؟

لا مشكلة نصاب في جلسة التمديد الثالث للبلديّات اليوم. تكتّل “لبنان القويّ” برئاسة جبران باسيل وكتلة “اللقاء الديمقراطي” برئاسة تيمور جنبلاط وعدد من النواب قاموا…

الغداء الرئاسي الفرنسي؟

ثلاثة عناوين تركّز عليها فرنسا لإعادة تجديد دورها على الساحة اللبنانية. تستعيد باريس نشاطها بعد تيقّنها من أنّ المسار الذي انتهجته منذ عام 2020 لم…

اللاءات الأربع للحزب تفرمل الخماسية..

في مقابل الحراك الدولي والداخلي الناشط بكلّ الاتّجاهات، جنوباً ورئاسيّاً ونزوحاً سوريّاً، تؤكّد أوساط مطّلعة لـ “أساس” أنّ تحرّكات الدول المعنيّة بخفض التصعيد على الحدود…

إيران وإسرائيل: نتّجه لحرب استنزاف طويلة بالمنطقة

بين ردّ إيران الضخم على قصف القنصلية الإيرانية في سوريا، وردّ إسرائيلي محدود على الردّ الإيراني. تتّجه المنطقة كلّها، بحسب مصادر مطّلعة على أجواء قوى…