“أوميكرون” في لبنان.. شرّ لا بدّ منه

ما كان يتخوّف منه البعض بات حقيقة مؤلمة يجب التعامل معها بمسؤولية. فقد وصل متحوِّل “أوميكرون” إلى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي، وفقاً لِما أعلنه وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض: “هناك شكوك في دخول مصابَيْن بمتحوِّل أوميكرون إلى البلاد عبر المطار، آتيَيْن من أحد البلدان الإفريقية، والأعراض لديهما خفيفة، ويلتزمان الحجر منذ قدومهما إلى لبنان”.

لبنان هو البلد الـ58، بعد 57 دولة أعلنت عن إصابات بالمتحوّر الجنوب أفريقي.

لكن ما الذي يمنع “أوميكرون” من أن ينتشر أيضاً ما دامت الرحلات بين بعض الدول الإفريقية وبيروت مستمرّة؟

اللقاح ليس وحده الحلّ، لأنّ الدول التي لقّحت أغلبيّة مواطنيها بقيت تشهد حالات وفاة، خصوصاً مَن هم فوق الـ80 عاماً، لكنّ اللقاح يخفّف نسب الوفيات والدخول إلى المستشفى

القصّة الكاملة لوصول “أوميكرون”

مصدر في وزارة الصحة يكشف لـ”أساس” أنّه في الثالث من الجاري وصلت طائرة للـMEA آتية من أبيدجان ليلاً، وعلى متنها حوالي 170 راكباً. وفي 4 كانون الأول وصلت رحلة لطائرة أثيوبية. حطّت الطائرتان الآتيتان من إفريقيا في مطار رفيق الحريري الدولي، ومعهما وصل متحوِّل أوميكرون، كما وصل قبله “دلتا” و”ألفا”. الحالة الأولى تعود إلى شخص ملقّح، في حين أنّ الحالة الثانية هي لشخص غير ملقّح. وسيتمّ التأكّد من نوع الفيروس الذي أصيبت به الحالتان المشتبه بهما اليوم السبت أو غداً، بعد إجراء الفحوصات في مختبرات الجامعة اللبنانية.

ويضيف المصدر أنّ هاتين النتيجتين ليستا إلا فاتحة نتائج أخرى لحالات يتوقّع وصولها عبر المطار، تحمل الطفرات الجديدة. وثمّة عدد من الحالات أتت بعد الرابع من الجاري، وهي قيد البحث لحسم ما إذا كانت أوميكرون أو لا.

ولدى السؤال عن حظر التجوّل، وكيف ستطبّقه الحواجز الأمنيّة، يجيب المصدر: “لن يُفرَض منع تجوّل، بل سيكون هناك تقييد لحركة التنقّل، فالهدف من الإجراءات زيادة المناعة المجتمعيّة وليس معاقبة الأشخاص. القوى الأمنيّة ستسهر على التطبيق، وستكون بحوزتها أجهزة خاصّة للكشف على QR code، لذا فالمطلوب من المواطنين أن تكون بحوزتهم نسخة ورقية لشهادة التلقيح أو نسخة إلكترونية منها على هاتفهم لتطّلع عليها القوى الأمنيّة. أمّا في ما يخصّ الغرامة التي ستُفرَض على الشخص المتجوّل، فقد رُفعت إلى 250 ألف ليرة. وستكون هناك عقوبات وغرامة ماليّة كبيرة ستنفّذها الشرطة السياحية بحقّ الجهات السياحية المخالفة التي ستسمح للشخص غير الملقّح بالدخول إلى المطاعم أو المولات أو غيرها من الأماكن”.

وبالحديث عن المسافرين والإجراءات المتعلّقة بالوافدين، يشرح المصدر من وزارة الصحّة: “سابقاً كان لا بدّ من تلقّي الجرعتين أقلّه قبل 14 يوماً من المجيء إلى لبنان. أمّا اليوم فعلى الوافد تعبئة المعلومات على المنصّة الإلكترونية التابعة لوزارة الصحة ودفع 30$ قبل السفر والصعود إلى الطائرة لإجراء الاختبار الصحّي”.

وفي ما خصّ الكثير من التساؤلات عن تمديد عطلة المدارس، أكّد المصدر أنّ التوجُّه مبدئيّاً هو عدم التمديد لأنّ الهدف إعطاء الطلاب الوقت الكافي لتلقّي الجرعتين قبل عودتهم إلى المدارس.

وتابع المصدر: “بالنسبة إلى الإجراء المتعلّق بإجبار العاملين في القطاعات الصحية والتربوية والنقل والقطاع العسكري على تلقّي الجرعتين أو يتمّ طردهم من عملهم، فإنّ هدفنا حماية المواطنين الذين يقصدون هذه المؤسسات وليس التسبّب بطرد الموظّفين من عملهم”.

وختم: “اللقاح ليس وحده الحلّ، لأنّ الدول التي لقّحت أغلبيّة مواطنيها بقيت تشهد حالات وفاة، خصوصاً مَن هم فوق الـ80 عاماً، لكنّ اللقاح يخفّف نسب الوفيات والدخول إلى المستشفى”.

ما كان يتخوّف منه البعض بات حقيقة مؤلمة يجب التعامل معها بمسؤولية. فقد وصل متحوِّل “أوميكرون” إلى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي، وفقاً لِما أعلنه وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض

البزري: لضرورة اتّخاذ إجراءات مُشدّدة

رئيس اللجنة العلمية في اللجنة الوطنيّة لإدارة لقاح “كورونا” الدكتور عبد الرحمن البزري يؤكّد لـ”أساس” أنّ “حالتَيْ أوميكرون المَشكوك فيهما هما في الحَجر الصحي الخاصّ، ولا خوْف من نقلهما العدوى إلى آخرين، لكنّ هذه السُلالة ستصل إلى لبنان عاجِلاً أم آجِلًا”.

ويشدّد البزري على “ضرورة زيادة وتيرة التلقيح واتخاذ الدولة إجراءات مُشدّدة في هذه المرحلة من دون أنْ يعني ذلك إلغاء احتفالات الأعياد التي نحن في أمسّ الحاجة إليها بسبب وضعنا الاقتصادي الصعب”.

وعن عدم قدرة المستشفيات على مُواكبة الانتشار الكبير لكورونا بمتحوِّلاته كافّة، أسف البزري لأنّ “الطبقة السياسية ومُمارساتها طوال 30 سنة هي التي أدّت إلى إفلاس البلد، وهو ما ينعكس على المستشفيات كما على بقيّة القطاعات”.

ووجّه البزري نصيحة إلى اللبنانيين: “تلقّحوا، ففي هذه الحالة فقط نستطيع المواجهة”. ويلفت إلى أنّ “بعض المُلقّحين يُصابون بالكورونا. لكنّ ما يهمّنا أن لا يكون عدد المُصابين المحتاجين إلى عناية كبيراً، ولذلك لا بدّ من اللقاح الذي يحدّ من ضرورة الدخول إلى العناية الفائقة”.

أمّا عن أسباب وفاة بعض المُلقّحين إثر إصابتهم بكورونا، فيُوضح أنّ “هذه الفئة تحديداً ربّما تكون تُعاني من أمراض أخرى تسبِّب لها مُضاعفات تؤدّي إلى الوفاة”.

 

نقيب المستشفيات: سيُعاد فتح أقسام كورونا

لا بدّ من التذكير بأنّ نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون حذّر من أنّ “الوضع الاستشفائي حاليّاً لا يزال تحت السيطرة على الرغم من تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا، لكن لا يمكن ضمان استمرار ذلك، خصوصاً أنّنا مقبلون على فترة أعياد، ومن غير الممكن للمستشفيات أن تستوعب أعداد الإصابات التي شهدتها العام الفائت”.

إقرأ أيضاً: أوميكرون “يرعب” الكوكب.. وأقوى من اللقاحات

وكشف أنّ “نسبة الإشغال في غرف العناية الفائقة بات فوق 90%”، مؤكّداً أنّه سيتواصل مع المستشفيات لإعادة فتح أقسام كورونا. ويلفت إلى أنّ “عوارض “أوميكرون” وطرق علاجه شبيهة بأيّ متحوِّل آخر، وإنّما خطورته تكمن في سرعة انتشاره، إلا أنّ مَن تلقّى اللقاح لن يحتاج إلى دخول العناية الفائقة”.

إقرأ أيضاً

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…