أفغانستان: إيران تُنشىء “ضاحية جنوبية” لكابول

أحدث تمدّد حركة طالبان في أفغانستان، وسيطرتها على مساحات شاسعة من الولايات الأفغانية، قلقاً كبيراً داخل إيران، وتحديداً لدى قيادة الحرس الثوري، وهو ما دفع القائد العسكري لفيلق القدس إسماعيل قاآني إلى القيام بزيارات سريّة متتالية إلى أفغانستان لمواكبة التطوّرات السياسية والميدانية ووضع الأسس اللازمة لمواجهتها.

وتشير مصادر عربية مطّلعة لـ”أساس” إلى أنّ فيلق القدس الإيراني يعمد إلى استنساخ تجربته العراقية في أفغانستان التي تقوم على التالي:

1- إنشاء سلسلة من الميليشيات المسلّحة ذات البنية الطائفية.

2- إنشاء بقعة جغرافية داخل العاصمة الأفغانية كابول تكون موالية له ومسلحة تسليحاً كاملاً تشبه دور “مدينة الصدر” في بغداد، والضاحية الجنوبية لبيروت. وهذه البقعة الجغرافية ستكون في حيّ “دشت برشي” في كابول الذي تقطنه أقلّية الهزارة، وقد بُدِئ تحويله إلى ما يشبه القلعة العسكرية.

تشير مصادر عربية مطّلعة لـ”أساس” إلى أنّ فيلق القدس الإيراني يعمد إلى استنساخ تجربته العراقية في أفغانستان

3- إنشاء منظومة مالية تسمح لطهران بشراء ولاءات المجموعات المسلحة من قوميات متنوّعة وانتماءات طائفية متعدّدة.

4- الإبقاء على قنوات الاتصال مع حركة طالبان بهدف تحويلها من عدو غير متردّد إلى عدو متردّد، إن لم يكن من إمكان للتنسيق الكامل معها.

وأضافت المصادر لـ”أساس” أنّه “جرى استدعاء عناصر لواء “الفاطميون” ولواء “الزينبيون” من سوريا، بحيث عاد “الزينبيون” إلى باكستان، وتحديداً إلى غرب باكستان ليشكّلوا قوة دعم خلفية للميليشيات الموالية لإيران في أفغانستان. فيما عاد عناصر لواء “الفاطميون” إلى أفغانستان مع إنشاء ميليشيات جديدة مساندة، وأبرزها ميليشيا “فدائي بابا مزاري”، التي تُموَّل بالطريقة نفسها التي يتمّ تمويل بعض الميليشيات العراقية المتطرّفة بها، من خلال صناديق مالية تابعة للمزارات الدينية”.

وتابعت المصادر: “تسعى إيران إلى إحكام قبضتها على العاصمة كابول، إن لم يكن وحدها، فبالدخول في شراكة قومية مع الآخرين للسيطرة على كابول ومطارها الذي يشكل الشريان الأساس لأفغانستان في التواصل مع العالم”.

وختمت المصادر لـ”أساس” بالتأكيد على أنّ “انسحاب “الفاطميون” و”الزينبيون” من سوريا أحدث خللاً كبيراً في الميدان السوري يجري العمل على تعويضه برفع المشاركة اللبنانية من خلال حزب الله، وتحفيز الانتساب إلى الميليشيات السورية من خلال رفع الرواتب المقدّمة للمتطوّعين، وهذا من شأنه أن يكون عاملاً جاذباً مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان وسوريا”.

تسعى إيران إلى إحكام قبضتها على العاصمة كابول، إن لم يكن وحدها، فبالدخول في شراكة قومية مع الآخرين للسيطرة على كابول ومطارها الذي يشكل الشريان الأساس لأفغانستان في التواصل مع العالم

من هم الفاطميّون والزينبيّون؟ 

لواء فاطميون: هي ميليشيا أفغانية شيعية أسّسها علي رضا توسلي (المعروف بـ”أبو حامد”) في عام 2014 لقتال المعارضة السورية. يموّلها ويدرّبها الحرس الثوري الإيراني.

تفيد تقارير بأنّ المقاتلين الأفغان يتلقّ كلّ منهم 500 دولار شهرياً. وقد نفت الجماعة التدخّل الحكومي الإيراني المباشر في أنشطتها. وفي آذار 2015، أعلنت و”كالة أنباء فارس” عن مقتل علي رضا توسلي في تل قرين بمحافظة درعا خلال معارك مع المعارضة السورية.

يُقدّر تعداد اللواء بحوالي 3000 مقاتل، مع أنّ المصادر الإيرانية تدّعي أنّ العدد يصل إلى 14 ألف مقاتل، وهذا ما ادّعاه نائب قائد لواء “فاطميون”، سيد حسن حسيني، المعروف أكثر بـ”سيد حكيم.

لواء زينبيون: يقاتل الباكستانيون في سوريا منذ عام 2013 . وقد حاربوا في الأصل في لواء “فاطميون” الأفغاني، وأصبحوا فقط في وقت مبكر من عام 2015 كثراً بما يكفي لإنشاء لواء مستقلّ. 

وعلى غرار ألوية شيعية أجنبية أخرى في سوريا، فإنّ هذا الفيلق تابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يموّله ويدرّبه ويشرف عليه.

إقرأ أيضاً: أفغانستان وسط “البوزكاشي” الإقليميّ

الهدف الرسمي منه هو الدفاع عن مسجد السيدة زينب (ضريح زينب بنت علي، شقيقة الإمام الحسين وحفيدة محمد) وغيره من الأماكن المقدسة الشيعية في سوريا. وهو يعمل أساساً في دمشق للدفاع عن هذه الأماكن المقدّسة. ومع ذلك، ومنذ عام 2015، انخرط أيضاً في أعمال هجومية حول درعا و‌حلب، إلى جانب المقاتلين الشيعة الأجانب الآخرين.

وفقاً لإعلان عن الجماعة، يتلقّى المقاتلون رواتب تبلغ 120 ألف روبيه لكلّ منهم (ما يعادل 1200 دولار) شهرياً. ويتمّ تدريبهم لمدة 45 يوماً في البداية، و6 أشهر في سوريا. 

معظم المقاتلين هم مواطنون باكستانيون من إيران. ويأتي العديد منهم أيضاً من مدينة باراتشينار البشتونية ذات الأغلبية الشيعية.

إقرأ أيضاً

لقاءات الخماسية: بحث عن رئيس.. في كومة قشّ الخصومات

عادت اللجنة الخماسية إلى الساحة اللبنانية، لكنّ عودتها كانت قد سبقتها اجتماعات في واشنطن بين الأميركيين والفرنسيين. وعلى أساس توزيع الأدوار والتنسيق في معالجة الملفّات…

الكويت بين “هارفرد” و”إيلينوي”… الصِّدام الحتميّ

يقول التاريخ الكويتي إنّ رئيس الوزراء الذي يذهب لا يعود. أي أنّه يرأس حكومات متتالية ثمّ يمضي من دون أن يأتي مرّة جديدة على رأس…

“سابقة موريس سليم”: الطعن بتعيين رئيس الأركان!

 سجّل وزير الدفاع موريس سليم سابقة لم تعرفها حكومات ما قبل الطائف ولا بعده من خلال الطعن أمام مجلس شورى الدولة بقرار تعيين رئيس الأركان…

نقابة المهندسين: لماذا تعاقب طرابلس تيار المستقبل؟

عقب عودة الرئيس الحريري النسبية إلى الأجواء السياسية في ذكرى 14 شباط، أراد تيّار المستقبل تدشين عودته إلى الملعب السياسي عبر بوّابة انتخابات نقابة المهندسين،…