الأرقام مقلقة: هل لبنان على استعداد لموجة كورونا أشدّ فتكاً؟

لافتة كانت تغريدة المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض الذي نشر فيها جدول بيانات يبيّن نسبة ارتفاع الإصابات في المحافظات اللبنانية في الأيام الـ7 الماضية:

1- في بيروت 110%.

2- في جبل لبنان 98%.

3- في الشمال 26%.

4- في عكار 200%.

5- في البقاع 117%.

6- في بعلبك الهرمل 211%.

7- في الجنوب 109%.

8- في النبطية 53%.

فوصَل مجموع ارتفاع الإصابات في لبنان إلى 98%.

واكتفى الأبيض بالقول: “يمكن لجدول البيانات أن يقول ألف كلمة”.

يُظهر الجدول أيضاً ارتفاع نسبة الوفيات في محافظة جبل لبنان بنسبة 100%، فيما انخفضت في لبنان كلّه بنسبة 18%. أمّا ما يزيد قلقاً فهو وصول المتحوِّل دلتا إلى لبنان في ظلّ الانهيار الاقتصادي، وغيره من المصائب التي أثّرت بشكلٍ كارثي على المستشفيات والكادر الطبي، الأمر الذي يطرح علامات استفهام عديدة حول القدرة على مواجهة موجة جديدة من الجائحة أشدّ فتكاً.

وفي السياق نفسه، قال وزير الصحة حمد حسن: “ما زلنا في تصنيف وبائي جيّد، وزيادة التراكم في الإصابات تسرّع في وصول الموجة الثالثة من فيروس كورونا. لذلك على الوافدين وأسرهم الانتباه والتشدّد في تطبيق الإجراءات”.

البزري: هناك حال انفصام تام بين مختلف أركان الطبقة السياسية، وبين مطالب الناس المعيشية والحياتية، وبين ما يهدد البلاد من خطرٍ حقيقي آني ومستقبلي

البزري يحذِّر من المتحوِّليْن دلتا وألفا

من جهته أكّد رئيس اللجنة الوطنية للّقاحات الدكتور عبد الرحمن البزري لـ”أساس” أنّه “على الرغم من عدد الإصابات التي ترتفع يومياً، إلا أنّنا لم نشهد ضغطاً كبيراً في المستشفيات، وهذا مؤشّر جيّد”، متوقّعاً أن تصبح معظم الإصابات في لبنان من المتحوِّليْن دلتا وألفا، لافتاً إلى أنّ “الواقع الصحي والاستشفائي الذي نمرّ به خطير بسبب أزمة المياه والوقود. وقد نوّهت منظمة الصحة العالمية إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة والوفاة بمرض كوفيد-19 في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من تسجيل انخفاض ملحوظ في عدد الإصابات والوفيات خلال ثمانية أسابيع متتالية”.

ورأى أنّ بين مختلف أركان الطبقة السياسية ومطالب الناس المعيشية والحياتية وما يهدّد البلاد من خطرٍ حقيقي آنيّ ومستقبليّ حالاً من الانفصام التامّ.

وقال إنّ “أسباب ارتفاع أعداد الإصابات هي فتح البلاد من أجل موسم السياحة، والتفلّت الحاصل، والسماح بالتجمّعات، بالإضافة إلى عدم تشديد الإجراءات في المطار على الرغم من ارتفاع أعداد المسافرين المتوقّع مع حلول عيد الأضحى في الأسبوع المقبل. وفي ما يتعلّق بالعيد، عبّرت منظمة الصحة العالمية عن مخاوفها من أن يستمرّ الارتفاع المفاجئ الحالي حتّى يبلغ ذروته خلال الأسابيع المقبلة، فتترتّب على ذلك عواقب كارثية. فمع استمرار انتشار المتحوِّلات، نحتاج إلى أن يتلقّى الجميع اللقاحات فور توافرها، إلى جانب الاستمرار في ارتداء الكمّامات، والالتزام بالتباعد الاجتماعي”.

في المقابل توقّعت “الوكالة الأوروبية للوقاية من الأمراض” ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا “5 مرّات بحلول مطلع آب المقبل”.

أما بالنسبة إلى أعداد الوفيات اليومية، فتوقّع البزري أن “تزداد في الأسابيع المقبلة على الرغم من تحسّن نسبة التحصين عبر التلقيح، وذلك إذا لم يستمر الناس بالالتزام بالإجراءات الوقائية”. لكنّه طمأن إلى أنّ “الأطباء أصبحوا أكثر إدراكاً لكيفية التعامل مع الفيروس بشكل فعّال، إضافةً إلى أنّ نسبة التلقيح تخطّت 20%. ومن المبكر الحديث عن الإقفال العام”.

حذّر رئيس اللجنة الطبية في نقابة الأطباء الدكتور برنار جرباقة من ارتفاع عدد الإصابات، لأنّنا غير مستعدّين لها، ولا تزال الأمور في المطار غير مُنظّمة”. وشدّد على وجوب تكثيف نسبة التطعيم لا إلغاء الماراتونات

هارون: لن نكون بخير

نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون قال إنّ “ما يحدث من ارتفاع في الأرقام اليومية للفيروس لا يعني أن نسترخي”، مشيراً إلى أنّ “غالبية المستشفيات أقفلت أقسام كورونا، من دون أن يعني ذلك أنّ كل شيء انتهى. ويضمّ المستشفى، الذي أديره، 6 أسرّة امتلأت جميعها خلال يومين. وللأمر دلالة على أنّ هناك شيئاً يتحرّك تحتنا”.

 

جرباقة: غير مستعدّين لموجات جديدة

بدوره، حذّر رئيس اللجنة الطبية في نقابة الأطباء الدكتور برنار جرباقة من ارتفاع عدد الإصابات، لأنّنا غير مستعدّين لها، ولا تزال الأمور في المطار غير مُنظّمة”. وشدّد على وجوب تكثيف نسبة التطعيم لا إلغاء الماراتونات.

وأضاف: “منذ انفجار المرفأ ونحن نطالب بتدخّل منظمات الأمم المتحدة المعنيّة بالمشاكل التي تواجهنا، وقدّمنا تقريراً بديلاً عن تقرير الدولة إلى الأمم المتحدة يتضمّن نقاطاً عدّة:

أوّلاً: تشجيع المجتمع المدني والأكاديمي ومراكز الأبحاث والرصد المستقلّة على رفع تقاريرها إلى الأمم المتحدة حتى تُقارَن مع التقرير الرسمي الذي لا يكون دقيقاً معظم الأحيان.
ثانياً: الإضاءة على إخفاقات النظام الصحي أو نظام حماية الأطفال والشباب. ومن ضمن النقاط الشائكة:

– تراجع النظام الصحي اللبناني من المرتبة الـ23 إلى المرتبة الـ100 في التصنيف العالمي.

إقرأ أيضاً: كورونا: “الهندي” وصل إلى لبنان.. والخطر جدّيّ

– هجرة الأدمغة وترك المهنيين الصحيين مراكزهم نظراً إلى الضغوط الأمنيّة والاقتصادية والإدارية التي يتعرّضون لها. وقد ترك 30% من العاملين الصحيين في مراكز العناية الفائقة والطوارئ أعمالهم، ناهيك عن شحّ الخدمات الصحّيّة.

– العنف الذي يتعرّض له القطاعان الصحي والطبي في المراكز الطبية والساحات.

وطالب جرباقة بتصنيف لبنان ضمن الدول الفقيرة للحصول على اللقاحات والأدوية الأساسية بسعر أقلّ.

إقرأ أيضاً

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…