عبد العزيز خوجه لـ”أساس”: وليّ العهد يواجه سلوكيات التطرّف الحاقدة

“تأخّرنا كثيراً في الماضي، وما طرحه وليّ العهد هو الأمر الذي ينبغي أن يكون لإعادة الأمور إلى مسارها ونصابها الحقيقيّ. الإسلام هو دين الوسط الذي ينبذ التطرّف والعنف والتشدّد، وكلّ سلوكيّات التطرّف يجب أن تتوقف”. بهذه الكلمات بدأ وزير الإعلام السعودي السابق عبد العزيز خوجه حواره مع “أساس” حول المواقف الأخيرة لوليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان في إطلالته على شاشة mbc.

يصف خوجة اللقاء بأنّه “كان محوريّاً وتاريخيّاً. وضع النقاط على الحروف من نواحٍ عديدة، إنْ في العلاقات السعودية الخارجيّة، وإنْ في الشأن الداخلي”. وأشاد به “لجهة التجديد في الخطاب والسلوك الدينيّ هو حاجةٌ ضروريّةٌ وملحّةٌ لا يمكن تأخيرها، بل يجب العمل عليها والإسراع في تنفيذها وترسيخها لأنّ ديننا هو دين الوسط الذي ينبذ التطرّف والعنف والتشدّد وكلّ سلوك مشابه. والرؤية التي طرحها سمو وليّ العهد يفترض أن تكون خطوة يواكبها المجتمع بكامله”.

لا يخفي خوجة “أنّنا تأخّرنا كثيراً في الماضي في اعتماد رؤيةٍ كهذه لمواجهة فكر التشدّد وإقصاء الآخر، والفكر الذي يقوم على منطق الحاقدين. وها قد جاء وليّ العهد بهذه النظرة الثاقبة الحازمة الحاسمة، وأعاد الأمور إلى مسارها ونصابها الحقيقيّيْن”.

خوجه الوزير والديبلوماسي والشاعر، هو أكثر من وزير سابق. بل هو قيمة فكرية وثقافية وديبلوماسية سعوديّة. عاصر الكثير من الملوك، الأمر الذي جعله في موقع الحكماء بالنسبة إلى أقرانه في المملكة.

لا يخفي خوجة “أنّنا تأخّرنا كثيراً في الماضي في اعتماد رؤيةٍ كهذه لمواجهة فكر التشدّد وإقصاء الآخر، والفكر الذي يقوم على منطق الحاقدين. وها قد جاء وليّ العهد بهذه النظرة الثاقبة الحازمة الحاسمة، وأعاد الأمور إلى مسارها ونصابها الحقيقيّيْن”

وشدّد على أنّ “ما شهده المجتمع السعودي من تطوير وتغيير أخيراً بدا لافتاً في الطريقة التي حصل بها، وفي تقبّل المجتمع السعودي لهذه التغييرات بكلّ تأييد وبصورة حضارية جميلة لطيفة من دون أيّ توتّر أو عنف. وما كنّا حقيقةً نتخيّل حصوله بهذا الرقيّ. فالتغييران الاجتماعي والاقتصادي اللذان حدثا كانا تغييرَيْن إيجابيّيْن بالنسبة إلى البلد والإعداد للمستقبل بطريقة صحيحة لأنّ المواطن السعودي كان الهدف الحقيقيّ لهذا الوطن والبلد، وهو ما جعل التغيير أمراً يفتخر به كلّ مواطن سعوديّ، وكلّ إنسان سعوديّ، لأنّه سيكون جزءاً من هذا البناء والمستقبل المشرق”.

 

وليّ عهد التأسيس الثاني

وردّاً على سؤال أكّد أنّ ما طرحه وليّ العهد “يمثّل التأسيس الثاني للمملكة العربية السعودية. فالتطوّر الذي حدث على مدار السنين الأخيرى هو تطوّر ملحوظ. ونحمد الله أنّه على رأس كلّ زمان يأتي فعلاً من يطوّر ويجدّد لما فيه مصلحة البلاد والشعب السعودي. ورؤية وليّ العهد جاءت في توقيتها الصحيح، في زمن تحتاج المملكة إلى هذا التغيير، الذي هو امتداد لحكم رشيد مستمرّ منذ عهد المؤسّس”.

وأضاف أنّ “التجديد ليس حاجة سعودية فقط، بل هو حاجة إنسانيّة تهمّ كلّ العالم. فهذا العالم وما يشهده من تطوّر في علم التقنيّات والاتّصال، لم يعد فقط قرية صغيرة، كما شُبّه أخيراً، بل أصبح أشبه بغرفة صغيرة واحدة. علينا أن نكون جميعاً مشاركين في هذا التحدّي لمواجهة كلّ الظروف التي نعيشها. فالتغيير هو الطريق الوحيد لإحداث فارق، والسير في هذه الطريق يحتاج إلى صبر وعزيمة ورجال أشدّاء مع وليّ العهد. رجال يقدّرون هذه الرؤية وهذه القيمة الكبيرة التي يحملها وليّ العهد، حفظه الله، في فكره ونظرته”.

ما شهده المجتمع السعودي من تطوير وتغيير أخيراً بدا لافتاً في الطريقة التي حصل بها، وفي تقبّل المجتمع السعودي لهذه التغييرات بكلّ تأييد وبصورة حضارية جميلة لطيفة من دون أيّ توتّر أو عنف

ويدلّل على أهمية كلام وليّ العهد بـ”التفاعل الدولي الإيجابي مع ما طرحه، ما يؤكّد تاريخيّته وأهميّته. فالأمير لم يترك في الشأن الخارجي والداخلي أيّ نقطة إلا وتناولها. وكان واضحاً وضوح الشمس في تقديم رؤية المملكة العربية السعودية لعلاقاتها مع الآخرين، أصدقاء وغير أصدقاء، قريبين أو بعيدين، فأرسى قواعد في العلاقات الخارجيّة واضحةً جداً تستند بدايةً إلى مصلحة المملكة وشعبها. ومصلحة المملكة هي في إرساء السلام والاستقرار الدوليين. فتطوّر ورخاء أيّ جارٍ هو مفيدٌ للمملكة ومصالحها. ولم يتردّد في توضيح كلّ هذه الحقائق مع القريب والبعيد. فتحدّث بوضوح تامّ وبعقليّة متنوّرة، سواء في علاقته مع الأصدقاء أو مع كلّ دول العالم. وأوضح للجميع أنّ المملكة كانت وما تزال وستبقى حريصةً على أن تكون علاقاتها مع الجميع طيّبة وجيّدة. ودورنا في مجموعة العشرين يقوم على ذلك. وهذا الدور في هذه المؤسّسة الدوليّة المهمّة ليس بالشيء البسيط”.

إقرأ أيضاً: محمد بن سلمان: تحقيق المصالح بدرء مفاسد التطرّف

الوزير خوجه ختم بالدعوة إلى أن “يحفظ اللهُ خادمَ الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وأن يحفظ وليّ العهد الأمير محمّد بن سلمان، وأن يُجهّز له الرجال المخلصين الأشدّاء القادرين على تحقيق رؤيته بتسلّحهم بالصبر والعزيمة، وأن يكون لديه الفريق الذي يستطيع أن يجاري هذه الرؤية وهذا الطموح وهذه الأفكار الساطعة، التي نحن المجتمع السعودي بدايةً، والمجتمع العربي والإسلامي، بحاجة إليها”.

إقرأ أيضاً

الغداء الرئاسي الفرنسي؟

ثلاثة عناوين تركّز عليها فرنسا لإعادة تجديد دورها على الساحة اللبنانية. تستعيد باريس نشاطها بعد تيقّنها من أنّ المسار الذي انتهجته منذ عام 2020 لم…

اللاءات الأربع للحزب تفرمل الخماسية..

في مقابل الحراك الدولي والداخلي الناشط بكلّ الاتّجاهات، جنوباً ورئاسيّاً ونزوحاً سوريّاً، تؤكّد أوساط مطّلعة لـ “أساس” أنّ تحرّكات الدول المعنيّة بخفض التصعيد على الحدود…

إيران وإسرائيل: نتّجه لحرب استنزاف طويلة بالمنطقة

بين ردّ إيران الضخم على قصف القنصلية الإيرانية في سوريا، وردّ إسرائيلي محدود على الردّ الإيراني. تتّجه المنطقة كلّها، بحسب مصادر مطّلعة على أجواء قوى…

ليلة قصف إسرائيل: هل تقرّر أميركا إسقاط نظام إيران؟

بين عامَي 2023 و2024 وقعت أحداث ستشكّل تحوّلات كبيرة في تحالفات المنطقة وخريطتها الجيوسياسية. منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023) وتنفيذ حماس عملية “طوفان الأقصى”….