آخر مسابقات سوريا الأسد: تحدّي أسبوع بلا سكّر…

آخر مسابقات سوريا الأسد: تحدّي أسبوع بلا سكّر…

مدة القراءة 4 د.

1- عِلْم تفسير الطوابير

يتفنَّن مسؤولو النظام في دمشق بتقديم أغرب النظريات لانتشار الطوابير في سوريا.

بحسب نائب محافظ دمشق، أحمد نابلسي، لا يوجد أيّ نقص في مادَّة البنزين، لكنَّ “الحالة النفسية للناس تلعب دورًا في زيادة الازدحام”!

مدير مخابز دمشق، نائل اسمندر، سبق له أن فسَّر سبب انتشار الطوابير أمام الأفران بالقول: “لأنّ ثقافة الدور غير موجودة في بلادنا”!

أمَّا المدير العام لـ”السوريَّة للمخابز”، زياد هزَّاع، فعزا المسألة إلى رداءة الخبز في بعض الأفران، ما يُسبّب ازدحامًا لدى الأفران التي تُنتج خبزًا جيدًا!

لو ترجمنا التصاريح (النظريات) أعلاه، وجميعها منشورٌ في جريدة “الوطن” شبه الرسمية، إلى لغةٍ أكثر وضوحًا، فسنجد الآتي: لا يوجد أزمة معيشية في سوريا، بل أزمة نفسية لدى السوريين!

بحسب نائب محافظ دمشق، أحمد نابلسي، لا يوجد أيّ نقص في مادَّة البنزين، لكنَّ “الحالة النفسية للناس تلعب دورًا في زيادة الازدحام”!

السوري الجائع يتوهَّم الجوع، والسوري المرتعش يتوهَّم البرد، والطوابير الكيلومتريَّة صنعها الوهم. فالكارثة المعيشية في سوريا، مجرَّد تهيُّؤات واشتباهات وسوء فهم، ولا يمكن أن تكون سوى لغزٍ لا يحتاج إلّا لتقديم بعض النظريات التي باتَ جمعُها كافيًا للتأسيس لعِلْمٍ جديدٍ هو علْم تفسير الطوابير.

 

2- “تحدّي أسبوع بلا سكَّر”

على طريقة المشعوذين، تحاول الوزارات في حكومة الأسد أن “تفزع” لنجدة بعضها بعضًا!

وآخر الشعوذات، قيام وزارة الصحَّة بنجدة وزارة التموين العاجزة عن تأمين مادَّة السكَّر، عبر إطلاق “تحدِّي أسبوع بلا سكَّر”!!

فبدل أن تقوم وزارة التموين بتأمين مادَّة السكَّر، التي حُوِّلت من مادَّةٍ غذائيةٍ إلى حلمٍ بعيد المنال للمواطن السوري… فإذا بوزارة الصحَّة تخرج علينا بهذا “التحدّي” الذي تُدرِجه ضمن “النشاطات التوعوية للوصول إلى مجتمع صحّي”!

ولولا أنَّ وزارة الصحَّة هي التي نشرت تفاصيل “التحدّي” عبر مُعرِّفاتها الرسمية، لشكَّ بعضُنا بأنها مجرَّد فبركة ساخرة.

فمثل هذا “التحدّي” يترتَّب إطلاقُه على الحكومات المتحضِّرة التي تُعاني شعوبها مضارّ السكَّر والسُّمنة، وليس على الحكومة التي لم يذق شعبُها طعم السكَّر منذ شهور بسبب انقطاعه من الأسواق!

إنَّ حكومة الأسد، بهذا “التحدّي” “الترفيهي” المستفزّ، تُقدِّم مثالًا لا يُضاهى عن نظرتها الدونيَّة للقدرات العقلية التي يتمتَّع بها السوريون الذين يعيشون في مناطقها، والذين -بالمناسبة- لم “يُوفِّروها” من تعليقاتهم الساخرة، حين راحوا يطلقون تحدِّيات مماثلة: “تحدّي شهر بلا خبز” و”تحدّي شهر بلا كهرباء”، في حين أطلقت وزارة الأوقاف حملة بعنوان “صوموا تصحّوا” تضامنًا مع حملة وزار الصحة.

 

3- المزاح بالمأساة

يمزح مسؤولو النظام، وإعلاميُّوه، بالمأساة السورية، ويطلقون النكات حولها.

قبل سنتَيْن، وفي معرض ردِّه على الذين يقولون بأنَّ الشعب السوري جائع، قال وزير المالية مأمون حمدان ساخرًا مازحًا: “أنا كتير بجوع، لأنو ما عندي وقت لآكل”!

بدل أن تقوم وزارة التموين بتأمين مادَّة السكَّر، التي حُوَّلت من مادَّةٍ غذائيةٍ إلى حلمٍ بعيد المنال للمواطن السوري… فإذا بوزارة الصحَّة تخرج علينا بهذا “التحدّي” الذي تُدرِجه ضمن “النشاطات التوعوية للوصول إلى مجتمع صحّي”

الأسد نفسه مازح أحد محاوريه بمجزرة الكيمياوي، حين قال في مقابلة له مع جريدة “الأخبار” (14 تشرين الأول 2013)، بأنه يستحقّ نيل “جائزة نوبل للسلام” لأنه سلَّم الأسلحة الكيمياوية!

من كبيرها إلى صغيرها، لا تتورَّع هذه العصابة عن المزاح بالمأساة وتحويلها إلى مادَّة للضحك والهزء.

على الفضائية السورية الرسمية، مطلع سنة 2016، تبادلت المذيعة الضحكات مع إعلامي لبناني مؤيّد للأسد، وهو يشيد بـ”عبقرية” المخابرات الجوية وقائدها المجرم جميل حسن، على “اختراع” البرميل المتفجِّر بسبب “رخص ثمنه” وفاعليّته الكبيرة: “البرميل كلفته 100 دولار… فاعليّته أكثر من الصاروخ المجنَّح اللي حقّه 500 ألف دولار… كم برميل بالصاروخ المجنَّح إذا بدنا نحسبها؟”!

إقرأ أيضاً: الأسد: المشكلة في برامج الطبخ!

وهكذا يصبح القتل مادَّةً للتوفير الاقتصادي، وتصبح المجزرة بابًا لنيل الجوائز، والمجاعة فرصةً لإطلاق النكات!

عندما سقطت غوطة دمشق في يد جيش النظام، رُويَ بأنَّ أحد الضبَّاط مع جنوده، قاموا بتبديل الشواهد بين قبور الرجال وقبور النساء، مقهقهين وهم يتخيَّلون الزوجات يقرأنَ الفاتحة على قبور أزواجهنَّ (النساء)، والأزواج يقرأون الفاتحة على قبور زوجاتهنَّ (الرجال)!

 

إقرأ أيضاً

من يجرؤ على مواجهة الحزب.. قبل تدمير لبنان؟

تكمن المشكلة المزمنة التي يعاني منها لبنان في غياب المحاسبة، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بقضايا كبرى في مستوى دخول حرب مع إسرائيل بفتح جبهة جنوب…

لماذا لا يرى أتباع إيران الحقيقة؟

لو صدّقت إيران كذبتها فذلك من حقّها. غير أنّ حكاية الآخرين مع تلك الكذبة تستحقّ أن يتأمّلها المرء من غير أن يسبق تأمّلاته بأحكام جاهزة….

حسابات أنقرة في غزة بعد 200 يوم

بعد مرور 200 يوم على انفجار الوضع في قطاع غزة ما زالت سيناريوهات التهدئة والتصعيد في سباق مع الوقت. لو كان بمقدور لاعب إقليمي لوحده…

مقتدى الصدر في آخر استعراضاته المجّانيّة

لا يُلام مقتدى الصدر على استعراضاته المتكرّرة بل يقع اللوم على مَن يصدّق تلك الاستعراضات ويشارك فيها. وقد انخفض عدد مناصري الصدر بسبب ما أُصيبوا…