إيران ترضخ “نووياً”.. إذا أعلن بايدن رفع العقوبات بعد عام

نجمة بوزورغماهر (فاينانشل تايمز)

يبدو واضحاً في تعليق أحد كبار المسؤولين الإيرانيين في “فاينانشيال تايمز” أنّه مؤشر لا لبس فيه على استعداد طهران لإعادة التعامل مع الولايات المتحدة.

المتحدث محسن رضائي، وهو شخصية إيرانية محافظة بارزة، قاد الحرس الثوري الإيراني لمدة 16 عامًا ومرشح رئاسي محتمل، قال إن إيران ستكون مستعدة لاستئناف المحادثات بشأن الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى إذا قدمت “إشارة واضحة” بأن العقوبات ستُرفع في غضون عام: “بإمكان أميركا أن تعلن وتطمئننا بأن جميع العقوبات التي فُرضت بعد خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي لعام 2015) ستُرفع في أقل من عام، وتطلب منا التفاوض حول هذه العملية”.

سحب دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع القوى العالمية في عام 2018، وفرض أشد العقوبات على إيران، وسعت إدارته لتأمين صفقة جديدة تشمل سياسات إيران الإقليمية والعسكرية.

رضائي: “قد يكون لدى السيد بايدن بعض الرغبات، لكن لا يمكن أن تتحقق في هذه المجالات. تتمتع إيران أيضًا بموقع جيوسياسي مهم للغاية في المنطقة. لا يمكن معالجة أي قضية في المنطقة دون تدخل إيران”

ويستعد الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق بشرط أن تعود إيران، التي تراجعت عن معظم التزاماتها بموجب الاتفاق، إلى الامتثال الكامل.

لكن إيران أعلنت أنه يترتب على الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق النووي، دون قيد أو شرط، لأنها هي (أميركا) التي انسحبت منه.

وقال رضائي: “علينا أن نرى في كل شهر خلال المحادثات، أن بعض العقوبات التي تعتبر ملحة بالنسبة لنا، سيتم رفعها”، موضحا مطالب إيران الأكثر تفصيلا حتى الآن للعودة إلى المناقشات.

ويضيف: “على سبيل المثال، يجب رفع العقوبات على المعاملات المالية والقيود التي فرضتها البنوك الأوروبية في الشهر الأوّل. صادرات النفط هي أيضا من بين أهم أولوياتنا”.

وقال إنّ التحركات الأميركية الأخرى هي المساعدة في تحرير مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المحتجزة في البنوك الخارجية لتشجيعها على بدء المحادثات، واعتبر أنّها ستكون أقرب إلى تقديم “حلوى” إلى بلاده.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن “جميع قضايا السياسة الخارجية يتم نقلها فقط من خلال القنوات الرسمية” وأنّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف “هو المسؤول” بشكل واضح، لا السيد رضائي الذي لا يتحمل أي مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة” في هذا الصدد.

في الأسابيع الأخيرة، اتخذت جميع الأطراف خطوات لإظهار تصميمها على إيجاد مخرج. بعد اتفاق اللحظة الأخيرة مع الوكالة الدولية الذرية التابعة للأمم المتحدة، خففت إيران من تأثير قرارها بوقف عمليات التفتيش المفاجئة لمدة ثلاثة أشهر. ولم تقدم الدول الأوروبية هذا الأسبوع قرارًا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كان من المفترض أن ينتقد طهران لخرقها للاتفاق النووي. قالت الولايات المتحدة إنّها ستكون مستعدّة للقاء إيران في شكل ينظّمه الاتحاد الأوروبي، كمنسّق للجنة المشتركة لخطة العمل المشتركة الشاملة.

أكد رضائي: “هناك صوت واحد يحمل قرار إيران، صوت المرشد الأعلى. وهذا ما حدث خلال المحادثات النووية 2013-2015”

وقال رضائي إن إيران ستستخدم “نواقصها العديدة في إطار حقوقنا والمعايير الدولية لجعل الولايات المتحدة تتراجع وترفع العقوبات”، مضيفًا أن إيران “لن تتقدم خطوة إلى الأمام طالما أنّنا لا نرى أي إجراءات من جانب الأمريكيين، وكذلك طالما لا يوجد بناء ثقة”.

وأضاف: “برنامجنا النووي سيمضي قدمًا. ففي حين كانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية تريد المزيد من الاتفاقات للحدّ من برنامج إيران الصاروخي ودورها في الصراعات الإقليمية، فقد قاومت طهران دائمًا هذا الضغط”.

وتابع رضائي: “قد يكون لدى السيد بايدن بعض الرغبات، لكن لا يمكن أن تتحقق في هذه المجالات. تتمتع إيران أيضًا بموقع جيوسياسي مهم للغاية في المنطقة. لا يمكن معالجة أي قضية في المنطقة دون تدخل إيران. كذلك، لا ترى إيران أي سبب لعدم تطوير أسلحة دفاعية ضمن سياساتنا الدفاعية المشروعة التي تستثني القنابل الذرية والأسلحة لأنها غير مقبولة لدينا”.

ولدى سؤاله عما إذا كانت الدولة تعتزم توسيع النطاق الحالي للصواريخ الباليستية، أضاف: “نحن نلتزم هذه القيود (الحفاظ على مدى الصواريخ الباليستية لحد 2000 كيلومتر) في الوقت الحالي طالما أنّ أعداءنا لا يطورون صواريخ تتجاوز هذا النطاق لضربنا”.

وكان محسن رضائي  (66 سنة)، أصبح سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي يصوغ السياسات الكلية للبلاد ليوافق عليها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وتنحّى عن منصبه كرئيس للحرس في عام 1997. وعلى غير العادة، سُمح له بالعودة إلى الجيش منذ سبع سنوات ولا يزال يرتدي زيّه الرسمي في المناسبات الخاصة.

مع استعداد الرئيس الوسطي حسن روحاني التنحّي هذا العام بعد ولايتين، اشتدّ الصراع على السلطة بين المتشدّدين. ويُرجح أن يكون رضائي، الذي ترشّح للرئاسة مرّتين في السابق، مرشّحًا متشدّدًا للرئاسة. ولدى سؤاله عن الرئاسة، قال إنّه لم يتّخذ قرارًا بعد.

وأعربت القوى المؤيدة للإصلاح، عن قلقها من قيام شخصيات عسكرية باحتلال أحد أرفع المناصب في الدولة.

وسأل رضائي: “ما الخطأ إذا وصلت الشخصيات العسكرية إلى السلطة (الرئاسة) من خلال الوسائل الديمقراطية؟”، مشيرا إلى شارل ديغول الفرنسي، والأميركي دوايت أيزنهاور.

وأضاف: “لقد توصّل الإيرانيون إلى نتيجة مفادها أنهم بحاجة إلى حكومة قوية وفعالة ومسؤولة تخضع للمساءلة. هذه الميزات أقوى في الشخصيات المخضرمة والعسكرية من غيرها”.

ورفض التكهنات القائلة بأنّ المتشدّدين قد يؤجلون التعامل مع الولايات المتحدة إلى ما بعد الانتخابات. وقال إن توقيت المحادثات يعتمد على “المصالح الوطنية” للبلاد، مؤكّدًا أنّ المرشد الأعلى هو الذي حدّد سياسة التفاوض.

إقرأ أيضاً: الاستسلام الأميركي لإيران ليس خيارا..

وأكد رضائي: “هناك صوت واحد يحمل قرار إيران، صوت المرشد الأعلى. وهذا ما حدث خلال المحادثات النووية 2013-2015.”

وتجاهل رضائي تأثير العقوبات على بلد يكافح التضخم المرتفع والركود وقال إن إيران يجب أن تعطي الأولوية لاقتصادها: “لا مبرّر لنا في مساعدة العراق وسوريا أمنيًا، ومن ثم رؤية الدول الأخرى تجني فوائد اقتصادية”.

وقال إن البضائع إيرانية الصنع يجب أن يكون لها وجود قوي في المنطقة.

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا

إقرأ أيضاً

هل يزور البخاري فرنجية قريباً؟

يلتقي سفراء اللجنة الخماسية الرئيس نبيه برّي مجدّداً بداية الأسبوع المقبل لوضعه في حصيلة اللقاءات مع القوى السياسية. بعد ذلك، لا “برمة” جديدة لممثّلي واشنطن…

لقاءات الخماسية: بحث عن رئيس.. في كومة قشّ الخصومات

عادت اللجنة الخماسية إلى الساحة اللبنانية، لكنّ عودتها كانت قد سبقتها اجتماعات في واشنطن بين الأميركيين والفرنسيين. وعلى أساس توزيع الأدوار والتنسيق في معالجة الملفّات…

الكويت بين “هارفرد” و”إيلينوي”… الصِّدام الحتميّ

يقول التاريخ الكويتي إنّ رئيس الوزراء الذي يذهب لا يعود. أي أنّه يرأس حكومات متتالية ثمّ يمضي من دون أن يأتي مرّة جديدة على رأس…

“سابقة موريس سليم”: الطعن بتعيين رئيس الأركان!

 سجّل وزير الدفاع موريس سليم سابقة لم تعرفها حكومات ما قبل الطائف ولا بعده من خلال الطعن أمام مجلس شورى الدولة بقرار تعيين رئيس الأركان…