رجل بايدن في الشرق الأوسط “بولدوزر”: يكره إيران والأسد وأردوغان.. ويحبّ السعودية

2021-01-14

رجل بايدن في الشرق الأوسط “بولدوزر”: يكره إيران والأسد وأردوغان.. ويحبّ السعودية

مدة القراءة 5 د.

إن ينسى الشرق الأوسط مشاهد كثيرة فهذا طبيعي، إلّا أنّ صورة وزير الدّولة لشؤون الخليج العربي في الخارجية السّعودية متأبّطاً ذراع المبعوث الأميركي الخاص لدى التحالف الدّولي بيرت ماكغورك، لا تنسى. يوم كانا يجولان كتفًا إلى كتِف في مدينة عين عيسى، إحدى أبرز معاقل القوّات الكردية في الشّمال السّوري، على الحدود السورية التركية.

هو مشهدٌ راسخٌ منذ عام 2016. وهي صورة تعلن علاقة “الغرام” الأميركي السّعودي والقلق الإيراني والتّركي. والخبر المؤلم لخصوم السعودية، أنّ هذه الصورة قد تتكرّر مع عودة بيرت ماكغورك إلى المنطقة من أوسع الأبواب، بعد أن اختاره الرئيس المُنتخب جو بايدن كمنسّقٍ للشّرق الأوسط وشمال أفريقيا في البيت الأبيض.

ماكغورك الـ”Bulldozer” ذو الـ47 عامًا، لم ينل لقبه عن عبث. فرجل المهمّات الصّعبة الذي اختاره أوباما للإشراف على إجلاء 1500 موظّفٍ من السّفارة الأميركية في بغداد مع اجتياح داعش عام 2014، و”مُدمن العمل” – كما يصفه عارفوه – شكّل تحالفًا من 62 دولة لمحاربة التنظيم الإرهابي. وسيترك حتمًا فارقًا كبيرًا بين سياسة دوناد ترامب التي توصد أبوابها بعد أيّام، ليفتح جو بايدن أبواب سياسته الخارجيّة ومن ضمنها تعقيدات الشّرق الأوسط.

هو مشهدٌ راسخٌ منذ عام 2016. وهي صورة تعلن علاقة “الغرام” الأميركي السّعودي والقلق الإيراني والتّركي. والخبر المؤلم لخصوم السعودية، أنّ هذه الصورة قد تتكرّر مع عودة بيرت ماكغورك إلى المنطقة من أوسع الأبواب

لا يَخفى على بايدن أهمّية المنصب وحساسيّة ملفّاته المُربِكَة. فالجواب على طريقة تعامله مع عُقَدِ الشّرق الأوسط جاءت إجابتها باختياره ماكغورك. الدّيمقراطيّ القديم العارف بأدقّ تفاصيل المنطقة وتركيباتها، والذي أيّد إرسال 14 ألف جندي أميركي إلى الشّرق الأوسط لدعم حلفاء الولايات المُتحدة ومواجهة الخطر الإيرانيّ رُغمَ مُعارضته للرئيس دونالد ترامب. يُدركُ الدّبلوماسي الأميركي جيّدًا حجم الخطر الآتي من بلاد فارس، ويحاول جهده إعادة طهران إلى طاولة التفاوض بشروط سيحدّدها الرئيس بايدن. وهذا ما يجعل إيران تترقّب ما سيؤول إليه التعيين.

إن كانت طهران تعلم جيّدًا شخصيّة ماكغورك الذي تفاوضت معه عام 2016 للإفراج عن 4 معتقلين أميركيين من سجونها، إلا أنّ تركيا لا ترى في التعيين مؤشّرًا إيجابيًا ولا فأل خيرٍ في علاقتها المُعقّدة أصلًا مع واشنطن. فالدّبلوماسي الذي عَمَل مع جورج بوش الابن كمساعدٍ خاص ومديرٍ أوّل لشؤون الشّرق الأدنى في مجلس الأمن القومي، ومع أوباما كنائب لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشّرق الأدنى، ومع ترامب كمبعوث لدى التحالف الدولي لمحاربة داعش، هو رجلٌ مشهورٌ بمواقفه الحادّة من الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان. ولطالما اتهمه بعرقلة مهمّته في قتال تنظيم داعش واعتراضه على توسّعه في سوريا وتقرّبه من روسيا وسعيه الدائم لاستراضاء حركة “حماس” معتبرًا إيّاه “عقبة سياسيّة”.

إضافةً لانتقاده لأردوغان، يدعم ماكغورك بشكلٍ علني وواضح قوّات سوريا الديمقراطيّة ذات الغالبية الكُرديّة والتي تنظر إليها تركيا كمنظمة “إرهابيّة”.

إن كانت طهران تعلم جيّدًا شخصيّة ماكغورك الذي تفاوضت معه عام 2016 للإفراج عن 4 معتقلين أميركيين من سجونها، إلا أنّ تركيا لا ترى في التعيين مؤشّرًا إيجابيًا ولا فأل خيرٍ في علاقتها المُعقّدة أصلًا مع واشنطن

دعم ماكغورك للأكراد لم يقف عند حدّ الكلام، إذ بادر لدعم الحكومة الانتقالية في شمال شرق سوريا، ثمّ اختار إعلان استقالته من منصبه كمبعوث لدى التحالف الدّولي لقتال داعش عام 2019، بعد أن أعطى ترامب الضّوء الأخضر لأردوغان للبدء بعمليّة عسكريّة ضد الأكراد شرق سوريا، ولإدراكه حجم تأثير انسحاب الجنود الأميركيين من المنطقة والذي كان يسعى إليه ترامب.

إقرأ أيضاً: بيرنز على رأس CIA: ديبلوماسي عمل مع 5 رؤساء يقود أمن أميركا

لا تخلو مسيرة “الرّجل الذي لا ينام حتّى إنجاز المهمّة”، من انتقادات سببها سياسات دعمها في سوريا والعراق. ومنها دعمه رئيس الوزراء العراقي السّابق نوري المالكي خلال ولايتي بوش وأوباما، والذي لعبت سياسته الطائفية دورًا في إرساء أسباب ظهور “داعش” الذي اجتاح الموصل في 2014. لينقلب معها ماكغورك على المالكي ويتحوّل إلى أبرز دُعاة إقصائه بعد استفادة الميليشيات المدعومة من طهران من الانهيار الذي شهده العراق يومها.

كلّ دول الشّرق الأوسط تنتظر أداء ماكغورك، وفلسطين بدورها تترقّب تنفيذ الرئيس المُنتخَب وعودَه الانتخابيّة بالعودة إلى حلّ الدولتين ورفضه سياسة الضّمّ التي يتّبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. هذه الوعود ستنكشف جديّتها خلال العمل الذي سينجزه ماكغورك. فهو سيسعى لإعادة العلاقة بين رام الله وواشنطن بعد أن قطعها ترامب بما عُرِفَ بخطّته للسّلام، وطبعًا دون العودة إلى ما قبل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

إنّه رجل أقسى من ترامب بالنسبة إلى تركيا والأسد وإيران… وسيكون أحد الأيادي القويّة ضدّ هؤلاء خلال السنوات الأربعة المقبلة.

إقرأ أيضاً

فيصل القاسم “لامس” 22 مليون عربي.. بحكاية فقره وجوعه؟

أحدثت إطلالة الإعلامي الشهير فيصل القاسم، عبر حلقة من برنامج بودكاست “ضيف شعيب”، ضجّة كبيرة على منصّات التواصل الاجتماعي، وحصدت أرقاماً قياسية في عدد المشاهدات….

هل تمرّ رئاسة الجمهوريّة من “خُرم” البلديّات؟

لا مشكلة نصاب في جلسة التمديد الثالث للبلديّات اليوم. تكتّل “لبنان القويّ” برئاسة جبران باسيل وكتلة “اللقاء الديمقراطي” برئاسة تيمور جنبلاط وعدد من النواب قاموا…

الغداء الرئاسي الفرنسي؟

ثلاثة عناوين تركّز عليها فرنسا لإعادة تجديد دورها على الساحة اللبنانية. تستعيد باريس نشاطها بعد تيقّنها من أنّ المسار الذي انتهجته منذ عام 2020 لم…

اللاءات الأربع للحزب تفرمل الخماسية..

في مقابل الحراك الدولي والداخلي الناشط بكلّ الاتّجاهات، جنوباً ورئاسيّاً ونزوحاً سوريّاً، تؤكّد أوساط مطّلعة لـ “أساس” أنّ تحرّكات الدول المعنيّة بخفض التصعيد على الحدود…