فارس سعيد لـ”أساس”: يعدّون لمؤتمر تأسيسي… فلنؤكد على استقالة عون


بما يشبه كرة الثلج تتلاحق المواقف الوازنة التي تدعو رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الاستقالة.

قبل شهور، رمى أحدهم حجراً في مستنقع المياه الراكدة، وها هي اليوم الدوائر تتّسع، ما يشير إلى أنّ هناك تحضيراً لموجة عاتية في وجه ساكن قصر بعبدا الذي يعيد اليوم إلى الأذهان تجربته في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، عندما استوطن القصر رئيساً للحكومة العسكرية فلم يجلب للقصر وللبنان سوى الخراب، تماماً كما هو فاعل اليوم.

الدكتور فارس سعيد هو من ألقى بالحجر. فهو من موقعه على رأس لقاء “سيدة الجبل” وكمؤسس لـ”حركة المبادرة الوطنية”، امتداداً لتجربة عميقة في الأمانة العامة لـ14 آذار، أطلّ قبل أسابيع على قضية استقالة الرئيس عون من زاوية مميّزة تربط بين الدعوة إلى رفع الوصاية الإيرانية عن لبنان وبين الدعوة إلى استقالة رئيس الجمهورية.

مشهد اليوم لا يأخذ المنحى نفسه للدعوة الأصلية. لكن على الرغم من التمايزات التي أخذت طريقها إلى مواقف وازنة على هذا الصعيد، فإنّها تؤدّي إلى هدف واحد. فخلال الأسبوع الماضي وحده كانت هناك هناك مواقف مهمة في سياق التصويب على الرئيس عون:

– رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع  اعتبر في نهاية الاسبوع أنّه “لو كنتُ مكان رئيس الجمهورية ميشال عون لاستقلت، وعلى كلّ المجموعة الحاكمة التنحّي”.

– كلام رئيس حزب “القوّات اللبنانية” جاء بعد ثمانٍ وأربعين ساعة من دعوة مماثلة إلى استقالة رئيس الجمهورية صدرت عن زعيم مسيحي آخر هو النائب السابق سليمان فرنجيّة الحليف لحزب الله، وذلك خلال مقابلة في برنامج “صار الوقت” الخميس الماضي عبر قناة “mtv” للزميل مارسيل غانم. ومما قاله زعيم تيار “المردة” في سياق المقابلة: “أنا مستعدّ لأيّ مناظرة مع أي اسم مفترض لرئاسة الجمهورية أو اسم مطروح، هذا إذا حصلت انتخابات رئاسية”.

الدكتور فارس سعيد هو من ألقى بالحجر. فهو من موقعه على رأس لقاء “سيدة الجبل” وكمؤسس لـ”حركة المبادرة الوطنية”، امتداداً لتجربة عميقة في الأمانة العامة لـ14 آذار، أطلّ قبل أسابيع على قضية استقالة الرئيس عون من زاوية مميّزة تربط بين الدعوة إلى رفع الوصاية الإيرانية عن لبنان وبين الدعوة إلى استقالة رئيس الجمهورية

– النائب المستقيل مروان حمادة، وفي حديث إذاعي قبل أيام قال إنّ “الحلّ هو في التغيير الجذري لهذه المنظومة السياسية الفاسدة. رئاسة الحكومة غير مستقلّة ورئاسة الجمهورية منحازة إلى سياسة البلاط والمطلوب تغيير العقلية”. وطالب الرئيس عون بـ”العودة إلى الرابية” (مقرّ إقامة عون قبل انتخابه رئيساً).

– وفي ختام الاسبوع، وعلى طريقة “بحكيلك يا جارة تتسمعي يا كنّة”، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في عظة الأحد  إنّ “الوضع في لبنان لن يستقيم إلا عندما تصبح المراكز التي يتولّاها اللبنانيون تخصّ الوطن بأسره… القامات والرجالات ينسحبون بعزّة وكرامة وهدوء عندما يقترفون خطأ، من دون تشويش على القضاء أو خروج على القانون”.

– في سياق متّصل، لا بد من التوقّف عند البيان الذي أصدرته في الثامن من الشهر الجاري  مجموعة شخصيات مارونية دعت خلاله الرئيس عون إلى الاستقالة، باعتبار أنّه “لا يليق بالموارنة في لبنان، قبل غيرهم، أنّ يسكتوا عما آلت إليه رئاسة البلاد في عهد الجنرال ميشال عون”. وضمّت لائحة الموقّعين شخصيات منها على سبيل المثال لا الحصر: رئيس مجلس الشورى سابقاً شكري صادر، الكاتبة ندى صالح عنيد، المحامي شبلي ملّاط، الأستاذ المتقاعد في ستراسبورغ خليل حتّي،  العميد المتقاعد طنّوس معوّض، وهو اليوم مدير “شركة دراسات الشرق الأوسط”، الطبيبة ريتا شدياق، سيرجيو خليل، وهو مدير “معهد الدراسات اللبنانية في بوينس آيرس”، وغيرهم من سيّدات ورجال في عالم المهن الحرّة والأكاديميا.

الدكتور سعيد، وهو أيضاً من بين الموقّعين على هذا البيان، وصف المواقف المتلاحقة حالياً والداعية إلى استقالة رئيس الجمهورية، بأنّها تندرج ضمن “عملية تراكم” مستمرّة كي يُبنى عليها لاحقاً. وشدّد على أنّ الدعوة التي أطلقها على هذا الصعيد متصلة بقضية أوسع وأشمل هي المطالبة بـ”رفع وصاية إيران  عن لبنان”. وقال: “كل من يريد إصلاح أوضاع لبنان، عليه أن يطالب باستقالة رئيس الجمهورية“.

لا بد من التوقّف عند البيان الذي أصدرته في الثامن من الشهر الجاري مجموعة شخصيات مارونية دعت خلاله الرئيس عون إلى الاستقالة، باعتبار أنّه “لا يليق بالموارنة في لبنان، قبل غيرهم، أنّ يسكتوا عما آلت إليه رئاسة البلاد في عهد الجنرال ميشال عون”

مسألة أخرى أشار إليها الدكتور سعيد، قائلاً: “إنّهم يعدّون لمؤتمر تأسيسي من أجل إسقاط اتفاق الطائف الذي يمثّل الركيزة الأساسية لاستقلال لبنان وسيادته واستقراره. ولا يمكن عرقلة هذا المخطّط إلا بإسقاط رئيس الجمهورية الذي أتت به الوصاية الإيرانية”.

واعتبر سعيد أنّ الدعوة إلى المؤتمر التأسيسي الذي سبق للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أنّ دعا إلى عقده، مرّت على لسان النائب السابق سليمان فرنجية في مقابلته التلفزيونية الأخيرة. وفي المقال الذي كتبه المستشار الرئاسي سليم جريصاتي ونشرته “النهار”. وفيه طلب وضع حدّ للمهلة المُعطاة لرئيس الحكومة المكلف كيّ يؤلف الحكومة، وهو تفصيل لم يرد ذكره في الدستور.

إقرأ أيضاً: من حاول شيطنة زيارة فارس سعيد: الحزب محمياً في طرابلس

لم يأتِ مقال جريصاتي من فراغ، ومثله كلام فرنجية. وفي ظل انسداد الآفاق داخلياً على كل المستويات يصبح الحذر الذي أبداه فارس سعيد، حيال العودة إلى قضية القفز فوق الدستور وكمقدمة للذهاب إلى مؤتمر تأسيسي لطالما سعى إليه زعيم حزب الله، أكثر من واجب.

وفي آخر تغريداته على تويتر كتب سعيد :”بوضوح، الحلف الثلاثي حزب الله – التيار العوني – نظام الأسد، لن يفرجوا عن حكومة قبل إنهاء الطائف وإقناع اللبنانيين أنّ الأزمة هي أزمة نظام سياسي. بوضوح: معركتنا هي التطبيق الحرفي للطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية”.

عندما يقول سعيد: “إنّهم يعدّون لمؤتمر تأسيسي فلنعدّ لاستقالة عون”، يصبح هذا القول شديد الوضوح في سياق انسداد أفق تشكيل الحكومة.

إقرأ أيضاً

لبنان أمام خيارين: الحرب.. أو جنوب الليطاني “معزول السلاح”

ستّة عشر شهيداً سقطوا في أقلّ من أربع وعشرين ساعة في جنوب لبنان. هي الحصيلة الأكثر دموية منذ بداية الحرب. ليس هذا الخبر سوى مؤشّر…

حين “يَعلَق” موكب ميقاتي بعجقة السير!

تتّسع دائرة الجفاء والتباعد على خطّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام المولوي والمدير العامّ لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. آخر الأخبار تؤكّد…

انتخابات روسيا: المسلمون واليهود صوّتوا لبوتين.. لماذا؟

حقّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية الروسية التي أُجريت بين 14 و17 آذار الجاري. وإذا كان الغرب، وعلى رأسه أميركا، قد…

حلفاء “المحور” في لبنان… يخططون لـ”ما بعد طوفان الأقصى”

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت في الأسبوع الفائت إنعقاد لقاء لقوى ومنظمات حزبية من محور الممانعة، منها قيادات في الحزب والجماعة الإسلامية وحركة حماس، وذلك بهدف…