الورشة مستمرة: تحالفات الحزب بين الثابت والمتغيّر


تستمرّ الورشة السياسية والتنظيمية داخل حزب الله لتقييم كلّ التطوّرات السياسية داخلياً وخارجياً في ظلّ تصاعد المتغيّرات الإقليمية والدولية، وتصاعد العقوبات الأميركية على قياديي الحزب وحلفائه، وبعد مرور عام على الحراك الشعبي وما أحدثه من تغيّرات داخلية، وصولاً لعودة الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة الجديدة.

إقرأ أيضاً: الحزب وتشكيل الحكومة: قبل الإنتخابات الأميركية أو بعدها؟

تتمحور النقاشات والحوارات داخل حزب الله وفي الأجواء القريبة منه حول العديد من المحاور، ومنها:

أولاً: تقييم تحالفات وعلاقات الحزب مع كلّ القوى السياسية والحزبية وكلّ المجموعات التي تعاون معها الحزب خلال السنوات الماضية. وينطلق هذا التقييم حول طبيعة هذه التحالفات، وماهو الثابت فيها والمتغيّر، وإلى أين أدّت هذه التحالفات والعلاقات؟ وما هي أسباب تخلّي بعض الحلفاء عن العلاقة مع الحزب وانتهاجهم سياسات جديدة؟ وما هو مستقبل هذه التحالفات في المرحلة المقبلة على ضوء المتغيّرات الداخلية والخارجية؟

ثانياً: أيّ دور للحزب على الصعيد الإقليمي في ظلّ التطوّرات المتسارعة في كلّ الساحات التي كان للحزب دور فاعل ومؤثّر فيها خلال السنوات العشر الماضية؟ وكيف يمكن مواجهة التحالفات الإقليمية الجديدة بعد تصاعد العلاقات التطبيعية والتحالفية بين عدد من الدول العربية والكيان الصهيوني؟

الورشة التنظيمية والسياسية والفكرية داخل حزب الله مستمرّة، وفي ضوئها يتمّ اتخاذ القرارات المناسبة. وهناك متغيّرات مهمّة يشهدها الحزب، وسيشهدها في المرحلة المقبلة

ثالثاً: آفاق الصراع مع العدو الصهيوني، وكلّ الاحتمالات الواردة في هذا الصراع، سواء كانت حرباً أمنية أو عسكرية أو معركة الوعي والحرب الناعمة، التي تصاعدت خلال السنوات الأخيرة، وكان لها دور مهم في هذا الصراع.

رابعاً: مستقبل العلاقات الإسلامية – الإسلامية والعلاقات الإسلامية – المسيحية بعد أحداث السنوات الأخيرة. ومع الاطمئنان لدى قيادة الحزب لتراجع أجواء الإحتقان المذهبي السني – الشيعي، فإنّ العلاقات مع المسيحيين تأخذ اهتماماً كبيراً خلال هذه المرحلة في ظلّ تصاعد التوترات السياسية والمحلية، وبروز اتجاهات جديدة على الصعيد المسيحي تستحق الاهتمام والمتابعة.

خامساً: التغيّرات المجتمعية، وبروز دور مؤسسات المجتمع المدني، وزيادة فاعلية التيارات غير الحزبية، وتوسّع دورها السياسي والإعلامي والشعبي. وكلّ ذلك يستحقّ المزيد من المتابعة، والاهتمام، والتواصل، والتفاعل، إضافة إلى الأوضاع الاجتماعية والمشكلات الجديدة بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وتزايد دور مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبح لها تأثير وفاعلية على صعيد المجتمع، ما دفع الحزب ليوليها اهتماماً بارزاً في السنوات الأخيرة.

سادساً: الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وقد أصبح هذا الملف من أولويات قيادة الحزب وكافة مؤسساته وهيئاته القيادية والمناطقية. وقد وضعت خطط عديدة لمواجهة هذه الأوضاع، وأُطلقت الكثير من المبادرات والأنشطة لمواجهة الضغوط والعقوبات، وإن كانت الأولوية تفعيل دور مؤسسات الدولة كي تقوم بواجباتها في كافة المجالات.

تهتمّ مراكز الدراسات في الحزب بالتطوّرات والمتعيّرات الدولية، وهي تصدر تقارير دورية حول ما يجري على الصعيد العالمي، كما تعقد لقاءات داخلية لتقييم كلّ التطوّرات والأحداث وكيفية التعاطي معها

سابعاً: مستقبل النظام السياسي في لبنان وكيفية تطوير هذا النظام في ضوء كلّ الطروحات التي شهدتها الساحة السياسية اللبنانية مؤخراً. وعلى الرغم من أنّ قيادة الحزب لم تتبنَّ حتى الآن أيّ أطروحة محدّدة باستناء العمل لاستكمال تطبيق الطائف ووضع قانون جديد للانتخابات على أساس غير طائفي ويعتمد النسبية. وهناك مواكبة للنقاشات الحاصلة كي يتمّ اتخاذ الموقف المطلوب في التوقيت المناسب.

ثامناً: التطوّرات والمتغيّرات الدولية، ولا سيما الانتخابات الأميركية والعلاقات على الصعيد الدولي، والتغيّرات الحاصلة على صعيد النظام العالمي، وتصاعد دور روسيا والصين وبعض القوى الإقليمية. وتهتمّ مراكز الدراسات في الحزب بهذه التطوّرات، وهي تصدر تقارير دورية حول ما يجري على الصعيد العالمي، كما تعقد لقاءات داخلية لتقييم كلّ التطوّرات والأحداث وكيفية التعاطي معها.

في الخلاصة، فإّن هذه الورشة التنظيمية والسياسية والفكرية داخل حزب الله مستمرّة، وفي ضوئها يتمّ اتخاذ القرارات المناسبة. وهناك متغيّرات مهمّة يشهدها الحزب، وسيشهدها في المرحلة المقبلة، وسيكون لها تأثير كبير على صعيد التحالفات والعلاقات مع كلّ القوى السياسية والحزبية، وكذلك حول دور حزب الله الإقليمي والدولي.

إقرأ أيضاً

هل يزور البخاري فرنجية قريباً؟

يلتقي سفراء اللجنة الخماسية الرئيس نبيه برّي مجدّداً بداية الأسبوع المقبل لوضعه في حصيلة اللقاءات مع القوى السياسية. بعد ذلك، لا “برمة” جديدة لممثّلي واشنطن…

لقاءات الخماسية: بحث عن رئيس.. في كومة قشّ الخصومات

عادت اللجنة الخماسية إلى الساحة اللبنانية، لكنّ عودتها كانت قد سبقتها اجتماعات في واشنطن بين الأميركيين والفرنسيين. وعلى أساس توزيع الأدوار والتنسيق في معالجة الملفّات…

الكويت بين “هارفرد” و”إيلينوي”… الصِّدام الحتميّ

يقول التاريخ الكويتي إنّ رئيس الوزراء الذي يذهب لا يعود. أي أنّه يرأس حكومات متتالية ثمّ يمضي من دون أن يأتي مرّة جديدة على رأس…

“سابقة موريس سليم”: الطعن بتعيين رئيس الأركان!

 سجّل وزير الدفاع موريس سليم سابقة لم تعرفها حكومات ما قبل الطائف ولا بعده من خلال الطعن أمام مجلس شورى الدولة بقرار تعيين رئيس الأركان…