موفد أميركي جديد في دمشق: هل يُفرج عن تايس قبل 3 تشرين الثاني؟


يبدو أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسعى جاهدة في اللحظات الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية للعب ورقة المخطوفين الأميركيين لتحصيل مكاسب انتخابية إضافية. إذ تشير معلومات خاصة بـ”أساس” إلى أنّ لقاءً جديدًا جمع يوم الاثنين الماضي رئيس جهاز الأمن الوطني السوري علي المملوك بموفد أميركي هو مساعد الرئيس الأميركي كاش باتيل والمبعوث الخاص لترامب لشؤون المخطوفين روجر كارستينس للبحث في قضية أوستن تايس.

إقرأ أيضاً: ابراهيم في واشنطن: المخطوف تايس مقابل تطبيع خليجي مع سوريا

وبحسب المعلومات التي حصل موقع “أساس”، فإنّ النظام السّوري لا يزال متمسكًا بالانسحاب الأميركي من شرق وشمال شرق سوريا بهدف بسط السيطرة على المناطق التي ترابط فيها القوات الكردية، إلا أنّ الجانب الأميركي لم يستسِغ الانسحاب من قاعدة التنف فقط، تاركًا بقية التفاصيل للبحث السريع. ويسعى الأميركيون إلى حلحلة قضية المخطوفين في سوريا في أسرع وقت ممكن قبل موعد الانتخابات الرئاسية.

يتوقّف المراقبون عند وصول شحنة وقود إيرانية إلى الموانئ السورية بحمولة تزيد عن 3 مليون ليتر من مادة المازوت، دون أيّ تعليق أميركي على الرغم من خرق البواخر لقانون “قيصر”، الذي يهدف إلى حصار النظام السوري اقتصاديًا

وأفادت المعلومات أنّ الأميركيين لعبوا أكثر من“Pass”  (تمريرة) خلال الأيّام القليلة الماضية للجانب السّوري، إذ وبحسب مصادر خاصّة بـ”أساس” استهدفت غارة أميركية بطائرة مسيّرة عشاءً لقيادات “تنظيم حرّاس الدّين” الفرع الأكثر تشدّدًا لتنظيم “القاعدة” في سوريا، وبعض قيادات “هيئة تحرير الشام”، كانوا مجتمعين في مزرعة مسؤول أمني في “تحرير الشام”  يدعى سامر سعاد، وقد قتل في الغارة والمسؤول الأمني الحالي للهيئة أحمد أبو حدود المُقرّب من أبو محمّد الجولاني، مع العلم أنّه لم يصدر بيان عن هيئة تحرير الشام حتى اللحظة بهذا الخصوص، وحمود سحارة المعروف بـ”حمود كنه” ويتزعّم تنظيم “كتائب  الفتح” برفقة المدعو أبو طلحة الحديدي الذي قُتل هو الآخر بالغارة، والمسؤول الأمني في “حرّاس الدّين” أبو حفص الأردني، بالإضافة إلى شخصيات متشدّدة من جنسيات غير سورية كانوا في خيمة “العشاء الأخير”.

وبالإضافة إلى الغارة على الشخصيات المتشدّدة، لفت المصدر إلى الغارة الرّوسية التي استهدفت “فيلق الشام” الموالي لتركيا في إدلب والتي نجم عنها مقتل أكثر من 100 قيادي ومقاتل. إذ إنّ غارة بهذا الحجم لم تكن لتُشنّ لولا وجود ضوء أخضر أميركي أو أقلّه “غضّ بصر”. وتترافق هذه الغارات على التنظيمات المعارضة للنظام السوري مع انسحاب تركي من نقاط بريف حماة الشمالي. كما أشارت المعلومات إلى أنّ واشنطن تضغط على أنقرة لمزيد من الانسحابات من منطقة الشمال السّوري خلال الأيام القليلة المقبلة.

ويتوقّف المراقبون عند وصول شحنة وقود إيرانية إلى الموانئ السورية بحمولة تزيد عن 3 مليون ليتر من مادة المازوت، دون أيّ تعليق أميركي على الرغم من خرق البواخر لقانون “قيصر”، الذي يهدف إلى حصار النظام السوري اقتصاديًا.

تسارع الاجتماعات بين الجانبين السوري والأميركي قد ينتج بعض الانفراجات في التعامل مع النظام السّوري في استثناءات إنسانية من قانون قيصر كبداية

كما تتحدّث المعلومات عن اقتراب وصول شحنة وقود أخرى من إيران خلال أيام إلى سوريا. وتقول المصادر إنّ واشنطن قد تغضّ البصر أيضًا عن احتمال عبور جيش النظام من غرب الفرات إلى شرقه وبسط السيطرة على حقل العمر النفطي في  دير الزور، وهو  الأكبر في منطقة شرق سوريا الذي تسيطر على القسم الأكبر منه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن وحلفائها.

ولفتت المصادر إلى أنّ تسارع الاجتماعات بين الجانبين السوري والأميركي قد ينتج بعض الانفراجات في التعامل مع النظام السّوري في استثناءات إنسانية من قانون قيصر كبداية، إلا أنّ المفاوضات لا تزال تسير بحذر على الرغم من الرغبة الأميركية بالاستفادة من الإفراج عن أوستن تايس. لكن تمسّك السوريين  بالانسحاب من التنف التي هي ورقة استراتيجية أميركية لوجودها على مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق، قد يُعرقل بعض الانفراجات التي شهدها الملف، إلا إذا ترافق الانسحاب من التنف مع انسحاب إيران وحزب الله من سوريا. وهذا غير وارد الآن على الأقل.

وجدير بالذّكر أنّ تايس هو صحافي  أميركي وضابط سابق في مشاة البحرية اختفى خلال مهمة صحافية في سوريا عام 2012، وقد عمل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مؤخرًا في زيارته إلى واشنطن على خط الوساطة بين واشنطن ودمشق لمحاولة حلحلة قضيته.

 

إقرأ أيضاً

هل يزور البخاري فرنجية قريباً؟

يلتقي سفراء اللجنة الخماسية الرئيس نبيه برّي مجدّداً بداية الأسبوع المقبل لوضعه في حصيلة اللقاءات مع القوى السياسية. بعد ذلك، لا “برمة” جديدة لممثّلي واشنطن…

لقاءات الخماسية: بحث عن رئيس.. في كومة قشّ الخصومات

عادت اللجنة الخماسية إلى الساحة اللبنانية، لكنّ عودتها كانت قد سبقتها اجتماعات في واشنطن بين الأميركيين والفرنسيين. وعلى أساس توزيع الأدوار والتنسيق في معالجة الملفّات…

الكويت بين “هارفرد” و”إيلينوي”… الصِّدام الحتميّ

يقول التاريخ الكويتي إنّ رئيس الوزراء الذي يذهب لا يعود. أي أنّه يرأس حكومات متتالية ثمّ يمضي من دون أن يأتي مرّة جديدة على رأس…

“سابقة موريس سليم”: الطعن بتعيين رئيس الأركان!

 سجّل وزير الدفاع موريس سليم سابقة لم تعرفها حكومات ما قبل الطائف ولا بعده من خلال الطعن أمام مجلس شورى الدولة بقرار تعيين رئيس الأركان…