وأخيرًا عثرنا على مليارات ديفيد هايل الـ10 للثورة


عام مرّ على اندلاع الشرارة الأولى للثورة اللبنانية أو ما اصطلح على إعلام السّلطة تسميته بـ”الحراك”. كثيرٌ من الكلام سيق عن “تمويل سفارات” و10 مليارات دولار زعمت وسائل إعلام أنّ وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هايل قد أقرّ بدفعها كـ”تمويل للثورة”. وكلّ ما في الأمر أنّ وسائل  الإعلام هذه تعمّدت تحريف كلام هايل عن سياقه بغية تثبيت نظريتها حول تحريك الثورة من الخارج، بعد أن عجزت طوال عام كامل عن إيجاد ولو “خرم إبرة” يثبت هذه المزاعم.

إقرأ أيضاً: الثورة “بريئة” من الانهيار…ومُخترعيه!

مصدر دبلوماسي أميركي “سخر” عبر “أساس” من هذه المزاعم، مؤكّدًا  أنّ كلام الوكيل هايل تمّت إساءة ترجمته عن قصد من قبل جهات سياسية متضرّرة من انتفاضة الشعب اللبناني على الطبقة السياسية، التي استنزفت موارده المالية والبشرية والطبية والصحية طيلة 40 عامًا حتى وصل البلد إلى انهيار تام.

وأكّد المصدر الأميركي لـّ”أساس” أنّ “موقف الولايات المتحدة ثابت من أوّل أيام الثورة ولم يتغيّر حتى الساعة، ولا عودة عنه بدعم مطالب الشعب اللبناني بعيش كريم، واستعادة ما نهبه السياسيون، وإقامة دولة مؤسسات بعيدة عن هيمنة الميليشيات وفي مقدمتها “حزب الله” الذي يلعب دورًا مزعزعًا للاستقرار، ويقوّض الدولة اللبنانية، ويحرمها من عائدات الجمارك عبر التهريب الذي يمارسه ويدعمه عبر البرّ والبحر والجو”.

مصدر دبلوماسي أميركي “سخر” عبر “أساس” من هذه المزاعم، مؤكّدًا  أنّ كلام الوكيل هايل تمّت إساءة ترجمته عن قصد من قبل جهات سياسية متضرّرة من انتفاضة الشعب اللبناني على الطبقة السياسية

وقال المصدر الأميركي إنّ حقيقة الـ10 مليارات دولار التي قيل إنّ هايل أقرّ بصرفها على الثورة، هو أنّ هذه المليارات هي مجموع  ما قدّمته الولايات المتحدة  للبنان على جميع الصعد  بما فيها أكثر من 4 مليارات دولار مساعدات اقتصادية، وأكثر من 1.3 مليار دولار مساعدات للأجهزة الأمنية والعسكرية، و5.5 مليار كمساعدات متنوّعة كتنمية اقتصادية وتعليمية وما سوى ذلك من عام 1946، عبر برنامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الـ USAID، لتكون الولايات المتحدة أكبر داعم للبنان على مرّ السنوات، ولتقدّم له ما لم يقدّمه أحد، بحسب كلام المصدر الدبوماسي الأميركي.

 

وعلى التوازي، سأل المصدر عمّن يموّل ويغطّي أولئك الذين نزلوا إلى الشارع طيلة العام الماضي للاعتداء على المتظاهرين السلميين الذين يطالبون بأدنى حقوقهم التي يكفلها القانون اللبناني والقانون الدّولي والأعراف الإنسانية؟، وأردف: “أعتقد أنّ الشعارات التي رفعها المعتدون على المتظاهرين كفيلة بالإجابة. إنهم يتموّلون من حزب الله الذي كانت إيران تغذّيه بمئات ملايين الدولارات سنويًا لتحرم منها شعبها، وتمنع عنه العيش الكريم والرفاهية”.

بدلًا من اتهام واشنطن بإغداق مليارات الدولارات على الثورة في لبنان، لنبحث كيف يُهرّب حزب الله الدولارات والمواد النفطية وغيرها من السوق اللبناني إلى سوريا لمحاولة إنعاش حلفائه

وقال المصدر الأميركي: “إذا كانت واشنطن قد أنفقت على الثورة 10 مليارات دولار خلال أشهر كيف يمكن أن  يسجّل سعر صرف الدولار أرقامًا  قياسية عندئذ؟ وبدلًا من اتهام واشنطن بإغداق مليارات الدولارات على الثورة في لبنان، لنبحث كيف يُهرّب حزب الله الدولارات والمواد النفطية وغيرها من السوق اللبناني إلى سوريا لمحاولة إنعاش حلفائه في النظام السوري على حساب الشعب اللبناني”. 

إقرأ أيضاً

17 تشرين: خروج الشباب على الولاء للزعماء

تحلّ الذكرى السنويّة الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجودية متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في هذه المناسبة أعدّ “أساس” ملفّاً متنوّعاً…

سوريّة – كرديّة: 17 تشرين جعلتني “لبنانية”

تحلّ الذكرى السنويّة الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجودية متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في هذه المناسبة أعدّ “أساس” ملفّاً متنوّعاً…

بوجه من انتفضوا: المناهبة”(*) الخماسيّة؟ (2)

تحلّ الذكرى السنوية الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجوديّة متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في الحلقة السادسة ينشر “أساس” مقتطفات من فصل…

في انتظار تجدّد “يوفوريا” 17 تشرين

تحلّ الذكرى السنويّة الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجودية متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في هذه المناسبة أعدّ “أساس” ملفّاً متنوّعاً…