مفاوضات الترسيم: الأميركيون يريدون صورة تذكارية


يترقّب لبنان بدء جلسات المفاوضات لترسيم الحدود البحرية بينه وبين اسرائيل، إلا أنّ ما استجدّ على الملف من الجانب اللبناني أعطاه “إثارة إضافية”… فبعد إعلان الرئيس نبيه بري  “اتفاق الإطار”، خرجت قناة  المنار التابعة للجهاز الإعلامي لحزب الله لتعلن أنّ المفاوضات غير المباشرة ستجري على أساس “3 لاءات”، وهي كما وردت في نشرة الأوّل من تشرين الأوّل الجاري: “لا تفاوضَ مباشراً كما كانَ يريدُ الصهاينة، أي لا تفاوض دبلوماسياً وإنما بالبزّة العسكريةِ، وعبرَ وسيطٍ، وفي مقرِّ الأمم المتحدة، ما يؤكدُ حال العداء معَ الكيان الصهيوني، ولا فصل بين البرِّ والبحرِ كما كان يرجو العدو، وإنما تلازمٌ بينَ المسارين، ولا تنازل عن نقطة ماء ولا حبة تراب كما هي القاعدة الحاكمة على الدوام”.

إقرأ أيضاً: “الترسيم”: الشيعة يكتشفون “حدود” الكيان

“لاءات المنار” وجّهت لها أولى الضربات من قبل دوائر القصر الجمهوري، حيث أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون إشراك “عضو هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان، وسام شباط،، والخبير نجيب مسيحي ومدير عام القصر الجمهوري انطوان شقير في الجلسة الأولى التي سيحضرها مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر، لأسباب قيل إنّها “رمزية” وتدلّ على اهتمام عون بإنجاز هذا الملف، وإرسال إشارة إلى الولايات المتحدة بأنّه لا يريد تعقيد أو عرقلة المسار التفاوضي الذي سيجمع وفدي لبنان وإسرائيل على طاولة واحدة في  مقرّ اليونيفل بالناقورة.

علم “أساس” أنّ الجانب الأميركي اقترح التقاط صورة تذكارية للجلسة الأولى في مقرّ اليونيفل. وعن هذا الموضوع، قالت المصادر إنّه إذا صحّ، فسيكون محطّ رفض من قبل قيادة الجيش اللبناني

كذلك يطمح قصر بعبدا لإشراك جبران باسيل بالمفاوضات في مرحلة لاحقة، وإن بصورة غير مباشرة، عبر طرح اسم هادي هاشم، مدير مكتب وزير الخارجية والمستشار السّابق لرئيس التيار الوطني الحرّ. وهي رسالة من باسيل إلى الأميركيين تحمل المحتوى نفسه الذي يريد الرئيس عون إيصاله عبر مشاركة شقير في الجلسة الافتتاحية.

مصادر عين التينة قالت لـ”أساس” إنّ هذا الأمر مرفوض من حيث المبدأ، إذ إنّ المفاوضات هي تقنية تتعلّق بترسيم الحدود، وليست لبحث شؤون النّفط والغاز. وتساءلت المصادر عن جدوى إشراك موظفين رسميين حكوميين من غير العسكريين بالوفد، خصوصًا أنّ الجانب الإسرائيلي يحاول عبر وفده، الذي يضمّ مدنيين وسياسيين، أن يُضفي طابعًا سياسيًا على هذه الخطوة.

كما علم “أساس” أنّ الجانب الأميركي اقترح التقاط صورة تذكارية للجلسة الأولى في مقرّ اليونيفل. وعن هذا الموضوع، قالت المصادر إنّه إذا صحّ، فسيكون محطّ رفض من قبل قيادة الجيش اللبناني، كما أنّ لبنان لا يريد ولا يستطيع أن يكون رافعة انتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ إنّ صورة كهذه، في حال نجح الجانب الأميركي بالتقاطها، ستكون أشدّ وقعًا من صورة توقيع “معاهدة أبراهام” التي جمعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وترامب، إلى جانب وزيري الخارجية الإماراتي والبحريني.

إقرأ أيضاً

لبنان أمام خيارين: الحرب.. أو جنوب الليطاني “معزول السلاح”

ستّة عشر شهيداً سقطوا في أقلّ من أربع وعشرين ساعة في جنوب لبنان. هي الحصيلة الأكثر دموية منذ بداية الحرب. ليس هذا الخبر سوى مؤشّر…

حين “يَعلَق” موكب ميقاتي بعجقة السير!

تتّسع دائرة الجفاء والتباعد على خطّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام المولوي والمدير العامّ لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. آخر الأخبار تؤكّد…

انتخابات روسيا: المسلمون واليهود صوّتوا لبوتين.. لماذا؟

حقّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية الروسية التي أُجريت بين 14 و17 آذار الجاري. وإذا كان الغرب، وعلى رأسه أميركا، قد…

حلفاء “المحور” في لبنان… يخططون لـ”ما بعد طوفان الأقصى”

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت في الأسبوع الفائت إنعقاد لقاء لقوى ومنظمات حزبية من محور الممانعة، منها قيادات في الحزب والجماعة الإسلامية وحركة حماس، وذلك بهدف…