شينكر – ماكينزي للحزب: ترسيم الحدود أو “اليونيفيل” شرقاً

2020-07-15

شينكر – ماكينزي للحزب: ترسيم الحدود أو “اليونيفيل” شرقاً

مدة القراءة 4 د.


سلسلة مواقف أميركية حادة ضدّ حزب الله تتالت خلال الأيام الأخيرة. إذ كشف أكثر من مسؤول أميركي أنّ الولايات المتحدة لن تتردّد بدعم إسرائيل في حال وقوع حرب على الحدود الجنوبية بينها وبين حزب الله.

مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر قال في حديث صحافي إنّ لإسرائيل حقّ الدفاع عن نفسها إزاء أيّ “اعتداء من قبل حزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية”،. كما أكّد أنّ لإسرائيل “حقّ” الدفاع عن نفسها ضد أيّ تهديد من قبل الحزب. كلام شينكر لحقه تهديد آخر أطلقه قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكينزي الذي قال في إيجاز صحافي بُعَيْد زيارته لبنان وشرق سوريا: “إذا قام حزب الله بأيّ عمل عسكري ضدّ إسرائيل فسيكون قد ارتكب خطأ كبيرًا”…

إقرأ أيضاً: “اليونيفيل” على شفير المجهول الأميركي؟

كلام شينكر وماكينزي وتصاعد حدّة العقوبات ضد حزب الله وحلفائه، التي ستتزايد ضمن أكثر من قانون أميركي خلال الفترة المقبلة، أبرزها “ماغنيتسكي” و”قيصر” و”مكافحة أنشطة حزب الله”، كلّها أدلّة تشير إلى أنّ الولايات المتحدة أطلقت “حربًا” شاملة ضد حزب الله. وهي تعتبره ذراع إيران الأقوى في العالم.

وكشف مسؤول أميركي لـ”أساس” أنّ الولايات المتحدة تنظر بقلق إلى مواقع عدّة في جنوب لبنان وأبرزها “جمعية أخضر بلا حدود”، التي تعتبرها واشنطن أحد أذرع حزب الله. كما أنّ الجمعية قامت بنشاطات “تثير الريبة” على الحدود الجنوبية، أبرزها زراعة أشجار في مناطق حدودية تحجب الرؤية عن كاميرات المراقبة الإسرائيلية، بالإضافة إلى كونها “ستاراً” لأنشطة حزب الله، عبر تشييدها أبراجاً عدّة في مناطق جنوبية مختلفة. وهذا أبرز مثال على المناطق التي يحظر “الأهالي” دخول قوات اليونيفيل إليها، بحسب كلام المسؤول الأميركي.

الولايات المتحدة أطلقت “حربًا” شاملة ضد حزب الله. وهي تعتبره ذراع إيران الأقوى في العالم

هذا القلق الأميركي مما يحصل جنوبًا قابله قلق أيضًا مما يحصل على الحدود الشرقية مع سوريا، حيث إنّ الولايات المتحدة تنظر بريبة إلى معابر التهريب بين لبنان وسوريا وخصوصًا معبر “حوش السيد علي” في الهرمل. السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا كانت قد طرحت موضوع الحدود الشرقية أكثر من مرة مع المسؤولين اللبنانيين الذين التقتهم. وهذا القلق يدخل ضمن سعي أميركي إلى “توسعة” صلاحيات اليونيفيل كي تُنشر على الحدود مع سوريا، كما قال المسؤولون الأميركيون في محطات سابقة.

الطروحات الأميركية، خصوصًا فيما خصّ الحدود مع سوريا، لن تكون سهلة. إذ إنّ واشنطن تتوقّع “فيتواً مزدوجاً” من روسيا والصين بحال طُرح هذا التعديل في مجلس الأمن، بحسب معلومات حصل عليها “أساس”. غير إنّ طرح وقف التمويل من قبل إدارة ترامب قد يلعب دور الموازن للفيتو كون واشنطن تموّل اليونيفيل بأكثر من 300 مليون دولار سنويًا، قد لا تستطيع الدول المنضوية ضمن قوات اليونيفيل، وخصوصًا الدول الأوروبية، أن تملأ فراغه.

مصادر في الخارجية الأميركية قالت لـ”أساس” إنّ مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر يحضّر لزيارة قريبة إلى لبنان، وإنّه قد تمّ إبلاغ المعنيين بها. دون أن يُحدّد موعدها. وسيتناول شينكر موضوع ترسيم الحدود البحرية والبلوكات الجنوبية وفي الوقت نفسه، سيبحث موضوع تمديد عمل “اليونيفيل” الذي تسعى الإدارة الأميركية إلى أن تربط بين الملفين، لتشكيل عامل ضغط إضافي على حزب الله كي يقبل بخطّ “هوف”، مقابل تراخٍ أميركي في نيتها تعديل عمل اليونيفيل أو وقف تمويلها، بحال تمّ التجاوب مع المطلب الأميركي. ما يطرح تساؤلات عن موقف حزب الله الذي بات بين خيارين أحلاهما مرّ، وهما: أن يقبل باقتطاع 350 كلم مربعًا من البلوكات الجنوبية في المنطقة المتنازع عليها التي تبلغ مساحتها 500 كلم مربع، أو أن يتحضّر لدخول اليونيفيل إلى أيّ موقع تراه “مشبوهًا”.

واشنطن تموّل اليونيفيل بأكثر من 300 مليون دولار سنويًا، قد لا تستطيع الدول المنضوية ضمن قوات اليونيفيل، وخصوصًا الدول الأوروبية، أن تملأ فراغه

في هذا الوقت ستصدر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حكمها في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ويسأل مراقبون هنا إن كان حزب الله سيستعمل الضغط على ذراع “واشنطن” الرخوة “إسرائيل”، لإيجاد توازن في القضايا المطروحة، رغم التهديدات الأميركية…

إقرأ أيضاً

فيصل القاسم “لامس” 22 مليون عربي.. بحكاية فقره وجوعه؟

أحدثت إطلالة الإعلامي الشهير فيصل القاسم، عبر حلقة من برنامج بودكاست “ضيف شعيب”، ضجّة كبيرة على منصّات التواصل الاجتماعي، وحصدت أرقاماً قياسية في عدد المشاهدات….

هل تمرّ رئاسة الجمهوريّة من “خُرم” البلديّات؟

لا مشكلة نصاب في جلسة التمديد الثالث للبلديّات اليوم. تكتّل “لبنان القويّ” برئاسة جبران باسيل وكتلة “اللقاء الديمقراطي” برئاسة تيمور جنبلاط وعدد من النواب قاموا…

الغداء الرئاسي الفرنسي؟

ثلاثة عناوين تركّز عليها فرنسا لإعادة تجديد دورها على الساحة اللبنانية. تستعيد باريس نشاطها بعد تيقّنها من أنّ المسار الذي انتهجته منذ عام 2020 لم…

اللاءات الأربع للحزب تفرمل الخماسية..

في مقابل الحراك الدولي والداخلي الناشط بكلّ الاتّجاهات، جنوباً ورئاسيّاً ونزوحاً سوريّاً، تؤكّد أوساط مطّلعة لـ “أساس” أنّ تحرّكات الدول المعنيّة بخفض التصعيد على الحدود…