لهذه الأسباب يحوم حزب الله حول بيت الوسط


ما زالت قناة الاتصال بين قيادة “حزب الله” وبين الرئيس سعد الحريري مفتوحة، بقرار سياسي من الحزب. كما لا تزال اللقاءات بين الجانبين تتمّ في بيت الوسط بعيداً من الأضواء، ما يعني عدم الحاجة للتعامل معها إعلامياً. وأحدث هذه اللقاءات عقد قبل 10 أيام، فما هي المعلومات المتوافرة حوله؟

إقرأ أيضاً: حوار بعبدا : الحريري ضرورة … الباقي تكملة عدد

بحسب مصادر مواكبة لقناة الاتصال هذه، فإنّ المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل زار الرئيس الحريري أخيراً، جرياً على عادته منذ فترة طويلة حاملاً ملف الوضع الحكومي إلى اللقاء المطوّل بينه وبين صاحب بيت الوسط . أما الجديد في هذا الملف، بحسب ما أفادت المصادر “أساس”، فهو رغبة الحزب في سبر أغوار موقف الحريري من حكومة الرئيس حسان دياب وما تواجهه من أزمات، الأمر الذي جدّد البحث في وضع الحكومة، إما تعديلاً وإما تغييراً.

لماذا يحرص “حزب الله” على بقاء قناة الاتصال بينه وبين بيت الوسط؟ وأيضاً: لماذا يحرص الرئيس الحريري على بقاء هذه القناة فاعلة؟

وبحسب المعلومات سأل الخليل الحريري: “هل ترى أنّ هناك أسماء مناسبة اليوم لتولّي زمام العمل الحكومي؟”. فأجاب رئيس الحكومة السابق: “لستُ شخصياً في وارد أن أكون طرفاً في ملف تغيير الحكومة الحالية، كما أنّني لست راغباً أن أغطّي أيّ شخصية قد تتولّى قيادة العمل الحكومي نيابة عني”.

وتنتهي هذه المصادر إلى القول إنّ نتائج هذا اللقاء سلكت طريقها في أكثر من اتجاه، لا سيما قصر بعبدا ومقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، لتصدر بعد ذلك تعليقات وتحليلات من أوساط الفريق الداعم لبقاء الحكومة تعلن أنّ ما طرح حول عدم بقاء الحكومة أو تعديلها قد طويت صفحته في الوقت الراهن.

لماذا يحرص “حزب الله” على بقاء قناة الاتصال بينه وبين بيت الوسط؟ وأيضاً: لماذا يحرص الرئيس الحريري على بقاء هذه القناة فاعلة؟

بالنسبة للسؤال الأول، تقول شخصية سياسية على صلة مباشرة بين الجانبين إنّ سياسة “ربط النزاع” التي نسجت العلاقات بين حارة حريك وبيت الوسط منذ عودة الحريري إلى مسرح العمل السياسي عام 2016، لا تزال معتمدة، رغم ما حلّ بالحريري، منذ الخريف الماضي، ما أقصاه عن السراي ووضعه مجدّداً على لائحة انتظار أن تُتاح له فرصة جديدة لترؤّس الحكومة. وتشيد هذه الأوساط بما تعتبره “فضيلة” سياسة “ربط النزاع” التي جعلت “حزب الله” ينظر بعين الرضا إلى ما يعلنه الحريري من مواقف من هذا التنظيم وآخرها ما صرّح به الحريري لصحيفة “البايس” الإسبانية قائلاً: ”يجب أن يُفهم أن 60 بالمئة من الشعب صوّتوا لحزب الله، الذي تعتبره واشنطن إرهابياً. وهذه ديمقراطية…نحن لا نشارك استراتيجيته الإقليمية ولا نعتقد أنّها إيجابية لمصلحة لبنان”.

من جانب الحريري، فهو على قناعة تامة بأن عودته الى السراي ستمرّ حكماً بعين التينة

أما السؤال حول حرص الحريري على بقاء قناة الاتصال بينه وبين “حزب الله” قائمة، فالجواب عليه بحسب هذه الشخصية موجود في قناة اتصال موازية وفاعلة تربط ما بين بيت الوسط وعين التينة. وهناك ما يشبه التواصل اليومي بين الجانبين يحرص خلاله الرئيس نبيه بري ومن ينوب عنه، لا سيما معاونه السياسي علي حسن خليل، على تشجيع الحريري على مواصلة الحوار مع “حزب الله”، وكذلك إقناع الحريري بأنّ عودته الى السراي قائمة في الوقت المناسب، وأنه ريثما تتمّ هذه العودة لا بدّ من بقاء بيت الوسط على خطّ الاتصالات في شأن ما يجري في البيت الحكومي الحالي والقرارات التي تتخذ في شتّى الحقول لا سيما التعيينات. ومن الفوائد التي يجنيها رئيس مجلس النواب بفضل هذه القناة أنّ هناك تغطية سنيّة تتوافر في مرحلة الحكومة الحالية، وما يجري خلالها من محاصصات، وآخرها في الساعات الماضية محاصصة الكهرباء. 

أما من جانب الحريري، فهو على قناعة تامة بأن عودته الى السراي ستمرّ حكماً بعين التينة. وهو يرى في “نصائح” بري خريطة طريق للتعامل مع فريق قصر بعبدا ومع فريق “حزب الله” في انتظار جلاء المعطيات الداخلية والخارجية التي تعيد إصلاح ما أفسده الغضب الشعبي في 17 تشرين الأول الماضي، وجعل استمرار الحريري في السراي كبش محرقة.

هل تعني كلّ هذه المعطيات، أن هذا النهج الذي يحكم العلاقات بين الأفرقاء الذين يحملون صفة “الأقوياء في طوائفهم” هو الأفضل في الظروف التي يجتازها لبنان؟ أحد زوّار بيت الوسط هذا الأسبوع يقول لـ”أساس” إنّ الحريري مقتنع بأنّ سياسته التي تنطلق من تجنيب لبنان مزالق الفتنة المذهبية، هي أفضل وصفة لحماية لبنان في زمن الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة.

في المقابل، تقول مصادر “لقاء رؤساء الحكومات السابقين” الذي ظهر إلى الوجود في الأشهر الماضية، إنّه من المهمّ عدم تغطية الفشل الذريع الذي يتحمّله ثنائي “حزب الله” – الرئيس ميشال عون، جراء الإتيان بحكومة اللون الواحد.

في محصّلة ما سبق، يقترح وزير سابق يتمتع بعلاقات طيبة مع بيت الوسط أن يتحرّك مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على خطّ الأزمة الحكومية فينطلق في مشاورات مع قادة الطائفة تمهيداً لإعلان موقف باسمهم يستردّ موقع رئاسة الحكومة الذي هو اليوم رهينة بيد “حزب الله”.

في انتظار ما ستؤول اليه الأمور، لا بدّ من متابعة حركة الحزب في اتجاه بيت الوسط. فهو في كلّ مرّة يحوم حول هذا البيت يؤكد أن الأخير هو أيضاً سائر على خطى حارة حريك.    

 

 

إقرأ أيضاً

هل تمرّ رئاسة الجمهوريّة من “خُرم” البلديّات؟

لا مشكلة نصاب في جلسة التمديد الثالث للبلديّات اليوم. تكتّل “لبنان القويّ” برئاسة جبران باسيل وكتلة “اللقاء الديمقراطي” برئاسة تيمور جنبلاط وعدد من النواب قاموا…

الغداء الرئاسي الفرنسي؟

ثلاثة عناوين تركّز عليها فرنسا لإعادة تجديد دورها على الساحة اللبنانية. تستعيد باريس نشاطها بعد تيقّنها من أنّ المسار الذي انتهجته منذ عام 2020 لم…

اللاءات الأربع للحزب تفرمل الخماسية..

في مقابل الحراك الدولي والداخلي الناشط بكلّ الاتّجاهات، جنوباً ورئاسيّاً ونزوحاً سوريّاً، تؤكّد أوساط مطّلعة لـ “أساس” أنّ تحرّكات الدول المعنيّة بخفض التصعيد على الحدود…

إيران وإسرائيل: نتّجه لحرب استنزاف طويلة بالمنطقة

بين ردّ إيران الضخم على قصف القنصلية الإيرانية في سوريا، وردّ إسرائيلي محدود على الردّ الإيراني. تتّجه المنطقة كلّها، بحسب مصادر مطّلعة على أجواء قوى…