الغرب يسمح بنجدة لبنان بحدود: أوّل الغيث قطر.. وليونة أميركية


يبحث لبنان عن أيّ متنفّس لتفادي الاختناق. واليوم يستكمل “أساس” نشر المعلومات التي بدأ بكشفها أمس عن محاولات الحكومة للحصول على مساعدات من الخارج. تلك التي بدأها اللواء عباس ابراهيم في زيارة قام بها إلى كلّ من قطر وسلطنة عمان.

فقبل أيام، عقد اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس، جمع مسؤولين من فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية والسعودية ، بحث خلاله المجتمعون إمكانية مساعدة لبنان في مواجهة الانهيار الذي يعيشه. كان الجواب الأميركي رافضاً بشكل قطعي لتقديم أيّ مساعدات مالية مباشرة، مع التركيز على عدم ممانعة منح المساعدات للمحتاجين ولبعض المؤسسات، من مستشفيات وجمعيات تعنى بالأسر الفقيرة. وهنا اقترحت باريس تقديم مساعدات عينية يمكن أن تشعر اللبنانيين ببعض الأمان والراحة من خلال شراء المحاصيل الزراعية، او توفير الكهرباء.

إقرأ أيضاً: المحاولات الحكومية مستمرة لجلب مساعدات.. من سيتجاوب

في هذه الأثناء، كلّ التقارير الدولية تفيد بأنّ لبنان يصرف أكثر من احتياجاته بكثير من المحروقات والفيول، ما يعني أنّ التهريب ناشط بكثرة. لذا كان لا بدّ من التضييق على آلية حصول لبنان على هذه المواد لمنع تهريبها إلى سوريا. لذلك، يمكن فهم التشدّد الأميركي، الذي تقابله مساعٍ دولية لعدم ترك لبنان وحيداً في مواجهة الانهيار.

وبموازاة الاجتماع الباريسي، اجتمع عدد من سفراء الدول الأوروبية الأسبوع الفائت في لبنان وتركّز البحث أيضاً في المواضيع نفسها.

وزير الخارجية القطري سيزور لبنان الأسبوع المقبل. وللزيارة دلالات بعد زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي إلى لبنان

تحرّكت فرنسا في سبيل اختلاق هذا المتنفّس، الذي سيبحث خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان،  ليجتمع مع المسؤولين اللبنانيين الأسبوع المقبل في كيفية تقديم المساعدات لهم. وذلك سيكون مشروطاً، إما بتغيير سلوك الحكومة بشكل جذري، أو بالوصول إلى اتفاق على تشكيل حكومة جديدة، بعد ترسّخ قناعة دولية تفيد أنّ حكومة حسان دياب لا يمكنها أن تستمر. الوزير الفرنسي قد يبحث في الأمر مع المسؤولين اللبنانيين، وبتنسيق مع الأميركيين، لا سيما أنّ باريس قادرة على التواصل مع حزب الله.

على وقع هذه التطوّرات، كانت زيارة اللواء عباس ابراهيم وحاكم البنك المركزي رياض سلامة إلى قطر وشادي مسعد مع اللواء ابراهيم الى سلطنة عمان.

وزير الخارجية القطري سيزور لبنان الأسبوع المقبل. وللزيارة دلالات بعد زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي إلى لبنان. وقد أرادت واشنطن من خلالها القول إنه ممنوع وقوع لبنان في القبضة الإيرانية أو تحت سيطرة طهران. بالإضافة إلى موقف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي قال إنّه لن يُسمح للبنان باستيراد الفيول من إيران.

تدخل أميركي معنوي أيضاً لقطع الطريق على أيّ محاولة لبنانية يسعى حزب الله إلى فرضها بالحصول على الفيول الإيراني

زيارة الوزير القطري تأتي بعد محاولات كثيرة من الحكومة اللبنانية تجاه قطر للحصول على مساعدات منها في ظلّ إقفال أبواب السعودية والإمارات بوجه دياب وحكومته. وسيطلب لبنان من الوزير القطري الحصول على مساعدات، والتذكير بأنّ قطر كانت قد وعدت بوضع وديعة مالية في المصرف المركزي. لكن كلّ المعلومات تفيد بأنّ الأميركيين يضعون فيتو على هذا القرار. وأقصى ما يمكن أن يسمحوا به هو تقديم مساعدات غذائية وعينية وطبّية للفقراء والمحتاجين، قد تقدّمها قطر. فضلاً عن احتمال كبير بتزويد لبنان بالفيول والبنزين لمدة 3 سنوات استناداً الى قروض طويلة الأجل ودون فائدة .

بالأمس، نقلت مصادر رئاسة الحكومة أنها تبلّغت ردّاً عراقياً إيجابياً لناحية تزويد لبنان بالنفط ولكن الحكومة العراقية التي تستدين لدفع رواتب القطاع العام من موظفيها تطلب تسديد ثمن نفطها بالدولار الأميركي وفور تسليمها للمشتقات النفطية للجانب اللبناني .

العرضان القطري والعراقي مؤشر إلى تدخل أميركي معنوي أيضاً لقطع الطريق على أيّ محاولة لبنانية يسعى حزب الله إلى فرضها بالحصول على الفيول الإيراني.

إقرأ أيضاً

الغداء الرئاسي الفرنسي؟

ثلاثة عناوين تركّز عليها فرنسا لإعادة تجديد دورها على الساحة اللبنانية. تستعيد باريس نشاطها بعد تيقّنها من أنّ المسار الذي انتهجته منذ عام 2020 لم…

اللاءات الأربع للحزب تفرمل الخماسية..

في مقابل الحراك الدولي والداخلي الناشط بكلّ الاتّجاهات، جنوباً ورئاسيّاً ونزوحاً سوريّاً، تؤكّد أوساط مطّلعة لـ “أساس” أنّ تحرّكات الدول المعنيّة بخفض التصعيد على الحدود…

إيران وإسرائيل: نتّجه لحرب استنزاف طويلة بالمنطقة

بين ردّ إيران الضخم على قصف القنصلية الإيرانية في سوريا، وردّ إسرائيلي محدود على الردّ الإيراني. تتّجه المنطقة كلّها، بحسب مصادر مطّلعة على أجواء قوى…

ليلة قصف إسرائيل: هل تقرّر أميركا إسقاط نظام إيران؟

بين عامَي 2023 و2024 وقعت أحداث ستشكّل تحوّلات كبيرة في تحالفات المنطقة وخريطتها الجيوسياسية. منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023) وتنفيذ حماس عملية “طوفان الأقصى”….