المفتي دريان: ثلاثة إنجازات لانتفاضة العمامة البيضاء


ثلاثة إنجازات خلال أقلّ من شهر واحد، حقّقها مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. هي إنجازات ترسم زوايا المثلّث الذي تقوم عليه رسالة الإفتاء في لبنان في بُعدها الوطني والديني.

الزاوية الأولى من المثلّث تتمثّل بالوضع الاجتماعي والاقتصادي، فكانت الحملة الموحّدة للإغاثة في دار الفتوى خلال شهر رمضان. الإنجاز الأول للمفتي دريان الذي أشرف شخصياً على إيصال الحملة إلى شاطئء النجاح بتأكيد أنّ دار الفتوى خيمة حاضنة لكافة أبنائها، إن على الصعيد السياسي عبر حضور ومشاركة كافة الفعاليات والقيادات السياسية، باتفاق جميع اللبنانيين، أو على الصعيد الاجتماعي ما بين ثريّ متبرّع وفقير ينتظر المساعدة.

إقرأ أيضاً: المفتي دريان ملقياً خطبة المفتي الشهيد في العيد

الزاوية الثانية من المثلّث كانت على الصعيد السياسي. فقد شكّلت خطبة عيد الفطر في مسجد الأمين الإنجاز الثاني، بوصفها مسودّة ورقة سياسية تمثّل مكوّناً أساساً في لبنان، إن لجهة المظلومية التي يتعرّض لها على الصعيد الوطني، وتحديداً منذ تكليف الرئيس حسان دياب تشكيل الحكومة، أو على صعيد التمسّك بالثوابت المتعلّقة بهوية لبنان العربية وجوهر العقد السياسي المستند على اتفاق الطائف والذي بات دستوراً للوطن باتفاق جميع اللبنانيين.

لقد جاءت خطبة المفتي دريان في عيد الفطر بحضور حسان دياب نفسه لتضع النقاط على الحروف التي يحاول البعض إلغاءها أو تجاوزها، إن على صعيد صلاحيات رئاسة الحكومة وعدم جواز المسّ بها، أو على صعيد تحديد علّة ما آلت إليه الأمور حيث كان المفتي دريان واضحاً بتحديد “ثلاثي المسؤولية”: السلطة أولاً، ومصرف لبنان ثانياً، والقطاع المصرفي ثالثاً.

اكتمل المثلث بالشؤون الدينية، فكانت المعالجة الحكيمة لملف إفتاء الشمال من قبل المفتي دريان إنجازاً كبيراً عبر نزع فتيل الانقسام والصدام داخل الجسم الإسلامي وتحديداً في الشمال.

بهدوء وصمت، يشقّ المفتي عبد اللطيف دريان طريقه نحو إرساء دور لدار الفتوى في الحياة الوطنية، باعتبارها ضمانة الناس في الأوقات العصبية والمصيرية

ما حقّقه المفتي دريان عبر زوايا “المثلّث – الرسالة” يؤسّس لمرحلة جديدة في سياق الدور الوطني الذي يراهن المجتمع الإسلامي على دار الإفتاء وشخص المفتي بلقبه في هذه المرحلة الحرجة والمصيرية، وهو دور لا يمكن تعزيزه إلاّ عبر الالتفاف حول دار الفتوى بقيادة المفتي دريان من قبل كافة عناصر المجتمع الإسلامي، كلّ في موقعه، أكان سياسياً أو رجل أعمال أو طلاباً ورجال دين.

بهدوء وصمت، يشقّ المفتي عبد اللطيف دريان طريقه نحو إرساء دور لدار الفتوى في الحياة الوطنية، باعتبارها ضمانة الناس في الأوقات العصبية والمصيرية.

الإنجازات الثلاث التي تحقّقت تحتاج لعمل دؤوب على الصعيد الاعلامي. فالإعلام لا يمكن أن يقتصر على توزيع البيانات على الوكالات والصحف والمواقع الإلكترونية بقدر ما هو صناعة بكلّ معنى الكلمة للمجال العام الذي وحده يعطي للإنجازات بريقها وحقّها. كما أنّ هناك عملاً جدّياً مطلوباً، من قوى المجتمع الاسلامي المتنوّعة، كلٌّ في موقعه، عبر الالتفاف حول المفتي كمرجعية أولى لطائفة مقهورة تستمدّ قوتها وصمودها من ناسها، كما هم يرون قوتهم وصمودهم في فروسية من يشغل هذا الموقع.

ما تحقّق في شهر واحد هو أقرب لانتفاضة مباركة. كيف لا، وهي انتفاضة تقودها عمامة بيضاء، يضعها مُفتي الاعتدال الوطني.

إقرأ أيضاً

وريقة صغيرة من نتنياهو إلى بايدن: إلزاميّ واختياريّان!

لم يتصرّف نتنياهو حيال الردّ الإيراني الصاروخي، كما لو أنّ ما حصل مجرّد تمثيلية، مثلما عمّم وروّج خصوم طهران. ولم يقتنع بأنّ حصيلة ليل السبت…

بعد غزة.. هل يبقى اعتدال؟

المذبحة المروّعة التي تُدار فصولها في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث التواطؤ الغربي شبه الكامل على منح إسرائيل كلّ التسهيلات…

لبنان ما زال في بوسطة عين الرمّانة!

مرّت ذكرى 13 نيسان. لا يزال شبح بوسطة عين الرمّانة مخيّماً على الحياة السياسيّة اللبنانيّة. ولا يزال اللبنانيون في خصام مع المنطق. لا يزال اللبنانيون…

لبنان بعد الردّ الإسرائيلي على إيران؟

لا يمكن الاستسهال في التعاطي مع الردّ الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق. بمجرّد اتّخاذ قرار الردّ وتوجيه الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل، فإنّ ذلك يعني…