شربل الخوري: “الحاكم” يهزّ لنا العصا

2020-02-24

شربل الخوري: “الحاكم” يهزّ لنا العصا

مدة القراءة 2 د.


هو رئيس الظلّ وليس أحد غيره، بطل العالم في “الهيلا هو”، والحاكم بأمره في الجمهورية البرتقالية، هو من أصدر القرار. لا يمكن التفكير في أحد غيره: “أوقفوا هذا الشاب ليكون عبرة لمن اعتبر”.
لكن لماذا شربل الخوري؟
العقل البرتقالي يبدو أحياناً عقلا عبقرياً. فاختيار شربل له أسباب عديدة، أوّلها أنّه مسيحيّ، وبالتالي لن يستفزّ “مجموعات” طائفية، لتقفل طريقا رئيسية هنا، أو مدخلاً لبيروت هناك.
ثاني الأسباب أنّ شربل كان سبق أن تعرّض لـ”اعتداء” تسبّب بطرده من عمله، قبل عامين، بسبب منشور استفزّ جمهور “القوات اللبنانية” وعدداً كبيراً من المؤمنين المسيحيين. وبالتالي فإنّ توقيفه سيبدو “مشروعاً” في الساحة المسيحية.
ثالث الأسباب أنّ شربل يهاجم القيادات السنية والشيعية، بوتيرة لا تقلّ عن وتيرة مهاجمته القيادات العونية والقواتية. وبالتالي فإنّ التوقيف يفترض أنّ شربل “بلا ظهر”، لا مناطقي ولا طائفي ولا حزبيّ.
ما فات من اعتقلوه أنّ شربل ومن يشبهونه هم أصوات الثورة، وأنّ شربل وراءه مئات الآلاف من الذين يشبهونه، من خارج الطوائف والأحزاب، ومن الذين لن يسكتوا على محاولات الحزب الحاكم صناعة محاكم تفتيش جديدة، وبناء جدران خوف جديدة، في الشارع وفي القضاء وفي الأمن.
خرج شربل الخوري بعد سبع ساعات في الزنزانة. “الحاكم” هزّ لنا العصا، والثورة ستكسرها.

إقرأ أيضاً

التسوية: لا ثقة للعرب برعاتها وأطرافها

ما صدر عن القمة العربية في البحرين هو الحدّ الأقصى من العمل الدبلوماسي المنضبط في ظلّ عالم مرتبك شديد السيولة، لا ثقة لدى الدول العربية…

هل توفير الحماية الدّوليّة للفلسطينيّين ممكن؟

سارعت الولايات المتحدة إلى إجهاض الإعلان الأهمّ الصادر عن القمّة العربية في البحرين، الداعي إلى نشر قوّات أممية في الأراضي المحتلّة لحماية الفلسطينيين إلى حين…

هل تتكرّر تجربة عون: انتخاب رئيس قبل عودة ترامب؟

هناك قدرة لبنانية على ربط انتخاب رئيس الجمهورية بكلّ مواعيد الاستحقاقات الخارجية، باستثناء المهل الدستورية اللبنانية لكلّ استحقاق. على رأس هذه الاستحقاقات الخارجية الانتخابات الرئاسية…

كيف تقضي الرأسماليّة الصهيونيّة على قوّة أميركا الناعمة؟

“مرّ الكلام زي الحسام يقطع مكان ما يمرّ أمّا المديح سهل ومريح يخدع لكن بيضرّ والكلمة دين من غير إيدين بس الوفا عالحرّ” (أحمد فؤاد…