كانت بيروت بالنسبة إلى العرب واحة على البحر، وبالنسبة للغربيين الشرق العربي الأكثر ألفة. إنها الشرق في نسخته المصغرة، المغامرة في الترف أو ما يحاكيه، الشرق المعقد المتنعم في رغد من العادات واللغات
الحقّ أن النصوص الأدبية الجديدة التي صدرت من الأفق العربي الكوني الذي هيأته لنا بيروت ودرّبتنا عليه، جعلتنا مرتبطين بها بصفتها مدينة تحمل إحدى أجمل علاقاتنا بالثقافة العربية، وأحلامنا أيضاً
ليس بلا دلالات أن يتزامن انفجار بيروت مع انهيار لبنان اقتصادياً، وتصدّع مجتمعه، وانحدار حكامه إلى قعر غير مسبوق في تاريخه
بيروت / الحكّام؛ بيروت / النظام الطائفي؛ بيروت / لوردات الحرب المالية؛ بدأت تتململ من هذا الوجود. صار السوريون أدوات لابتزاز، وبطاقات مساومات سياسية. تصاعدُ الخطاب العنصري ترافق مع خطاب يريد أن يحمّل السوريين جميع مشكلات لبنان المزمنة: الأزمات الاقتصادية؛ فرص العمل؛ الاستقطاب الجهوي والطائفي؛ الفساد المالي والسياسي