بقلم متظاهر |
السيارات العابرة كان واضحاً الفرح في وجوه ركابها، فهم لم يألفوا مشهداً احتجاجياً مماثلاً في الضاحية. أحدهم سائق عمومي، ترجّل من "الفان" في وسط الطريق، وتوجّه لنا بالقول: "ما تخلّوا حدن يزعبكن من هون، نحنا جعنا وعم نموت، بدنا ناكل.. رح وصّل الركاب وراجع أوقف معكم"
ثمة رأيان في الساحات: الأول، يطالب بإخلاء كلّ الخيم حفاظاً على سلامة الثوّار، والثاني، يرفض ترك الخيم مهما كلف الثمن، خوفاً من استغلال السلطة للوضع ومصادرة الخيم، فـ"الله وحده ساعتها بخلينا نرجع"، يقول الرافضون لاقتراح الحجر المنزلي الطوعي
"من وين الشاب؟"، يسأل ليعرف تفاصيل عن المنطقة والجهة السياسية والطائفة، ثم يبني على الأجوبة أساس الحوار. يقول السائق: "هيدي الربطة الحمرا بإيدك بيحطوها الثوار، إنت مع الثورة لكن!"
صراحة، لم أتفاجأ بالاستدعاء، فإنها ليست المرة الأولى التي يراقبون أفكاري المكتوبة بصوت مرتفع، بل ابتسمت وقلت لنفسي:" العمى شو إلن خلق!"