2021 عام النجاح والفشل

2021-12-24

2021 عام النجاح والفشل

مدة القراءة 4 د.

نودّع عام 2021 بتأمّل ما تحقّق في دول المنطقة، وما لم يتحقّق. هناك مَن يودّع العام محتفياً بنجاحه الاقتصادي والسياسي والأمنيّ، وكذلك الثقافي والفكري. وهناك مَن يودّع العام خاشياً تبعات العام القادم بسبب الفشل.

ولو تأمّلنا حال دولنا لوجدنا أنّ بينها جامعاً مشتركاً للنجاح، وجامعاً مشتركاً للفشل، ونموذجاً بين هذا وذاك. الدول التي نجحت كان سبب نجاحها، وعلى الرغم من تأثيرات جائح كورونا، أنّها أعلت هيبة الدولة، وصانت مواطنها.

نودّع عام 2021 بتأمّل ما تحقّق في دول المنطقة، وما لم يتحقّق. هناك مَن يودّع العام محتفياً بنجاحه الاقتصادي والسياسي والأمنيّ، وكذلك الثقافي والفكري. وهناك مَن يودّع العام خاشياً تبعات العام القادم بسبب الفشل

والدول التي عانت الفشل في 2021، وهو فشل متتابع، ومستمرّ من قبل 2021، هي الدول التي هدمت هيبة الدولة من خلال الميليشيات والتبعيّة الخارجية على أسس أيديولوجية أو طائفية.

في 2021 يحقّ لدول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، أن تحتفي بعام من النجاح السياسي والاقتصادي والفكري والأمنيّ، ومثلها جلّ دول الخليج، من سلطنة عمان، ومروراً بالإمارات، ووصولاً للكويت التي مرّت بمرحلة انتقال سياسي بالحكم. وبالطبع البحرين وقطر.

وهناك قصة النجاح المصري سياسياً واقتصادياً وأمنيّاً وفكرياً، وهو نجاح لا تخطئه العين. بينما هناك نموذج يتأرجح بين النجاح والفشل، ويتمثّل في السودان والعراق، وكلاهما على طرفيْ نقيض. فالسودان يعاني أزمة ابتلاع لقمة أكبر من كلّ المشاركين، وهم العسكر والقوى المدنية، وكلاهما يريد الظفر بحكم لم يتعوّده وفق قواعد اللعبة الآن، وبسبب التدخّلات الخارجية أيضاً، وبقايا عسكر البشير وجماعات الإخوان المسلمين، وآخرين. ولذلك فإنّ السودان يتأرجح.

أمّا العراق فيمكن أن يُقال إنّ 2021 عام نجاح، لكن بحذر، وحتى تدقّ ساعة فجر العام الجديد. وما يواجه عقلاء العراق وأبناءه الأحرار يُعدّ تحدّياً صارخاً، بدءاً من التغوّل الإيراني عبر الميليشيات وفرق الاغتيالات، إضافة إلى العجز الأميركي.

إلا أنّ العراق، وتحديداً في مرحلة السيد مصطفى الكاظمي، الذي نجا بنفسه من محاولة اغتيال فاشلة، استطاع أن يتجاوز تحدّيات كبرى، أهمّها إنجاز الانتخابات، وإعلان أنّ هناك قوى راغبة بالوقوف بوجه التغوّل الإيراني، وما زالت بغداد تحاول.

أمّا دول الفشل الواضح فإنّ ما يجمع بينها هو ضياع هيبة الدولة وتسلّط الميليشيات والقوى الخارجية على قرارها. وهيبة الدولة هنا ليس المقصود بها الخوف من السلطة بقدر ما تعني أنّ السلطة تمثّل ضامناً للأمن والاستقرار ورغد عيش المواطن.

وخير مثال على دول الفشل هي ليبيا، ولبنان، وسوريا. ولكلّ منها قصّة، لكنّ الجامع المشترك بينها هي السلطة الخارجية على القرار الداخلي. مَن ينظر إلى حال لبنان لا يحتاج إلى شروح وتحليلات، فهذا بلد عريق ينزف على قارعة الطريق ولا مَن ينقذه حتّى أهله.

كلٌّ يريد التثبّت بالزعامة والسلطة، والحزب الحاكم فيه فعليّاً هو حزب إيراني يحكم البلد ويختطف قراره بقوّة السلاح. ولا يزال لبنان بانتظار تسوية سياسية بالمنطقة، أو قل نقلة. فقد وصل لبنان إلى ما وصل إليه الآن بعد رحيل حافظ الأسد، وسقوط صدام حسين، وينتظر لبنان الآن متغيّراً بنفس التأثير ليشهد تغييراً حقيقيّاً، والأعين منصبّة على إيران واجتماعات فيينا.

إقرأ أيضاً: لبنان ينتظر القيادات الجديدة

وبالنسبة إلى سوريا فهي عنوان الفشل الأساس، فعلى أرضها أربعة جيوش وميليشيات إيرانية، وقرار روسي-إيراني، ورجل لا يحكم إلا داخل قصره.

حسناً ماذا عن اليمن؟

الإجابة بسيطة، حيث تحلّ إيران وأتباعها من الحوثيين وحزب الله فإنّ الخراب مضمون. لكنّ ملامح التغيير تظهر الآن في مواقف السعودية وقوى التحالف العربي الجادّة التي بدأت تخاطب إيران هناك وجماعاتها باللغة التي يفهمونها جيّداً.

إقرأ أيضاً

التسوية: لا ثقة للعرب برعاتها وأطرافها

ما صدر عن القمة العربية في البحرين هو الحدّ الأقصى من العمل الدبلوماسي المنضبط في ظلّ عالم مرتبك شديد السيولة، لا ثقة لدى الدول العربية…

هل توفير الحماية الدّوليّة للفلسطينيّين ممكن؟

سارعت الولايات المتحدة إلى إجهاض الإعلان الأهمّ الصادر عن القمّة العربية في البحرين، الداعي إلى نشر قوّات أممية في الأراضي المحتلّة لحماية الفلسطينيين إلى حين…

هل تتكرّر تجربة عون: انتخاب رئيس قبل عودة ترامب؟

هناك قدرة لبنانية على ربط انتخاب رئيس الجمهورية بكلّ مواعيد الاستحقاقات الخارجية، باستثناء المهل الدستورية اللبنانية لكلّ استحقاق. على رأس هذه الاستحقاقات الخارجية الانتخابات الرئاسية…

كيف تقضي الرأسماليّة الصهيونيّة على قوّة أميركا الناعمة؟

“مرّ الكلام زي الحسام يقطع مكان ما يمرّ أمّا المديح سهل ومريح يخدع لكن بيضرّ والكلمة دين من غير إيدين بس الوفا عالحرّ” (أحمد فؤاد…