ضمن فعاليات إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم، وبعد أيام من حفظ ملف الاغتيال في الأدراج المنسية، توجه الكاتب والباحث السياسي مكرم رباح بكلمة نارية، اتهم عبرها حزب الله مباشرة باغتيال لقمان، إليكم النص الكامل للكلمة:
أهلًا بضيوفنا وأصدقائنا من المجتمع الدولي، ومن مختلف الأحزاب والمؤسسات المحلية والدولية، وأهلًا بأصحاب ورفاق النضال ورفاق الأرض.
أهلًا بشيعة لقمان وأهل بيته، أهل البيت من المتنورين والشجعان، يلي ولا مرة خافوا من هزة إصبع حدن، ولا مرة سكتوا متل كواتم الصوت، ولا مرة صدقوا كذبة إنو السلاح والقتل والدم هو طريقنا للخلاص.
اجتمعنا اليوم بعد أربع سنين على اغتيال لقمان، على إيد مجموعة من القتلة، من الخارجين عن المحبة والإنسانية، يلي بيسمّوا حالهم حزب الله، وبعضهم بأسماء تانية متل البعث و”أحزاب البراميل المتفجرة”.
هيدول يلي قتلوا لقمان، ورفيق الحريري، وجورج حاوي، وسمير قصير، ومصطفى جحا، وجو بجاني، ومنير أبو رجيلي، وجوزف سكاف، وغيرهم
وقتلوا الشعب السوري والعراقي واليمني، وخزنوا أطنان من النترات بمرفأ بيروت، أطنان من المتفجرات دمّرت مدينة ما قدر لا حافظ الأسد ولا أرييل شارون يدمرها، وقتلت أهلنا وأولادنا ب٤ آب.
ويمكن الأسوأ من القتل، إنو مفكرين بيقدروا يقنعونا إنو ما الهم خصة، وإنو هنّي قديسين وتلاميذ راهبات!
يلي قتل لقمان مش بس مجرم وحقير… كمان جبان ووضيع. جبان ووضيع لأنه مفكر إنو ست رصاصات قدروا يقتلوا جسم وراس أحد أبرز العقول في المشرق، ويمحوا شعار “صفر خوف” يلي صار محفور بعقلنا وعلى جسمنا.
اليوم، مثل كل سنة من أربع سنين، منجتمع لنحتفل بحياة لقمان، مش بس لنبكي عليه … منجتمع لنحكي عن لقمان وعن المئات من الكتب والمقالات يلي طلعت من تحت إيدو.
توجه الكاتب والباحث السياسي مكرم رباح بكلمة نارية، اتهم عبرها حزب الله مباشرة باغتيال لقمان
عادةً الناس بس تجتمع، بتضيف أكل أو قهوة عن روح يلي بتحبهم… نحنا منقدّم ومنضيف كتب. كتب لقمان، وسعيد الجن، وسلمى مرشاق، ورشا الأمير، وإسكندر الرياشي، وحازم صاغية، والمئات من الأقلام الحرة والشجاعة.
في ناس بتمجد العنف والقوة، وبالنسبة إلهم خردة إيرانية ومسيرات أعراس هي وسيلتهم للفردوس الأعلى… بس الأيام أثبتت إنو هيدول الجماعة مشغولين بأمور الدنيا، وما عندهم وقت لا للجنة ولا لتحرير القدس، بس شاطرين بمسيرات الفتنة والمتسيكلات!
نحنا ما عنا سلاح… بس بكل بيت في مزار للقمان، وبكل بيت في مكتبة، وكتبنا أهم وأكتر من صواريخهم. بس قبل ما نوصل للجزء الاحتفالي، لازم نذكّر العالم بشغلتين:
أولًا، السؤال يلي بينسأل كل يوم: ليش قتلوا لقمان؟
والجواب كل مرة هو ذاته:
قتلوا لقمان لأنه لقمان،
ولأنه حزب الله شغلته القتل، والتهريب، وصناعة الكبتاغون، وتهديد القضاة، والتنازل عن الخط ٢٩، وبوقت فراغهم، اذا فضيوا بيطلعوا بيخونونا.
القضاء، رغم التهديدات، رح ياخد بحقنا.
ولما نحكي عن القضاء، منحكي عن الشرفاء يلي عندهم الكرامة والنزاهة، يلي بيستحقوا يقعدوا على قوس المحكمة، وتكون عبارة “العدل أساس الملك” فوق راسهم، ويحكموا باسم الشعب… مش بأسم الحاج والحرس الثوري!
قبل أيام، قرر قاضي التحقيق يلي بيتابع قضية لقمان “حفظ الملف”،
ويلي ما بيعرف شو يعني “حفظ الدعوى”، يعني كبوا بالزبالة.
وبحسب هيدا القاضي المزعوم، “تم الحفظ بعدما توقفت الجهة المدّعية عن تقديم أدلة إضافية للتوسع بالتحقيق”.
يا ريس، كيف يعني الضحية لازم تقدم دليل عن الجلاد؟
وكيف يعني بدك تدّعي على مجهول، ونحن منعرف مين قتل لقمان؟
نحن منعرف إنو حزب الله هنّي يلي خطفوا لقمان من مزرعة نيحا، وهنّي يلي كانوا عم يلحقوه بسبع سيارات على الأقل، وبعضهم ملثمين!
العدالة ولو سقطت السماوات وصفر خوف والمجد للعقل والمحبة، شعارات راح نبقى نرددها في نضالانا لنخلق عالم بيشبه لقمان و بيشبهكم
مين فيّو يكون ملثم بالجنوب؟
أنا بقلك مين… حزب الله.
يلي خطف إلياس الحصروتي وقتلوه بعين إبل، وحاولوا يمرقوا الجريمة على إنها “حادث”.
بس على كل حال، ما حدا يفكر إنو بيقدر يستعمل القانون ضدنا.
يمكن عندكم سلاح وسفاحين، بس نحن منعرف بالقانون وبالحق، قد ما بتعرفوا بتصنيع وتهريب الكبتاغون والبراميل المتفجرة.
حسرتنا الوحيدة، يمكن، إنو لقمان مش موجود ليحتفل بسقوط نظام الأسد،
وليشوف الشعب السوري يلي كان دايمًا يناصر قضيتهم، وقضية المعتقلين، وقضية اللاجئين بوجه العنصريين.
وقت لقمان كان يدافع عن حق اللجوء، كان نص البلد رافض يصدق المجازر والكيماوي يلي ارتكبتها عصابات الأسد وحلفائهم الإيرانيين بحق الأطفال والأبرياء.
من كم جمعة، رفيقتنا كانت عم تخطب بسوريا، وفجأة طلع صوت من بين الحشد… “الله يرحم لقمان سليم”.
إقرأ أيضاً: لقمان سليم قضيّة حق
هيدا الصوت، رسالة لكل يلي قالوا إنو حكي لقمان ما بيقرب ولا بيأخر، وإنو الحق مع القتلة.
منقلهم اليوم… يلي كان بدو يقتلنا مات، ويلي قتلنا وقتل الشعب اللبناني، يا صار بالقبر، يا هرب.
العدالة ولو سقطت السماوات وصفر خوف والمجد للعقل والمحبة، شعارات راح نبقى نرددها في نضالانا لنخلق عالم بيشبه لقمان و بيشبهكم.