الحزب مستمرّ… رغم التخوّف من ضرب المرافق الحيويّة والمطار

مدة القراءة 4 د

بعدما حُسمت الانتخابات الأميركية بوصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية وفي ظلّ استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان دون توقّف واستمرار المواجهات الحدودية بين المقاومة الإسلامية والجيش الإٍسرائيلي، يقف الحزب أمام عدّة خيارات واحتمالات عديدة وصعبة لها تأثير كبير على دوره ومستقبله في المرحلة المقبلة.

ما هي الخيارات والاحتمالات المتوقّعة خلال الأسابيع المقبلة وإلى حين تسلّم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مهامّه في شهر كانون الثاني من العام المقبل؟ وكيف سيواجه الحزب هذه المرحلة؟ ولماذا يتخوّف من ضرب المرافق الحيوية؟

 

يمكن اختصار الاحتمالات والتوقّعات حول الحزب ومستقبله بنقاط ثلاث:

أوّلاً: استمرار المواجهات وحرب الاستنزاف وعدم التوصّل إلى اتّفاق لوقف العدوان مع احتمال تطوّر الأوضاع في المنطقة إلى مواجهة جديدة بين إيران والكيان الصهيوني.

ثانياً: عودة الحرارة إلى المفاوضات في حال قبِل رئيس الحكومة الإسرائيلي بالاقتراحات اللبنانية التي رفعها إليه المبعوث الأميركي آموس هوكستين والقائمة على القبول بتنفيذ القرار 1701 ونشر الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وعلى الحدود وإنهاء المظاهر المسلّحة. وبالتالي وقف العدوان على لبنان والذهاب إلى تسوية داخلية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ثالثاً: عدم حسم الأمور وانتظار تسلّم الرئيس دونالد ترامب مهامّه ومعرفة رؤيته للسلام في لبنان والمنطقة ووقف الحروب والتوجّه إلى تسوية كبرى في كلّ المنطقة تشارك فيها إيران وكلّ الدول.

رهان الحزب على الميدان

هذه هي الخيارات والاحتمالات المتوقّعة، ويبدو أنّ الحزب من خلال مواقف الأمين العامّ الجديد الشيخ نعيم قاسم يبني خياراته وتوقّعاته على الاحتمال الأسوأ، وهو استمرار المواجهات وحرب الاستنزاف وترك الكلمة للميدان، بحيث تفرض المواجهات القائمة على الحدود وفشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق تقدّم كبير واستمرار المقاومة بإطلاق الصواريخ نحو الداخل الإسرائيلي، على رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العودة إلى خيار التفاوض وتحقيق بعض المكاسب السياسية والأمنيّة قبل تسلّم دونالد ترامب مهامّه.

 يقف الحزب أمام عدّة خيارات واحتمالات عديدة وصعبة لها تأثير كبير على دوره ومستقبله في المرحلة المقبلة

لكن في مقابل هذا التوقّع لدى قيادة الحزب، هناك تخوّف كبير من أن تؤدّي المواجهات القائمة وتطوّر إطلاق الصواريخ باتّجاه الداخل الإسرائيلي إلى قيام الجيش الإسرائيلي بزيادة مساحات التوغّل البرّي وتصعيد القصف بحيث يطال المرافق الحيوية مثل المطار والمرفأ، كما حصل قبل عدّة أيام عندما اقترب القصف من محيط مطار الرئيس رفيق الحريري دون أن يطاله مباشرة، لكنّه ترك آثاره على بعض المدارج والقاعات، وذلك ردّاً على استهداف المقاومة الإسلامية محيط مطار بن غوريون قرب تل أبيب.

الحزب

ضربة استباقيّة ضدّ إيران؟

قد يتزامن التصعيد على الجبهة اللبنانية مع تصعيد كبير على الجبهة الإيرانية – الإسرائيلية من خلال الردّ الإيراني المتوقّع على إسرائيل أو قيامها بعملية عسكرية كبيرة واستباقية ضدّ إيران متجاوزاً الخطوط الحمر التي وضعها الأميركيون للضربة الأخيرة.

في ضوء كلّ ذلك سيكون التصعيد هو سيّد الموقف، وهو ما سيؤدّي إلى انعكاسات داخلية، وسيواجه الحزب المزيد من التحدّيات على مختلف الصعد. وعلى الرغم من الثقة الكبيرة التي تحدّث عنها الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير حول الوضع الميداني وقدرات المقاومة، فإنّ من المهمّ الحذر والانتباه لكلّ المعطيات، وخصوصاً على صعيد الجبهة الداخلية وتطوّر ملفّ النازحين.

لكن هل يمكن أن تحصل مفاجأة ما بالعودة إلى المفاوضات أو حصول ضغوط أميركية أو دولية لوقف العدوان قبل تسلّم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مهامّه؟

هذا الاحتمال وارد، لكنّه ضعيف جدّاً. والحزب لا يمانع ذلك، وأبدى مرونة كبيرة خلال المفاوضات بالتنسيق مع الرئيس نبيه بري، وسيكون حاضراً لأيّ احتمال والتركيز على ملفّات ما بعد الحرب، خصوصاً ملفّ الإعمار وعودة النازحين.

حسب معلومات من أوساط الحزب، فإنّه جاهز لكلّ الاحتمالات، سواء ذهبنا إلى المزيد من التصعيد وحرب الاستنزاف أو عدنا إلى المفاوضات أو حصلت تسوية كبرى في المنطقة. ولديه خيارات متعدّدة وقدرة كبيرة على التكيّف في إدارة كلّ المراحل. ولا تزال بنيته السياسية والتنظيمية والعسكرية ناشطة على الرغم من الضربات التي تعرّض لها خلال الشهرين الماضيين.

 

لمتابعة الكاتب على X:

@KassirKassem

مواضيع ذات صلة

سرّ اجتماع غازي عنتاب الذي “أسقط” الأسد

حملت الساعات الأخيرة التي سبقت سقوط النّظام السّوريّ السّابق ورئيسه بشّار الأسد اجتماعات علنيّة وسرّيّة لمناقشة مرحلة ما بعد الأسد. أبرزها اجتماع شهدته مدينة غازي…

اسقاط بشّار… ماذا عن “الحزب”؟

ما وَصَفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ “الخطير جدّاً” حيال ما يحدث في سوريا، وبأنّه “مؤامرة متورّطة فيها قوى كبرى”، تعاطت معه معظم القوى…

نصيحة “جمهوريّة” لعين التّينة: رئيس بـ86 صوتاً… أو التّأجيل

لا تختلف الإدارتان، الديمقراطية والجمهورية، في مقاربتهما لمسار الحلّ في المنطقة. الفارق الوحيد بينهما هو الأسلوب. فبينما اعتمد الرئيس جو بايدن سياسة الجزرة ثمّ العصا…

البركان السّوريّ يُربِك الحكومة وتخوُّف من دورٍ لـ”الحزب”

مع عقد الاجتماع الرسمي التقنيّ الأوّل يوم الثلاثاء للجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار يدخل جنوب الليطاني، ومعه شمال الليطاني وصولاً إلى الحدود الشرقية…