إسرائيل تبالغ.. وإيران تقلل.. وأمريكا تسوّق نجاحاً

مدة القراءة 2 د

هذا ما حدث جرّاء معركة “الفجر” الأقرب إلى مسرحية متفق على كل فصولها، تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً.

بمقارنة بين ما كانت إسرائيل تقوله في حكاية الرد على إيران، وما قامت به فعلاً، فإن الأمر لم يتجاوز تظاهرة استعراضية ضجيجها أكبر بكثير من فعلها، وهذا أقصى ما استطاعته إسرائيل.

أمّا إيران، التي استقبلت أجواءها أكثر من مائة طائرة حربية ومسيّرة، فقد قللت من نتائج الضربة، ربما لتفادي حتمية الرد عليها، وكذلك توجيه رسالة للجمهور والحلفاء، بأنها ستلتزم بقاعدة الرد المتناسب الذي قد يتحول إلى لا رد.

أمريكا وفي الأيام القليلة المتبقية على الانتخابات الحاسمة، تسوّق نجاحاً في تحجيمها للرد الإسرائيلي، على نحو يمكّنها من الادعاء بمنع انجرار المنطقة إلى حرب إقليمية، مع أنها تدرك بأن لا أحد يريد هذه الحرب أصلاً، غير أنها في زمن شح الإنجازات تعمل على تسويق ما حدث، والإفادة منه.

الخلاصة.. المعارك المتفق على حجمها، والتي ميّزت الرد والرد على الرد، بين إيران وإسرائيل لها ضحيتان حقيقيتان تدفعان الثمن، لبنان وفلسطين.. لبنان أقرب إلى الحل على قاعدة قرار مجلس الأمن 1701 وغيره من القرارات، والنقاش الدائر الآن حول كيفية التنفيذ بعد إدخال تعديلات تفرضها نتائج الميدان.

فلسطين… أبعد عن الحل، بفعل نهج إسرائيل القائم على إدامة الصراع فيها تجنباً لفتح مسار سياسي جدي، لا ينهي الحرب فقط كما بل كما يريد العالم حلاً سياسيا جذرياً للقضية الفلسطينية.

هذا ما تمخضت عنه معركة “الفجر” التي كما قلنا في البداية هي أقرب إلى مسرحية تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً.. أمريكياً إسرائيلياً وإيرانياً.

 

*نقلاً عن موقع “مسار”

مواضيع ذات صلة

وقف حرب لبنان: ركيزة الحاضنة العربيّة؟

لماذا يعطي بنيامين نتنياهو هدية لإدارة راحلة في وقت يسعى بما أوتي من تأثير إلى أن يخسر الديمقراطيون الانتخابات الرئاسية الثلاثاء المقبل؟ بعد الخيبة من…

… وتعود الكرة إلى ملعب “أبو مازن”

هذا ما سيحدث عاجلاً أم آجلاً: قد تتبلور حلول لجبهة الردّ والردّ على الردّ، وإن لم تكن نهائية وحاسمة، لكنّها وفق كلّ المؤشّرات ستظلّ محصورةً…

هل دقّت ساعة النّوويّ الإيرانيّ؟

الضربة الجوّية الإسرائيلية على إيران لم تكن “مزلزلة” كما توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولم تكن فتّاكة ومميتة كما هدّد وزير حربه يوآف غالانت….

هل تدركون ماذا يعني 1 تشرين الثاني الآن؟

 إنّه واحد تشرين الثاني 2024. اليوم الأوّل، من السنة الثالثة من الفراغ الرئاسي الرابع في ما بقي من دولة لبنان. وللمصادفة، هو عيد جميع القدّيسين،…