لابيد يدعو لإنشاء جيش جديد في الجنوب

مدة القراءة 4 د

يعتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أنّ “الحرب المستمرّة بين إسرائيل والحزب هي فرصة، وربّما الأخيرة، للبنان ليصبح دولة طبيعية مرّة أخرى”. لكنّ ذلك يتطلّب في رأيه “هزيمة الحزب بشكل كامل، وإقامة إدارة وجيش جديدين في جنوب البلاد”.

 

بالنسبة للابيد “لبنان لم يعد دولة حقيقية. لا رئيس له، بل مجرّد وصيّ دائم. اقتصاده مدمّر وتضخّم أسعار الموادّ الغذائية فيه مستشر. وتقدّر منظّمة اليونيسيف أنّ 90% من الأطفال فيه لا يتلقّون وجبات منتظمة. والكهرباء والمياه متاحتان لبضع ساعات فقط في اليوم. لقد أدّى الفساد إلى تفكيك جميع مؤسّساته، ويعيش جيشه الضعيف في خوف من الحزب، الذي هو منظّمة إرهابية لا ترحم تديرها إيران”. ويعتبر أنّ “هذا ما يحدث لبلد تغلب عليه جماعة إرهابية إسلامية، وما يحدث أينما كان لإيران وجود: تصبح الدول أكثر ضعفاً وفقراً وأكثر انقساماً. عندما تحوّل إيران دولة إلى قاعدة لوكلائها، فإنّ هذا البلد يصبح في حالة خراب. ومن أبرز الأمثلة على ذلك لبنان وسوريا واليمن والعراق”.

في رأي لابيد الذي شغل منصب رئيس وزراء إسرائيل منذ الأول من تموز 2022 بعد استقالة نفتالي بينيت حتى 29 كانون الأول 2022، وشغل منصب وزير الخارجية منذ 13 حزيران 2021 حتى 29 كانون الأول 2022، وفقاً لمقالته في صحيفة “إيكونوميست” البريطانية: “إذا كان العالم يريد إنقاذ لبنان، فعليه أن يحدّد هدفاً واحداً: القضاء على القوّة العسكرية للحزب. وهذا ليس مجرّد طموح إسرائيلي، بل يجب أن يكون طموحاً لبنانياً. وما دام الحزب يسيطر على لبنان، فلن يتعافى البلد أبداً. بالنسبة للحزب يشكّل الاقتصاد المنهار وإضعاف الحكومة المركزية عنصرين أساسيَّين في سيطرته على لبنان. فهو يموّل، باستخدام الأموال التي يجنيها من إيران وتجارة المخدّرات، دولة داخل الدولة تهدف إلى فرض التطرّف الإسلامي العنيف”.

يعتقد لابيد أنّ “الحرب الحالية قد تكون أكثر من مجرّد كارثة أخرى تضاف إلى سلسلة طويلة من الكوارث عانى منها لبنان، بل قد تستخدم كفرصة لاختيار مستقبل مختلف”.

إلى جانب هذا الاستثمار، سيحتاج المجتمع الدولي، كما يرى لابيد، إلى تعيين نوع من لجنة إشراف ورقابة على لبنان لإدارة حياته

يضيف: “يجب على العالم أن يدعم إسرائيل في حربها، دون تحفّظات ودون خوف. فهذه ليست حرباً متناظرة. إسرائيل أقوى بكثير من الحزب، وبوسعها، بالدعم المناسب، أن تحطّم قوّته العسكرية وتدمّر تأثير الترهيب الذي يسبّبه داخل المجتمع اللبناني. وفي الوقت نفسه، يحتاج العالم إلى استثمار الموارد اللازمة في إعادة تنظيم الهيكل السياسي للبنان، والأهمّ من ذلك إعادة بناء جيشه”.

يوضح: “يتقاضى الجنود اللبنانيون حالياً 120 دولاراً في الشهر، وحتى هذه الأموال لا تصل دائماً. ومن خلال قليل من الاستثمار الدولي، يمكن بناء جيش لبناني جنوبي يتمركز جنوب نهر الأوّلي، ليكون بمنزلة حاجز بين إسرائيل والحزب. في الماضي كان جيش لبنان الجنوبي الموجود في هذه المنطقة مختلفاً تماماً وأكثر محدودية، وكان كياناً منفصلاً تماماً عن الجيش الرسمي للبنان، وتصرّف دون تنسيق أو تعليمات من حكومة البلاد. يجب أن يكون الأمر مختلفاً هذه المرّة. فإذا تقاضى كلّ جندي في جيش جديد 500 دولار شهرياً، فسيكون هناك طوفان من المجنّدين الجدد الذين يمكن تدريبهم من قبل ضباط عسكريين فرنسيين وإماراتيين وأميركيين. وسيكون دافعهم ليس فقط هذا الراتب الأعلى، لكن أيضاً الحافز الوطني للشباب اللبناني لاغتنام الفرصة من أجل مستقبل أفضل لبلدهم”.

إقرأ أيضاً: إغناتيوس: إسرائيل كانت ستضرب “السّيّد” في 11 أكتوبر

إلى جانب هذا الاستثمار، سيحتاج المجتمع الدولي، كما يرى لابيد، إلى تعيين نوع من لجنة إشراف ورقابة على لبنان لإدارة حياته المدنية لفترة محدّدة حتى يمكن إجراء الانتخابات ويمكن لحكومة جديدة أن تتولّى زمام الأمور. وستساعد هذه المجموعة في وضع لبنان على مسار المسؤولية الماليّة، وتنفيذ إصلاحات جادّة لمكافحة الفساد، وبناء المؤسسات اللازمة لإنشاء دولة لبنانية قابلة للحياة. وستحتاج إلى إشراك الطوائف اللبنانية الأربع الكبرى: المسيحيين، والسُّنّة، والشيعة، والدروز. وفوق كلّ ذلك، يتعيّن عليها أن تفعل ما لم يتمّ فعله في لبنان منذ فترة طويلة: العمل من أجل المواطنين اللبنانيين وليس لمصلحة المنظمة الإرهابية التي سيطرت على البلاد.

 

لقراءة النص الأصلي: إضغط هنا

مواضيع ذات صلة

20 ك2: أوّل موعد لوقف إطلاق النّار

في حين أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أنّ إسرائيل تضع خططاً لتوسيع هجومها البرّي في جنوب لبنان، نقلت صحيفة “فايننشيل تايمز” البريطانية عن…

نصائح أوروبيّة وكوريّة… للتّعامل مع ترامب

تستعدّ الحكومات الحليفة والصديقة للولايات المتحدة الأميركية، كما العدوّة والمنافسة لها، لتحوّلات مقلقة وإدارة أكثر تقلّباً في واشنطن في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية الأميركية مع…

عماد أمهز: عملية خطف أم إنقاذ؟

هل كان القبطان اللبناني الذي اختطفته إسرائيل وادعت أنه مسؤول عسكري في الحزب، عميلاً مزدوجاً؟ سؤال طرحته مراسلة صحيفة “التلغراف” البريطانية من تل ابيب، بشأن…

مسلم أميركي يُحذّر: دعمنا لترامب “تدمير للذات”

ظهرت حديثاً مجموعة من القادة الأميركيين العرب والمسلمين الأميركيين في ميشيغان على خشبة المسرح في تجمع حاشد للمرشح دونالد ترامب وحثوا مجتمعاتهم على التصويت له….