بوتين – بايدن: منازلة جديدة.. وربّما الأخيرة

2024-03-31

بوتين – بايدن: منازلة جديدة.. وربّما الأخيرة

مدة القراءة 6 د.

فور تنصيبه رسمياً في 20 كانون الثاني عام 2021، كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، بدأ جو بايدن بتغيير اللهجة تجاه روسيا  ورئيسها فلاديمير بوتين. في قطيعة واضحة مع السياسة الدبلوماسية التي انتهجها سلفه دونالد ترامب. وذلك عندما كشف في خطاب أمام موظّفي وزارة الخارجية في واشنطن عن الخطوط العريضة للدبلوماسية الأميركية الجديدة. لا سيما إزاء قضايا الشرق الأوسط وروسيا. متعهّداً بـ”بناء تحالفات دولية جديدة” مع التصدّي بقوّة لروسيا والصين في خطوة منه لإنهاء السياسة التي اتّبعها سلفه ترامب تجاه هذين البلدين.

 

يبدو أنّنا أمام الجولة الأخيرة من هذه المنازلة التي ناهزت نحو أربع سنوات. حيث بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (71 عاماً) ولاية جديدة وتوشك فترة الرئيس الأميركي جو بايدن (81 عاماً) على الانتهاء. وذلك في منازلة ربّما تكون الأخيرة بينهما، وتنتهي بضربة قاضية لبوتين، وخروج بايدن من حلبة الصراع على الساحة الدولية، وبالتالي اعتزاله العمل السياسي نهائياً.

بالشكل، بايدن الذي أنهكته أعوامه الواحد والثمانون، ذهنياً، حيث نصّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيساً للمكسيك… أو جسدياً، حيث تراه متعثّراً على سلّم طائرة، أو يسقط أرضاً خلال حفل تكريم، ليسارع مرافقوه لمساعدته على الوقوف على قدميه، أو يسقط عن درّاجة هوائية.. وكلّ ذلك أمام كاميرات وسائل الإعلام المرئية، وهو ما دفع كثيرين في بلاده للمناداة بإجراء فحوصات شاملة له للتأكّد من أهليّته في إدارة دولة بحجم الولايات المتحدة الأميركية.

فور تنصيبه رسمياً في 20 كانون الثاني عام 2021، كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، بدأ جو بايدن بتغيير اللهجة تجاه روسيا  ورئيس فلاديمير بوتين

بوتين الرياضي… بايدن العجوز

في المقابل بوتين لم يصرفه منصبه كرئيس للبلاد، عن استعراض مهاراته الرياضية أمام بلاده والعالم أجمع. فتارةً تجده يرتدي حزامه الأسود خلال مشاركته في مسابقة لعبة “الجودو”، وتارةً أخرى يشقّ المياه بكتفيه أثناء ممارسة السباحة، أو يضرب بيد من حديد بمباراة للهواة في هوكي الجليد في ساحة للألعاب الأولمبية.

يحرص على نشر صور له خلال ممارسته الرياضة مواصلاً مسلسل استعراض قدراته الجسدية وإظهار صورته ليس بوصفه رئيساً لواحدة من أقوى دول العالم فحسب، بل كشخص قويّ مفتول العضلات أيضاً.

الأجواء في روسيا مختلفة كلّياً. رئيس قويّ يتمتّع بقدرات هائلة، يصول ويجول من شرق البلاد إلى غربها. يعقد المؤتمرات والندوات. يجتمع بالشباب، مؤكّداً إيمانه بالشباب الروسي، ومتعهّداً مواصلة بناء روسيا كبلد الفرص لهم.

وإذ شدّد على احترامه للقيم العائلية ومعارضته لكلّ ما يعكّر صفو العلاقات الاجتماعية، قرّر زيادة المخصّصات للعائلات الأقلّ دخلاً، طالباً منهم المزيد من الإنجاب للحفاظ على الأسرة، مرفقاً ذلك بخطّة ذكيّة اعتمد فيها على مبدأ التعاقد في السلك العسكري بدلاً من الخدمة الإلزامية، متجنّباً بذلك جرّ أبنائهم إلى الحرب.. فسلِم من سخط الأهالي .

اقتصادياً هو مرتاح، حيث تجري الرياح، وما زالت، بما تشتهي سفنه.. مستغنياً عن أوروبا بعدما منع تمدّدها إلى أوكرانيا. حصد بالمقابل أصدقاءً جدداً وأسواقاً جديدة، وحفظ احترامه لدى قادة دول عربية وآسيوية كبيرة. أمّا فلسطين، فلم يخذل أهلها، بل ناصرهم ولا يزال في المحافل الدولية.

بوتين

تداعيات حرب أوكرانيا ومذابح غزّة على بايدن

في المقابل، أنهكت حرب أوكرانيا جيوب دافعي الضرائب الأميركيين من دون إحراز أيّ تقدّم، فيما الأمور آيلة إلى التدهور السريع. وهو ما دفع بعض حلفاء بايدن الأوروبيين إلى التحذير من خطورة التعرّض لأوديسا أو كييف والتهديد بالتدخّل. وزادت حرب غزة الطين بلّة، وقضت على ما بقي من شعبية الرجل العجوز. الذي ما عاد أحد يطيق سماع كلماته المؤيّدة للاحتلال الإسرائيلي بعدما استباحت حكومة بنيامين نتنياهو كلّ المحرّمات في غزة طولاً وعرضاً.

وفقاً للتوقّعات، احتفظ بوتين بمنصبه واحتفظ  بلقب سيّد الكرملين لستّ سنوات أخرى يكمل فيها ما بدأه من سياسات في صولاته وجولاته على الساحة الدولية

في محاولة منه للهرب من سخط الناس وتلميع صورته أمام الناخب الأميركي. علّه يحاول كبح جماح منافسه التقليدي دونالد ترامب الذي يسير كالقطار السريع إلى البيت الأبيض. خرج بايدن بتصريح يأمل أن ينقذه من مأزقه دعم فيه حرب الإبادة في غزة. عندما أعلن أنّه سيرسل طائرات مساعدات ترمي الفتات لأهالي غزة. بل وصل به الأمر إعطاء تعليماته بإقامة مرفأ قبالة سواحل غزة في القريب العاجل، لإيصال المساعدات لأهالي القطاع. فيما آلاف الشاحنات تنتظر الإذن بالدخول عند معبر رفح على الحدود المصرية.

انتخابات رئاسيّة روسيّة تختلف عن سابقاتها

للمرّة الأولى منذ عام 2008 تنافس أربعة مرشّحين على منصب الرئاسة في هذه الانتخابات، وهم: فلاديسلاف دافانكوف (الشعب الجديد)، فلاديمير بوتين (مرشّح مستقلّ)، ليونيد سلوتسكي (الحزب الديمقراطي الليبرالي)، ونيكولاي خاريتونوف (الحزب الشيوعي الروسي).

– دافانكوف (مواليد 25 شباط 1984، سمولينسك) شخصية عامّة، رجل أعمال، نائب رئيس مجلس الدوما في الجمعية الفدرالية للاتّحاد الروسي منذ 12 تشرين الأوّل 2021. النائب الأوّل لرئيس “حزب الشعب الجديد” منذ 11 تشرين الأوّل 2021.

– بوتين (مواليد 7 تشرين الأول 1952، لينينغراد) درس القانون في جامعة لينينغراد. كان ضابط مخابرات في المخابرات السوفيتية لمدّة 16 عاماً، قبل استقالته عام 1991 لدخول السياسة في سانت بطرسبرغ.

انتقل إلى موسكو عام 1996 وانضمّ إلى إدارة الرئيس بوريس يلتسن حيث شغل منصب مدير جهاز الأمن الفدرالي الروسي، ثمّ رئيساً للوزراء. أصبح القائم بأعمال الرئيس في 31 كانون الأول 1999 عندما استقال يلتسن حتى عام 2008. شغل منصب رئيس روسيا الاتحادية منذ عام 2012. بين فترتَي رئاسته، كان أيضاً رئيس وزراء روسيا تحت رئاسة أحد المقرّبين منه، وهو الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف.

– سلوتسكي (مواليد 4 كانون الثاني 1968، موسكو) سياسي. رئيس “الحزب الديمقراطي الليبرالي الروسي” (LDPR) منذ 27 أيار 2022.

الأجواء في روسيا مختلفة كلّياً. رئيس قويّ يتمتّع بقدرات هائلة، يصول ويجول من شرق البلاد إلى غربها

– خاريتونوف (مواليد 30 تشرين الأول 1948، ريزينو في منطقة نوفوسيبيرسك). رئيس لجنة مجلس الدوما لتنمية الشرق الأقصى والقطب الشمالي منذ 12 تشرين الأول 2021. عضو هيئة رئاسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية.

بوتين باقٍ… ماذا عن بايدن؟

من المقرّر أن يتمّ تنصيب الرئيس المنتخب للاتحاد الروسي في 7 أيار 2024، ليتولّى رئاسة الاتحاد الروسي لمدّة ستّ سنوات، أي حتى 7 أيار 2030.

وفقاً للتوقّعات، احتفظ بوتين بمنصبه واحتفظ  بلقب سيّد الكرملين لستّ سنوات أخرى يكمل فيها ما بدأه من سياسات في صولاته وجولاته على الساحة الدولية. التي خرج منها، إن لم نقل منتصراً، لكن محافظاً على دور بلاده وريادتها على الساحة الدولية. بفعل تمرّسه سنوات طويلة في جهاز الاستخبارات السوفيتية (الكي جي بي) في الاتحاد السوفيتي السابق…

فماذا عن جو بايدن؟

إقرأ أيضاً

مهلة حزيران للحزب: الرئاسة… أو نتنياهو

تعدّدت المهل التي أُعطيت لإنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون أن تَصدُق أيّ منها. إلا أنّ العام الثاني للفراغ اختلفت حساباته مع حرب غزة. في الواقع…

“الخماسية” في عوكر: “صيانة” دوريّة للحلّ

انعقد أمس الاجتماع الخامس للّجنة الخماسية المُمثّلة لواشنطن وباريس والدوحة والرياض ومصر في مقرّ السفارة الأميركية في عوكر في ظلّ حدثين بارزين: استنفار لبناني رسميّ-أمنيّ…

“قمّة فلسطين” على أرض التطبيع؟

“هي قمّة استثنائية على الرغم من انعقادها في دورتها العاديّة الـ33 لأنّها تأتي في ظرف استثنائي حرج وتوقيت صعب”، كما جاء على لسان وكيل الخارجية…

الجيش بين باسيل و السيّد!

استبق الأمين العامّ للحزب السيّد حسن نصرالله جلسة التوصيات النيابية اليوم في شأن هبة المليار يورو بسلّة ضوابط لم يحِد فيها الحزب عن الخطوط العريضة…