القضية ليست “المالية”.. ابحثوا عن العقوبات

2020-09-14

القضية ليست “المالية”.. ابحثوا عن العقوبات

مدة القراءة 3 د.


كتب ز.ع

 

ليست القضية حقيبة مالية ولا أيّ حقيبة أخرى، من الداخلية مروراً بالطاقة وانتهاءً بالخارجية، فالأطراف السياسية كافة، حزب الله وحركة أمل وتيار المستقبل والمردة والتيار الوطني الحرّ، تعهّدوا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الصنوبر بالالتزام بالمبادرة الفرنسية التي تقوم على تشكيل حكومة اختصاصيين مصغّرة (14 وزيراً) والمداورة في الحقائب الرئيسية.

إقرأ أيضاً: حسان الرفاعي: التوقيع الثالث.. بدعة للقبض على القرار المالي

ما حصل هو أنّ حدثاً كبيراً هزّ أركان التفاهم اسمه “العقوبات الأميركية”، والتي طاولت الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس.

لقد نظر الثنائي الشيعي إلى المبادرة الفرنسية كبوابة لهما ولمحور الممانعة إلى فتح حوار مع المجتمع الدولي بداية اليوم مع فرنسا وغدا،ً ولما لا؟ مع الولايات المتحدة الأميركية. فالإدارة الأميركية كما وصل إلى قيادتي “الثنائي”، على اطلاع كامل على تحرّك الرئيس الفرنسي  إيمانويل ماكرون والمبادرة التي يحملها. وهو ما جعل الثنائي يتعامل مع المبادرة الفرنسية كأنها انتصار له، أو نجاحٌ في كسر طوق الحصار المفروض عليه أميركياً.

الخميس المقبل سيكون موعداً فاصلاً للجميع. فاليوم الذي يليه سنكون أمام خاسرٍ حتماً، أقله في الشكل، طالما أنّه في المضمون، سيكون الكلّ خاسراً

جاءت العقوبات الأميركية بحقّ الوزيرين خليل وفنيانوس لتبدّد الصورة بما فيها من وقائع ومن أوهام. لقد قرأ الثنائي الشيعي العقوبات على أنّها عملية ضرب تحت الحزام في وقت الاستراحة بالمباراة. ولذا، فهي تتجاوز القوانين، ولا استئناف للمباراة دون وقف هذا التجاوز.

ينتظر الثنائي الشيعي، وفق مصادر مطلعة، موقفاً فرنسياً واضحاً يستند إلى نقطتين: الأولى هي رفض العقوبات التي صدرت بحقّ الوزيرين خليل وفنيانوس، والثانية هي حصول فرنسا على تعهّد أميركي يوقف هذه العقوبات، ليكون ذلك ممرّاً لعودة الالتزام بالمبادرة الفرنسية وتالياً تسهيل تشكيل الحكومة.

والوقت عامل ضغط على الجميع في الجهتين. فحزب الله وحلفاؤه يدركون تماماً أنّ سقوط المبادرة الفرنسية يعني عزلة دولية كاملة على لبنان، وتدهوراً اقتصادياً غير مسبوق، وما يمكن أن يشكّل ذلك من تداعيات على الوضع الأمني والاستقرار العام. من جهته الرئيس ماكرون يدرك أنّ سقوط مبادرته سينعكس سلباً عليه في الداخل الفرنسي مع عودة أصحاب السترات الصفراء إلى شوارع باريس. فيما الولايات المتحدة الأميركية لديها “ابتسامة ديفيد شينكر الدائمة. فهي تنظر الى أن لا شيء مستعجل الآن، ومن يرفض التنازل اليوم سيجد نفسه ملزماً بالتنازل غداً.

الخميس المقبل سيكون موعداً فاصلاً للجميع. فاليوم الذي يليه سنكون أمام خاسرٍ حتماً، أقله في الشكل، طالما أنّه في المضمون، سيكون الكلّ خاسراً.

إقرأ أيضاً

الورقة الفرنسية: سياسة العصا والجزرة

 لحظة تسلّم رئيس مجلس النواب نبيه بري الورقة الفرنسية فضّل الاطّلاع عليها منفرداً في منزله. في اليوم الثاني أسرّ لمحيطيه بمضمونها السلبي. مجرد تسريب خبر…

هل يدفع الحزب رئاسيّاً… ليحمي ظهره بعد “التسوية”؟

ليست المواجهة في المشهد اللبناني بين الحزب وإسرائيل فقط. لأنّ الأميركيين منذ ما قبل الانهيار في البلد، قرّروا الاستغناء عن “الدور بالوكالة” ودخلوا بالأصالة لتخليص…

من يسعى لشيطنة السُنّة في لبنان؟

من يسعى لشيطنة السُنّة في لبنان، من صيدا إلى طرابلس وعكّار، مروراً بالعاصمة بيروت؟ المشهد ينسخ نفسه ظهور مسلّح نافر ومستفزّ تشهده مراسم التشييع التي…

البيسري في سوريا: محاصرة النزوح!

 يزاحم ملفّ النزوح السوري كلّ الملفّات الطارئة، وعلى رأسها مصير الورقة الفرنسية المعدّلة وردّ الجانبين اللبناني والإسرائيلي عليها. زيارة اليوم لكلّ من الرئيس القبرصي نيكوس…