مصير ترامب معلّق بفيروس كورونا

مدة القراءة 5 د

 

هاري أنتن (Harry Enten) سي أن أن، تموز 25   

قبل مائة يوم من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ما زال المرشح الديموقراطي جون بايدن يتصدّر استطلاعات الرأي متقدّماً على الرئيس دونالد ّترامب مرشح الحزب الجمهوري. وبنظرة إلى التاريخ، ومع أنّ بايدن صاحب الأفضلية بوضوح، إلا أنّ انتصاره ليس مؤكداً بعد، قياساً إلى انتخابات سابقة.

 

1- هذه الانتخابات لا تتعلّق بالاقتصاد على نحوٍ نادر

إنّ استطلاع الرأي الذي نظمته قناة “فوكس نيوز” الشهر الماضي، كشف أنّ 29% من الناخبين يقولون إنّ وباء كوفيد -19 هو الموضوع الأكثر أهمية، فيما قال 15% من الناخبين إنّ الموضوع الأهم هو الاقتصاد. أي إنّّ الاهتمام بكورونا، هو بمعدل الضعف تقريباً.

وبالعودة إلى الوراء، قليلة هي الانتخابات الأخيرة التي لم يكن موضوعها الرئيسي هو الاقتصاد. وفقط في هذه الانتخابات، فاز المرشح بناءً على برنامج انتخابي غير اقتصادي.

في الانتخابات الحالية، فإنّ اختيار الناخبين متعلّق بقوة بما يعتقدونه الأفضل للتعامل مع وباء كوفيد-19.

إقرأ أيضاً: كورونا: إصابات أميركا تتجاوز الصين والهند وأوروبا مجتمعين

إذاً، فلكورونا دور كبير في تكوين تصوّرات الناخبين عن بايدن وترامب. ويعني هذا في السباق الرئاسي أنّ ترامب حالياً في مأزق كبير. يعني أيضاً أنه إذا تغيّرت صورة الوباء إلى الأفضل في شهر تشرين الثاني، فقد يعود ترامب إلى حلبة المنافسة.

 

2- بناء على ما سبق، فإنّ معدّل تأييد ترامب سيء جداً

الآن، يحظى ترامب بنسبة 40% من التأييد مقابل 55% من المعارضة، وهو ما يجعل الفرق الصافي ناقصاً 15 نقطة. ومنذ عام 1940، لم يفز أيّ رئيس ولاية ثانية بمعدل تأييد ضعيف مثل هذا. وأقرب حالة إليه، هو الرئيس هاري ترومان عام 1948، وكان معدّل التأييد له أفضل من ترامب الآن بعشر نقاط تقريباً، وكان لديه ناقص ست نقاط.

يحتاج ترامب إلى معدّل تأييد يفوق معدّل الخطأ في الاستطلاعات حتى يفوز بالانتخابات

وكمجموعة، فإنّ الرؤساء جيرالد فورد، وجيمي كارتر، وجورج بوش الأب، لم يفوزوا بولاية ثانية، وكان لديهم معدّل تأييد صافٍ مشابه لمعدل ترامب الآن، وهو ناقص 13 نقطة.

وعلى أيّ حال، فإنّ صافي معدّل التأييد لترامب لا يقترب من معدّل التأييد للرؤساء الذين فازوا بولاية ثانية، وهو زائد 23 نقطة.

 

3- ما زال فوز ترامب ممكناً ضمن هامش الخطأ

يحظى جون بايدن بتفوّق على ترامب في معدّل التأييد له يتراوح بين 8 نقاط (في كلّ استطلاعات الرأي ضمناً)، و12 نقطة (استطلاع رأي مباشر أثناء الحوار معه) وهذا بحسب كيفية احتسابه. وهذا فارق كبير.

وإذا ما نظرنا إلى استطلاعات الرأي قبل 100 يوم من الانتخابات منذ عام 1940، فإنّ الفارق بين استطلاعات الرأي في هذه اللحظة قبل 100 يوم ونتيجة الانتخابات يبلغ 10 نقاط. وإذا ما نظرنا إلى الانتخابات (عددها سبعة) حيث لم تكن استطلاعات الرأي ما بين غقد المؤتمرات الحزبية في تلك اللحظة، فإنّ الفرق ينحدر إلى ست نقاط.

لذلك، يحتاج ترامب إلى معدّل تأييد يفوق معدّل الخطأ في الاستطلاعات حتى يفوز بالانتخابات. ويحتاج أيضاً أن يكون هامش الخطأ لمصلحته لا لمصلحة بايدن. وهذا غير مرجّح.

مع ذلك، يبقى بعض الأمل من سابقة ترومان عام 1948، الذي كان معدّل التأييد له منخفضاً في استطلاعات الرأي. وفاز ترومان بفارق خمس نقاط.

 

4- تقدّم بايدن واضح في المجموع الانتخابي

إذا ما نظرنا إلى معدّل التأييد في استطلاعات الرأي في كلّ ولاية، فإن بايدن متقدّم في الولايات التي تضمّ 352 ناخباً، مقابل 186 ناخباً لترامب. ويضاف إليها تقدّمه بنقطة على ترامب في جورجيا (16 ناخباً) وفي تكساس (38 ناخباً).

ومن المؤكّد أنّ بايدن سيفوز بأكثر من 400 ناخب (من مجموع الولايات المؤيدة له) إذا ما حدثت الانتخابات الرئاسية الآن.

يستمرّ بايدن في الحصول على معدّلات أفضل، ويُنظر إليه على أنه أكثر صدقاً من كلينتون

ثمة إشارة ضئيلة بإمكانية أن يطيح به المجموع الانتخابي كما أطاح بهيلاري كلينتون عام 2016. وذلك، لأنّ معدّله المتقدّم في ولايات أساسية مثل فلوريدا وميتشيغان وويسكونسين، يشابه معدّل التأييد له على مستوى قومي.

 

5- لا تشبه هذه الانتخابات ما حدث عام 2016

بالقياس مع انتخابات عام 2016، فإنّ وضع بايدن الآن أفضل بكثير من وضع هيلاري كلينتون آنذاك. فقد حقّقت كلنيتون ذروة التأييد في استطلاعات الرأي على المستوى القومي، في اللحظة نفسها. فقد نظّمت مؤتمراً ديموقراطياً ناجحاً على مستوى قومي، وحصلت على معدل تأييد 44% و38% على التوالي في استطلاعات رأي أثناء حوارين مباشرين، قبل 100 يوم من الانتخابات.

أما بايدن، فحصل على معدل 52% مقابل 40% لترامب في استطلاع رأي خلال حوار مباشر في شهر تموز الحالي. ويعني هذا أنه حقق معدّلاً يفوق 50% بخلاف كلينتون، وحاز على ضعف المعدّل الذي حصلت عليه كلينتون بعد انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي.

ويستمرّ بايدن في الحصول على معدّلات أفضل، ويُنظر إليه على أنه أكثر صدقاً من كلينتون.

ببساطة، تميل الكفة إلى بايدن. لكن ما زال الوقت متاحاً لعودة ترامب إلى المنافسة.

 

مواضيع ذات صلة

“الحزب” لرئيس الحكومة: إصرِف من جيْب الحكومة!

بين الميدان وغرف المفاوضات المُحصّنة في تل أبيب و”الثلاثاء الأميركي الكبير”، سقطت الرهانات على وقف لإطلاق النار يسبق فتح صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة الأميركية….

لبنان يدخل العصر الأميركيّ؟

لطالما كان وجود الأميركيين العميق في لبنان، حيث تأسّس الحزب، عنواناً جذّاباً للبحث والنقاش، لا سيما أنّ العلاقة بينهما وبين كلّ منهما بالمكوّنات الأخرى، تغيّرت…

المبادرة الأردنيّة في طور الاستيضاح والاستيضاح المضادّ: من وراءها؟

من خارج سياق التوقّعات والتقديرات الدبلوماسية، ارتفع منسوب التفاؤل خلال الساعات الماضية بعد تسريب ما وصفه الإعلام الإسرائيلي بمسوّدة اتّفاق خطّه الموفد الأميركي آموس هوكستين…

هل تتبدّل اليونيفيل أم يتمّ توسيع صلاحيّاتها؟

تتزايد ضغوط الولايات المتحدة الأميركية بقوّة لإيجاد تنميط مختلف للقرارات الدولية، خاصة حول  دور قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللبناني التي تميل واشنطن إلى…