بعد توزيع دعوات خاصّة، نقل “تيار المستقبل” مكان إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط المقبل، من مجمّع “بيال” على الواجهة البحرية لبيروت، إلى بيت الوسط، وذلك ومن دون سابق إنذار.

البيان الذي نشره إعلام “المستقبل” يوم الجمعة الفائت، ذكّر أنّ النقل جاء بناءً لطلب الرئيس سعد الحريري، لكنّ مصدراً في التيار كشف أنّ ذلك حصل لاعتبارات كثيرة أخرى.

فالتيار، كما تتواتر الأخبار، واجه صعوبة كبيرة وجديّة في حشد نحو 5 آلاف شخص، لملء مقاعد قاعة البيال، لحضور الحفل، بعد الإخفاقات التي رافقت عملية تسمية حسّان دياب وتكليفه تشكيل الحكومة. وخصوصاً بعد حضور “كتلة المستقبل” جلسة “تمرير” الموازنة وموقفها الممجوج منها.

وإزاء هذا الواقع الأليم ونقص المنسوب الجماهيري، فضّل التيار توفير تكاليف استئجار مجمع “بيال” وتحاشي نقمة الموظفين الذين لم يقبضوا رواتبهم منذ أشهر وهم يرون عشرات آلاف الدولارات تُهدر في المناسبة.

مصادر أخرى تشير إلى أن الرئيس الحريري فضّل ذلك، بغية استعادة المشهد الذي رُسم في باحات بيت الوسط ومدخله لحظة عودته من السعودية عام 2017.

وكان قيل إنّ الحريري سيفشي خلال الحفل، أسراراً كثيرة تخصّ التسوية الرئاسية والصعوبات التي واجهته في تأليف الحكومة وفي إدارتها. وقالت أوساط مستقبلية إنّ كتيّباً سيوزّع على الحاضرين يكون بمثابة ردّ على التهم التي يسوقها “التيار الوطني الحر” ضدّ “الحريرية السياسية” وحقبة الأعوام الثلاثين. وقد بدأ فعلاً الترويج لذلك على تطبيق “واتساب” من خلال مقاطع فيديو تسأل عن “سبب الفراغ” و”كلفة هدر الكهرباء”، و”تعطيل البلد الى ولد الولد” و”حجم الدين العام” وتردّ أنّ “الجواب في 14 شباط”.

اللافت كان كلام الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري الذي اعتبر نقل الاحتفال إلى بيت الوسط هو “رسالة لمن يقول إنّ الحريرية السياسية انتهت وأنّ بيتها أُقفل”، مبعداً التيار المذكور عن حصّته الكبيرة في المسؤولية.