الكهرباء تخنق المستشفيات

مدة القراءة 4 د

ليست هي الأزمة الأولى التي يعانيها القطاع الاستشفائي، وكأنّ ما فيه لا يكفيه. الأخبار لم تعُد محصورة فقط بانقطاع الدواء والمستلزمات الطبية وارتفاع عدّاد كورونا، بل وصلت الكارثة إلى تهديد حياة المرضى مع وصول الكمّية المتوافرة من مادة المازوت لدى المستشفيات إلى نهايتها، فأُطفِئت أجهزة التبريد في ا?قسام من مستشفى رفيق الحريري الجامعي، وأُجِّلت بعض العمليات الجراحية بسبب انقطاع التيار. والأمور تسير من سيّئ إلى أسوأ.

هارون لـ”أساس”: مخزون المستشفيات من المازوت بات قليلاً جداً ووصل إلى مستوى خطر والمستشفيات تشتري المازوت بشكل يومي من دون أن يكون لديها المخزون الكافي لأكثر من يومين

في السياق نفسه، حذّر مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض، عبر حسابه على تويتر، من أنّ “معظم المستشفيات في لبنان لم يعُد همّها الرئيس حالياً متحوِّل دلتا، ولا نقص الإمدادات، بل الكهرباء، التي باتت مصدر القلق الرئيس الآن، إذ لا يمكن تشغيل المعدات الطبية بدونها، ولا يمكن للمولّدات القديمة الاستمرار في العمل من دون توقّف، وعندما تتعطّل ستكون الأرواح في خطر، ولا سيّما مَنْ هم في العناية الفائقة. التغذية الكهربائية للمستشفى غير مقبولة. فانقطاع الكهرباء يمتدّ لأكثر من 21 ساعة في اليوم، والوقود غير متوافر، وا?ذا وُجِد تواجهنا مشاكل في السيولة النقدية. نحن في جهنّم حقّاً”.

وكان الا?بيض قد وجّه كتاباً ا?لى وزير الطاقة في حكومة تصريف الا?عمال ريمون غجر بتاريخ 28/6/2021، يطلب فيه الموافقة على استثناء المستشفى من التقنين القاسي للكهرباء.

هارون: السيناريو كارثيّ

يؤكّد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون لـ”أساس” أنّ “هذه الأزمة لا تشبه غيرها من الأزمات التي يعيشها القطاع الصحّي منذ اشتداد الأزمة المالية وتدهور الوضع الاقتصادي”. ويضيف: “ما يحدث اليوم أنّ غالبية الخدمات الطبية، إن لم تكن كلّها، متوقّفة على المازوت، من تبريد الأدوية القابلة للفساد عند ارتفاع الحرارة، فغرف العمليات وماكينات الأوكسيجين في غرف العناية الفائقة، إلى ماكينات غسيل الكُلى وغيرها الكثير من الخدمات. لذلك السيناريو المتوقّع “كارثيٌّ” في ظل استمرار شحّ المازوت، الذي سيعرّض حياة المرضى للخطر. وليست حال المستشفيات الخاصّة بأفضل من نظيراتها الحكومية”.

عدرة لـ”أساس”: نحن نعاني مثل باقي المستشفيات بسبب قطع الكهرباء. والمازوت نحصل عليه يومياً أو أسبوعياً عن طريق منشآت النفط

ويحذّر هارون من أنّ “مخزون المستشفيات من المازوت بات قليلاً جداً، ووصل إلى مستوى خطر”، ويلفت إلى أنّ “المستشفيات تشتري المازوت بشكل يومي من دون أن يكون لديها المخزون الكافي لأكثر من يومين، في حين يجب أن يكون الاحتياطي مخزّناً لأسبوعين في الظروف الطبيعية، فكيف في ظلّ التقنين القاسي لكهرباء الدولة؟”. ويجيب: “تضطرّ المستشفيات إلى شراء المازوت من السوق السوداء في بعض الأحيان. وقد تواصلت مع وزارة الطاقة التي وعدت بحلحلة الأمور”.

ويختم قائلاً: “تلقّينا وعداً جدّياً من المديرية العامة للنفط بتزويد المستشفيات بحاجاتها بدءاً من اليوم الأربعاء. والأولوية هي لقطاع الاستشفاء في خطة عمل المنشآت، ضمن حصّتها في السوق التي لا تتعدّى 35%. وفي ظل أزمة فتح الاعتمادات، توافقنا على آلية مستدامة للتواصل بين نقابة المستشفيات ومنشأتيْ النفط في طرابلس والزهراني، عبر نقطتيْ اتصال، لمتابعة الحاجات الأسبوعية، وسنقدّم لوائح أسبوعية بجدول الكمّيات وشركات التوزيع المعتمدة”.

إقرأ أيضاً: الكهرباء: آخر 200 مليون دولار

عدرة: نخشى أعطالاً مفاجئة

وكشف مدير مستشفى طرابلس الحكومي ناصر عدرة لـ”أساس” أنّه يتابع مسألة المازوت مع شركات خاصة: “فنحن نعاني مثل باقي المستشفيات بسبب قطع الكهرباء. والمازوت نحصل عليه يومياً أو أسبوعياً عن طريق منشآت النفط. ووزير الصحة حمد حسن تحرّك مسبقاً وكلّف أشخاصاً من وزارة الصحة بمتابعة حاجات المستشفيات الحكومية. مشكلتنا اليوم مع “مولّدات” المستشفى التي تعمل لمدة 22 ساعة متواصلة، وكلّ ما نخشاه أن تحدث أعطال مفاجئة، خصوصاً أنّ أقسام العناية الفائقة ممتلئة بالمرضى والأطفال”.

مواضيع ذات صلة

برّي وافق على عرض هوكستين.. ماذا عن نتنياهو؟

قبيل ساعات من وصول الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، حكم كُثرٌ على الزيارة بالفشل الحتميّ. كان يكفي التعمّق قليلاً بالرسائل المشفّرة التي تضمّنتها تصريحات…

في جلسة اللّجان: الرّئيس بعد الحرب!

شهرٌ كاملٌ مرّ على العدوان الإسرائيلي الجوّي ضدّ لبنان. لم يتمّ التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، لم تعلن حالة الطوارئ، لم يتمّ انتخاب رئيس للجمهورية…

إسرائيل تجنّد العملاء عبر السّوشيل ميديا

“لأصدقائنا في لبنان: اتركا علينا ونحنا منهتم بمستقبلك ومستقبل عيلتك…”، هذا ليس إعلاناً لشركة تأمين، أو لجمعية غير حكومية تحاول توفير تأشيرات سفر لبعض العائلات…

هوكستين في رحلته الأخيرة: لقد قلت لكم.. ولم تصدّقوا

روايتان في بيروت. واحدة “من الداخل”، تقول إنّ الشروط الإسرائيلية التي جاء بها الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين باتت أصعب من الـ1701 بلاس. وأخرى تقول…