من 24 نائباً في الكونغرس إلى بلينكن: 4 خطوات لإنقاذ لبنان

2021-05-20

من 24 نائباً في الكونغرس إلى بلينكن: 4 خطوات لإنقاذ لبنان

مدة القراءة 6 د.

وجّه 24 نائباً  في الكونغرس الأميركي رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يحثّونه على اتّخاذ 4 تدابير من شأنها تحسين الوضع الاقتصادي في لبنان، ومساعدة الشعب اللبناني في ظل الأزمة المعيشية الخانقة، وتهديدات خطر السلاح غير الشرعي.

جاءت الرسالة، التي نشرتها صفحة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب على تويتر، بعنوان “نحثّ الولايات المتحدة على إجراء سريع ومهمّ”.

وفي ما يلي نصّها:

“نكتب للإعراب عن قلقنا العميق إزاء الأزمات الاقتصادية والسياسية المتفاقمة في لبنان، التي تزعزع استقرار البلاد وتشكّل مخاطر واضحة على المنطقة الأوسع. نحثّ الولايات المتحدة على اتخاذ إجراء سريع ومهمّ، بالتنسيق مع الشركاء الدوليّين الرئيسين، لمعالجة معاناة الشعب اللبناني، ومنع لبنان من الانهيار الاقتصادي، وهما أمران قد يتسبّبان بالمزيد من المخاطر على أمن الشرق الأوسط الكبير واستقراره، وعلى الأمن القومي للولايات المتحدة”.

وتابعوا أنّه “بعد تسعة أشهر من الانفجار الكارثي، الذي وقع في مرفأ بيروت في آب 2020، والذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وجرح أكثر من 4000، وتسبّب في أضرار اقتصادية بمليارات الدولارات، يواجه لبنان أزمات اقتصادية وسياسية تتفاقم بسرعة. فقد تدهورت العملة، وفقدت 80% من قيمتها، وارتفعت معدلات البطالة، وزادت أسعار المواد الغذائية بنسبة 400% مقارنة بعام 2020. ووفقاً للبنك الدولي، أدّت الأزمة إلى انخفاض متوقّع بنسبة 19.2% في الناتج المحلّي الإجمالي، وإلى زيادة متوقّعة بنسبة 45% في معدّلات الفقر. وقد نزل المواطنون اللبنانيون إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد، احتجاجاً على التدهور السريع للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وممّا زاد الطين بلّة فشل قادة البرلمان اللبناني في تشكيل حكومة جديدة بعد شهور من المفاوضات. وزادت جائحة كوفيد-19 الوضعَ تأزّماً، فأُجهِدت قدرة المستشفيات ونظام الرعاية الصحية، بالإضافة إلى نقص السلع الطبية. إنّ مثل هذه التحدّيات لا تزيد من احتمالات نشوب صراع أهليّ أوسع داخل لبنان فحسب، بل تزيد من عدم الاستقرار الإقليمي”.

نحثّ الولايات المتحدة على اتخاذ إجراء سريع ومهمّ، بالتنسيق مع الشركاء الدوليّين الرئيسين، لمعالجة معاناة الشعب اللبناني، ومنع لبنان من الانهيار الاقتصادي

وقالوا إنّه “مع تدهور الأوضاع، تهدف الجهات الفاعلة اللبنانية الداخلية مثل حزب الله، إلى جانب الميليشيات والشبكات الإجرامية الأخرى، والقوى الخارجية مثل إيران وروسيا، بشكل ساخر، إلى الاستفادة من تفتيت الدولة والمجتمع اللبنانيّين لتحقيق مكاسبهم الخاصّة. إنّ دعم لبنان في هذا الوقت الحرج ليس ضرورة إنسانية واقتصادية فحسب، بل هو أيضاً ضرورة أمنيّة لمنع هؤلاء الفاعلين من تقويض استقلال لبنان وسيادته”.

وأضاف النواب في رسالتهم: “نحن ندعم السياسات التي تعزّز علاقة قويّة ومستقرّة بين الولايات المتحدة ولبنان، ومستقبلاً عادلاً ومزدهراً ومستقلّاً للشعب اللبناني. وكانت ذات أهميّة المساعدةُ الإنسانية الطارئة للمستشفيات، التي تكافح COVID-19 في أوائل عام 2020. وهي من الخطواتُ الأوّلية للولايات المتحدة، من خلال مؤسسات مثل وزارة الخارجية الأميركية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID). لكن مع استمرار الاقتصاد اللبناني في الانهيار، وانتشار الاضطرابات المدنية، يجب عمل المزيد. لذلك ندعو الولايات المتحدة إلى القيام بما يلي:

1- قيادة مجموعة دولية من “أصدقاء لبنان” من الشركاء المتشابهين في التفكير، ومن بينهم فرنسا، لتنسيق المساعدة المالية العاجلة وبرنامج الإصلاح مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد اللبناني ريثما تُشكَّل حكومة قادرة على التعامل مع حاجات المواطنين اللبنانيين. عند القيام بذلك، تُطبَّق إجراءات صارمة لاستئصال الفساد وإصلاح الوزارات الحكومية المختلّة، بالإضافة إلى إجراء تدقيق شامل للبنك المركزي طال انتظاره.

نحن ندعم السياسات التي تعزّز علاقة قويّة ومستقرّة بين الولايات المتحدة ولبنان، ومستقبلاً عادلاً ومزدهراً ومستقلّاً للشعب اللبناني

2- في موازاة ذلك، يجب على الولايات المتحدة، إلى جانب الشركاء الدوليين، أن تقود على الفور جهوداً قويّة للمساعدة الإنسانية المباشرة لمعالجة قضايا الجوع والصحّة والبطالة للفئات الأكثر ضعفاً في لبنان. يجب تقديم هذه المساعدة مباشرة إلى اللبنانيين لضمان الالتزام بجميع القوانين الأميركية المناسبة، بالإضافة إلى دعم جميع معايير التدقيق، وفحص المستفيدين والمنظّمات المنفّذة.

3- تقديم مساعدة تكميليّة إلى الجيش اللبناني، وهو شريك للولايات المتحدة منذ فترة طويلة، ومؤسسة محترمة ضرورية للاستقرار في لبنان. على الرغم من أنّ المساعدة الأميركية يمكن ويجب أن تشمل المعدّات والتدريب، لكنّ رواتب الجنود اللبنانيين قد انخفضت قيمتها الشرائية، والصعوبات الاقتصادية التي يواجهونها قد تشكّل تهديداً بالتخلّي عن الخدمة، وتدهور قوّة الجيش، والمزيد من الصراع الأهلي. وستخدم هذه العوامل الجماعات المسلّحة غير الحكومية، مثل حزب الله والميليشيات الأخرى، التي تهدّد إسرائيل والمنطقة الأوسع.

إقرأ أيضاً: الأسد – أوباما: هكذا ربح المفاوضات بالأسلحة الكيمياوية وقتل الآلاف

4- الدعوة علناً إلى إجراء تحقيق دولي ومستقلّ في انفجار مرفأ بيروت في آب 2020. إذ لم تُسفر التحقيقات اللبنانية حتى الآن إلا عن القليل، وكانت غارقة في الفساد وسوء الإدارة. يجب أن تقود الولايات المتحدة الدعوات لإجراء تحقيق محايد بقيادة الأمم المتحدة يستفيد من قدرات الدول الأعضاء الرئيسة. نحن نقدّر زيارة وكيل وزارة الخارجية ديفيد هايل للبنان في نيسان، والتواصل مع القادة السياسيين اللبنانيين، ونردّد معه أنّ “دعم أميركا للشعب اللبناني مستمرّ “.

وختموا: “مع مراعاة الخيارات السياسية، نحثّكم بشدّة على اتخاذ الخطوات الموضَّحة أعلاه من دون تأخير. وبصفتنا أعضاء في الكونغرس يهتمّون بشدّة بأمن المنطقة واستقرارها، والأمن القومي للولايات المتحدة، والحق في مستقبل سلمي ومزدهر ومستقلّ للشعب اللبناني، فإنّنا نقدّر استجابتكم واهتمامكم العاجل”.

إقرأ أيضاً

مهلة حزيران للحزب: الرئاسة… أو نتنياهو

تعدّدت المهل التي أُعطيت لإنجاز الاستحقاق الرئاسي من دون أن تَصدُق أيّ منها. إلا أنّ العام الثاني للفراغ اختلفت حساباته مع حرب غزة. في الواقع…

“الخماسية” في عوكر: “صيانة” دوريّة للحلّ

انعقد أمس الاجتماع الخامس للّجنة الخماسية المُمثّلة لواشنطن وباريس والدوحة والرياض ومصر في مقرّ السفارة الأميركية في عوكر في ظلّ حدثين بارزين: استنفار لبناني رسميّ-أمنيّ…

“قمّة فلسطين” على أرض التطبيع؟

“هي قمّة استثنائية على الرغم من انعقادها في دورتها العاديّة الـ33 لأنّها تأتي في ظرف استثنائي حرج وتوقيت صعب”، كما جاء على لسان وكيل الخارجية…

الجيش بين باسيل و السيّد!

استبق الأمين العامّ للحزب السيّد حسن نصرالله جلسة التوصيات النيابية اليوم في شأن هبة المليار يورو بسلّة ضوابط لم يحِد فيها الحزب عن الخطوط العريضة…