أبو زيد مرشّح “الرئاسة” في جزّين..

مدة القراءة 5 د

عَكَس تراجع النائب السابق أمل أبو زيد عن قرار انسحابه من المعركة الانتخابية حجم تدخّل رئيس الجمهورية ميشال عون المباشر في الانتخابات النيابية داخل تياره السياسي.

لم يكن جديداً الضغط الذي مارسه رئيس الجمهورية على مستشاره للشؤون الروسية كي يترشّح لانتخابات جزين، يداً بيد مع غريمه النائب زياد أسود. لكنّ التسجيل الصوتي الذي سُرّب أمس، وأكّد فيه أبو زيد صرف النظر عن قراره بالانسحاب “نزولاً عند رغبة وإصرار الرئيس ميشال عون وإلحاح رئيس التيار جبران باسيل”، كرّس التدخّل الرئاسي العلني لمصلحة التيار الوطني الحرّ، وهو ما أعاد إلى الأذهان مشهد تدخّله لمصلحة النائب شامل روكز في كسروان عام 2018.

ساعاتٌ قليلة فصلت بين العزوف عن الترشّح وبين التراجع عن القرار، بعدما ثبّت أبو زيد الخلاف غير القابل للحلّ مع “السيّئ الذكر” زياد أسود، كما وصفه في تسجيل صوتي كان أرسله إلى محازبي التيار ليل الأحد الماضي.

انتظرت لائحة التيار الوطني الحر اليوم الأخير للتسجيل في وزارة الداخلية متضمّنة أسماء أبو زيد وأسود عن المقعدين المارونيين وسليم الخوري عن المقعد الكاثوليكي

في رسالة “الانسحاب” رفض أبو زيد أن يكون على لائحة واحدة “مع هذا الشخص، ونلتقط الصور معه، ونقوم بجولات انتخابية في ظلّ العداء الكبير جدّاً في القضايا الشخصية والمهنية والسياسية، وهذا ما لا أرضى به”.

في الأشهر الماضية وَعدَ عون وباسيل نائب جزين السابق  بأن يقدّم أسود اعتذاراً له أو أن يسحب ترشيحه لمصلحته. لكن تبيّن أنّهما راهنا على عامل الوقت واحتمال أن يغيّر أبو زيد رأيه. فقد اشترط الأخير من البداية أن يكون مرشّح اللائحة عن أحد المقعدين المارونيّين، خصوصاً أنّ أسود قد تقدّم بدعاوى قضائية ضدّه.

هنا يجزم مطّلعون أنّ استمرار أبو زيد في ترشيحه لن يخفّف من وطأة الخلاف بين الرجلين لا بل سيزيده تعقيداً بسبب حدّة التوتّر بينهما والمنافسة القاسية على الصوت التفضيلي. وهي قد تؤدّي إلى فوز أحدهما على حساب الآخر، فيما المقعد الكاثوليكي سيكون في دائرة الخطر الشديد.  

في المحصّلة انتظرت لائحة التيار الوطني الحرّ اليوم الأخير للتسجيل في وزارة الداخلية متضمّنة أسماء أبو زيد وأسود عن المقعدين المارونيين وسليم الخوري عن المقعد الكاثوليكي.

وضع “سنّيّ” صعب

“وَضْع” التيار الوطني الحر صعب في دائرة جزّين-صيدا، حيث تبدو اللائحة بما تملكه من “أدوات شغل” غير قادرة على نيل أكثر من حاصل، نظراً إلى تشتّت الأصوات بين ثلاثة مرشّحين محسوبين مباشرة على التيار الوطني الحر، والأهمّ بسبب عدم وجود شريك سنّيّ من أصحاب الحيثيّة إلى جانب التيار، بعدما وفّر التحالف مع عبد الرحمن البزري والجماعة الإسلامية عام 2018 فوز التيار بمقعد ماروني وآخر كاثوليكي على حسابهما.

خبير انتخابي لـ “أساس”: “المعركة ضبابية، والمحسوم فيها هو أنّ أحد المقعدين المارونيين سيذهب لصالح التيّار، والمقعد الثاني لإبراهيم عازار. ومقعد سنّيّ سيكون من نصيب أسامة سعد. ويرجّح أن يكون هناك مقعد للائحة القوات، قد يكون السنّيّ

بعدما فاوض المهندس يوسف النقيب الذي انتقل إلى لائحة القوات، وقبله صبحي البساط، من أجل ملء المقعد السنّي، خلص باسيل إلى تبنّي ترشيح كل من محمد القواس وعلى الشيخ عمّار عن المقعدين السنييّن بعد استبعاد منسّق التيار الوطني الحر عبدالله البعاصيري.

في المقابل شقّت أربع لوائح طريقها إلى النور في دائرة الجنوب الأولى في ظلّ توقّعات بحصول معركة كبيرة على المقعد الكاثوليكي والمقعد السنّيّ الثاني.

يقول خبير انتخابي لـ “أساس”: “المعركة ضبابية، والمحسوم فيها هو أنّ أحد المقعدين المارونيين سيذهب للتيّار، والمقعد الثاني لإبراهيم عازار. ومقعد سنّيّ سيكون من نصيب أسامة سعد. ويرجّح أن يكون هناك مقعد للائحة القوات، قد يكون السنّيّ. ومن غير المعروف عندئذٍ لمن سيكون المقعد الكاثوليكي”. 

كانت لائحة الثنائي الشيعي في صيدا-جزّين، التي حملت اسم “الاعتدال قوّتنا”، من أولى اللوائح المُعلنة في الدائرة، وقد ضمّت: النائب إبراهيم عازار عن المقعد الماروني، جوزيف سكاف عن المقعد الكاثوليكي، ونبيل الزعتري عن أحد المقعدين السنّيّين في صيدا. أتى ذلك بعد تعثّر الاتفاق مع عبد الرحمن البرزي وأسامة سعد.

القوات – النقيب

ضمّت لائحة القوات “وحدتنا صيدا وجزين” كلّاً من المهندس وسام الطويل والمهندس سعيد الأسمر عن المقعدين المارونيّين، الدكتورة غادة أيوب عن المقعد الكاثوليكي، ويوسف النقيب عن المقعد السنّيّ.

كان النقيب، المقرّب من النائبة بهيّة الحريري، قد وضع شرطاً للانضمام إلى لائحة التيار يقضي بعدم وجود زياد أسود على اللائحة. وفي نهاية المفاوضات التحق بلائحة القوات التي كانت تفاوض نهاد الخولي المدعوم من رجل الأعمال مرعي أبو مرعي.

إقرأ أيضاً: هل يفكّك الأسد.. أكثرية الحزب النيابية؟

ضمّت اللائحة الثالثة “ننتخب التغيير” كلّاً من: عبد الرحمن البزري وأسامة سعد عن المقعدين السنّيّين في صيدا، شربل مسعد والدكتور كميل سرحال عن المقعدين المارونيّين، والعميد المتقاعد جميل داغر عن المقعد الكاثوليكي في جزّين.

أمّا لائحة المجتمع المدني التي حملت اسم “نحنا التغير” فقد ضمّت: سلمان مالك، جوزف الأسمر، روبير خوري، هانية الزعتري، محمد الظريف.

مواضيع ذات صلة

سرّ اجتماع غازي عنتاب الذي “أسقط” الأسد

حملت الساعات الأخيرة التي سبقت سقوط النّظام السّوريّ السّابق ورئيسه بشّار الأسد اجتماعات علنيّة وسرّيّة لمناقشة مرحلة ما بعد الأسد. أبرزها اجتماع شهدته مدينة غازي…

اسقاط بشّار… ماذا عن “الحزب”؟

ما وَصَفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ “الخطير جدّاً” حيال ما يحدث في سوريا، وبأنّه “مؤامرة متورّطة فيها قوى كبرى”، تعاطت معه معظم القوى…

نصيحة “جمهوريّة” لعين التّينة: رئيس بـ86 صوتاً… أو التّأجيل

لا تختلف الإدارتان، الديمقراطية والجمهورية، في مقاربتهما لمسار الحلّ في المنطقة. الفارق الوحيد بينهما هو الأسلوب. فبينما اعتمد الرئيس جو بايدن سياسة الجزرة ثمّ العصا…

البركان السّوريّ يُربِك الحكومة وتخوُّف من دورٍ لـ”الحزب”

مع عقد الاجتماع الرسمي التقنيّ الأوّل يوم الثلاثاء للجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار يدخل جنوب الليطاني، ومعه شمال الليطاني وصولاً إلى الحدود الشرقية…