لبنان والكورونا: 80 % يُشفَون بلا مضاعفات والإصابات أكبر من المسجّلة

2020-03-09

لبنان والكورونا: 80 % يُشفَون بلا مضاعفات والإصابات أكبر من المسجّلة

مدة القراءة 4 د.


“نحو 40 إلى 70 % من الناس حول العالم، سيصابون بفيروس كورونا المستجد”، هذا ما يؤكده الكاتب المعني بالشؤون الطبية جيمس هامبلن في مقال نشره في مجلة “ذي أتلانتيك”. النسبة المئوية التي طرحها هامبلن لم تفاجئ الرئيس السابق للجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية الدكتور زاهي الحلو، الذي أكّد لـ”أساس” أنّ احتمال إصابة 70 % من الناس وارد جداً، في حال عدم إجراء العزل بالطريقة المطلوبة، موضحاً أنّ الفيروس يتفشّى سريعاً، وأعطى مثالاً عن أنّه “في إيطاليا زاد العدد بطريقة مهولة ما دفع للحجر على إيطاليا الشمالية بأكملها”.

وبحسب الدكتور الحلو، فإنّ عدد الإصابات بفيروس الكورونا في لبنان أكبر من المصرّح عنه، فكل إصابة نقلت العدوى إلى غيرها. والأهمّ أنّ الشفاء من هذا المرض يكون بشكل نهائي لدى الأشخاص الذين لديهم مناعة جيدة، أما الذين لديهم مشكلة في الرئتين، كالربو أو أمراض رئوية مزمنة أخرى، فهؤلاء سيظل لديهم رواسب ما بعد الشفاء. وكذلك المسنّون الذي لديهم التهابات سيعانون من مضاعفات.

إقرأ أيضاً: شبعا وصيدا تنتفضان: أبعدوا الكورونا عن مستشفيينا

ومع وصول عدد الإصابات بهذا الفيروس إلى 109 آلاف إصابة موزّعة بين 85 دولة، إلا أنّ نسبة الشفاء منه كبيرة على ما يؤكد الدكتور الحلو، في حين أنّ نسبة الوفيات لم تتجاوز الـ3 %.

ويحذّر الدكتور الحلو من خطورة العدوى: “كل مصاب ينقل العدوى إلى شخصين أو ثلاثة”، مؤكداً على أهمية “العزل بطريقة صحيحة وعدم الاحتكاك أبداً بأي شخص يشتبه بإصابته”، كما يشدد على أهمية ضبط المعابر الجوية والبرية، معتبراً أنّ “الطائرات الآتية من إيران أو الصين أو أي بلد، لو ضبطت هي والمعابر البرية بشكل جيد، لما دخل إلى لبنان حالات مصابة بالفيروس. والآن إن استطعنا ضبط هذه المعابر نستطيع أن نحدّ من عدد الإصابات”.

وفيما يدعو الدكتور الحلو كل من لديه العوارض أو شكوك بالإصابة إلى الحجر الذاتي، ينصح بالتالي باللجوء إلى تناول الفيتامنيات التي تقوي المناعة وتساعد الجسم على الدفاع ورفض الفيروس “إذ لا دواء للكورونا حتى اللحظة”.

من جهة أخرى، يشكو الدكتور الحلو من النقص في التجهيزات ولاسيما في آلات التنفس الصناعي والأقنعة والألبسة التي يرتديها من يحتكون مع هذه الحالات في المستشفيات فـ “الوزارة لديها كمية ولكنّها قليلة بالنسبة للأعداد المتزايدة وتكاد تنفد”.

هذا النقص دفع السلطات الفرنسية إلى تقديم مجموعة من معدات الحماية الطبية إلى مستشفى رفيق الحريري، وتمّ تسليم هذه المعدات الإثنين ٩ آذار. وبحسب ما يؤكد نقيب الأطباء البروفسور شرف أبو شرف لـ”أساس”، فإنّ “وزارة الصحة لا تقصّر بالاتصال بجميع الأطراف، لمعرفة طبيعة المساعدات التي يمكن الحصول عليها كوقاية وحماية، ولكي نستعد في حال تفشّى الفيروس أكثر”، موضحاً أنّ “الوضع تحت السيطرة وهناك مساعدات أخرى سوف تصل”.

الفيروس يسبّب مرضاً حادّاً، وحينما يتماثل المريض للشفاء تعود صحته كما كانت

يتحدث نقيب الأطباء أيضاً عن الاهتمام بالدرجة الأولى بتجهيز المستشفيات الحكومية بدعم من المستشفيات الخاصة، مشدداً على أنّ “المستشفيات حتى اللحظة قادرة على القيام بواجباتها فيما يتم التحضير للمرحلة المقبر في حال تطوّر الوضع”.

لا ينفي البروفسور شرف أبو شرف أنّ “إمكانيات الدولة اللبنانية هي أقل من الإمكانيات الموجودة في دول الغرب، إلا أنّ هناك نقاطاً هامة يجب عدم إغفالها، وهي التوعية التي تتم عبر وسائل الإعلام والجمعيات الأهلية والمنظمات، والتضامن بين الجميع لاستيعاب هذه الأزمة الصحية، والواقعية”، متوقفاً عند “الخوف لدى الشعب اللبناني” وهو، بحسب كلامه، إيجابي لناحية الحماية الوقاية، إلا انّه لا ضرورة برأيه للهلع.

واستناداً لكلام نقيب الأطباء فإنّ “80 % من حالات الإصابة بالفيروس هي “Grippe” عادي، يتم الإصابة به من دون عوارض تذكر، و 15 % هي حالات إصابة متوسطة بالنسبة للعوارض، فيما العوارض تكون قاسية فقط في 5 % من الحالات، خصوصاً لدى المسنين الذين لديهم أمراض مزمنة وسرطانية وبعض هذه الحالات قد يصل إلى الوفاة، لذلك علينا تجنّب نقل العدوى إليهم”.

في السياق نفسه يؤكد عضو “اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية” والاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري لـ”أساس”، أنّ من يتماثل للشفاء من فيروس كورونا يشفى بشكل نهائي، فـ “الفيروسات لا تبقى في الجسم ولا تُحمل”، موضحاً أنّ الفيروس يسبّب مرضاً حادّاً، وحينما يتماثل المريض للشفاء تعود صحته كما كانت.
ويكشف الدكتور البزري وهو أيضاً عضو اللجنة الطبية لمكافحة “كورونا”، أنّ الأطباء يأخذون عينات من أنوف الذين يتماثلون للشفاء ويخضعونها للفحص مرتين كي يتأكدوا أنّ لا فيروس في أجسامهم وأنّهم لن ينقلوا العدوى إلى غيرهم.

إقرأ أيضاً

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…