قبل أسابيع، نشرنا مقالاً بعنوان “أكتب إليكم من مستقبلكم… من إيطاليا” بقلم الروائية الإيطالية فرانشيسكا ميلاندري، توجّهت به إلى الأوروبيين، من حجرها المنزلي في روما، لتخبرهم عمّا ينتظرهم، بسبب تفشي فيروس “كورونا”، ونُشر النصّ في صحيفة “ذي غارديان” البريطانية، يوم الجمعة 27 آذار الجاري.
اليوم، يأتينا خبر من المستقبل أيضاً، من إيطاليا، على لسان ألبرتو زانغريلو (Alberto Zangrillo)، رئيس مستشفى سان رفايل في ميلانو، الواقعة في المنطقة الشمالية من لومبرديا، حيث كان مركز الثقل لفيروس الكورونا في إيطاليا. زانغريلو يقول بالحرف: “في الواقع، لم يعد الفيروس موجوداً سريرياً في إيطالياً”.
إقرأ أيضاً: رئيس “أمراض الرئة” في “الحريري”: كورونا باتت أضعف في لبنان
وكان سُجّل يوم الأحد ارتفاعٌ طفيفٌ في الإصابات بـ75 إصابة فقط، عن اليوم الذي قبله، بالمقارنة مع 111 إصابة إضافية عن إصابات اليوم السابق. وكانت وكالة الحماية المدنية قد أشارت إلى أنّ المعدّل اليومي للإصابات الجديدة انخفض إلى 355، من 416 إصابة يوم السبت. وبحسب الوكالة أيضاً، فقد بلغ عدد الضحايا منذ انطلاق الوباء في إيطاليا في 21 شباط الماضي 33.415 وفاة، أي في المرتبة الثالثة في العالم بعد الولايات المتحدة وبريطانيا.
إيطاليا في المرتبة السادسة عالمياً خلف الولايات المتحدة وروسيا وإسبانيا وبريطانيا والبرازيل. وانخفض عدد المسجّلين بوصفهم يعانون من أعراض المرض إلى 42.75 فرداً، وكانوا 43.691 فرداً في اليوم الذي قبله. يوم الأحد كان 435 فرداً في العناية المركّزة، فيما كانوا 450 فرداً يوم السبت. وبلغ عدد المتعافين من المرض 157.507 أفراد، وكان عددهم في يوم سابق 155.633 فرداً. وبالنسبة إلى العدد الإجمالي للمفحوصين في إيطاليا لتحديد المصابين بالوباء، قالت الوكالة إنّه بلغ مليونين و434 ألفاً، من أصل العدد الإجمالي للسكان وهو 60 مليوناً تقريباً.
وعن تراجع الإصابات في إيطاليا، على نحوٍ مطّرد، رأى زانغريلو في حديث لقناة “راي” الإيطالية، أنّ “المسوحات التي أُجريت في الأيام العشرة الأخيرة أظهرت أن الفيروس بالمعايير الكمّية بات ضئيلاً جداً بالمقارنة مع الوضع قبل شهر أو شهرين”. وقد لوحظ فعلاً، الانخفاض الثابت في عدد الإصابات والوفيات في شهر أيار الماضي، وبدأت إيطاليا برفع بعض القيود التي كانت الأكثر صرامة في القارة الأوروبية.
من لديه الدليل على أنّ الفيروس يختفي… فليأتِ إلينا إن كان متأكّداً من دليله، بدل نشر الحيرة بين الإيطاليين
في المقابل، قال زانغريلو إنّ بعض الخبراء يبالغون كثيراً في التحذير من احتمالات موجة ثانية من الكورونا، ودعا السياسيين إلى أخذ الواقع الجديد بعين الاعتبار. وأضاف: “علينا العودة كي نكون بلداً طبيعياً”. وبشأن التحذير من انبعاث الكورونا مجدّداً قال: “من يخوّف البلد عليه أن يتحمّل المسؤولية”.
وكانت الحكومة الإيطالية قد حثّت المواطنين على أخذ جانب الحيطة، واعتبرت أنّه من المبكر جداً إعلان النصر على كورونا. ومن جهتها، تقول وكيل وزارة الصحة ساندرا زامبا (Sandra Zampa) في بيان أصدرته إنّ “من لديه الدليل على أنّ الفيروس يختفي… فليأتِ إلينا إن كان متأكّداً من دليله، بدل نشر الحيرة بين الإيطاليين”. وبالعكس من ذلك، كما تقول زامبا “علينا دعوة الإيطاليين إلى الحفاظ على أقصى الحذر، والاستمرار في التباعد الاجتماعي، وتجنّب التجمعات الكبيرة، وغسل الأيدي على نحوٍ منتظم، وارتداء الكمّامات”.
طبيب آخر من شمال إيطاليا هو ماتيو باسيتي “Matteo Bassetti” رئيس عيادة الأمراض المعدية في سان مارتينو بمدينة جنوا، قال لوكالة الأخبار “أنسا – ANSA” إنّه يرى أنّ “الفيروس يضعف”. ويشرح قائلاً: “قوّة الفيروس قبل شهرين، ليست هي نفسها اليوم”. وأضاف: “من الواضح أن وباء كوفيد-19 بات اليوم مختلفاً”.
